آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 28 مارس 2017

- حقيقة التنافس

عدد المشاهدات:
التنافس
النفس الملكية تواقة إلى عالمها العلوى، تشتاق للاتصال به علماً وعملاً وحالاً، ولكن الفطر البشرية تحول بينها وبين ما جبلت عليه من الاستشراف إلى علومها ومعارفها ومشاهدها، فإذا أكرم الله الإنسان بعالم عامل بجميع الأعمال وعلى الأحوال، وكانت قواه البشرية متوسطة لا تحجب النفس الملكية عن شهود علومه وأعماله وأحواله لاشتغالها بدواعى الحظوظ والأهواء البشرية، فإن النفس بميل الإنسان إلى هذا العالم تستيقظ من نومها بحظوظ الجسم، واشتغالها بأهوائه، فتشرق عليه شمس أنوار الملكوت وتنكشف له حقائق الأسرار وما عليه العالم العلوى من المشاهدات، والقيام بالطاعات والقربات فتحصل العزيمة والرغبة والشوق والوله والمسارعة إلى المزيد من العمل، وتحصيل المعارف الحقة، والعقائد الحقة، والتخلى عما كان عليه من قبيح العمل، وردىء الاعتقاد، وسيئ الخلق، وشر الحال، فتحصل المنافسة فى طلب الخير، والتجمل بالمعانى القدسية، حتى يتشبه بالملائكة الروحانيين، وتدوم منافسته حتى تجلى له حقائق صادقة فى نفسه وفى الآفاق، فتبدل صفاته وأطواره ومعارفه وعقائده وأعماله بالمعانى الروحانية، حتى يكون روحانيا حقا ربانياً صدقاً.
وبذلك يتخلق بأخلاق ربه العلىّ ويتصف بالقرآن، ويكون فى معية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو البدل الكامل والإنسان الكامل، الذى انجذب بكليته إلى الجناب العلى، وواجهته الجمالات الربانية، وفاز بالمنازلات الإلهية، ويكون قلبه مواجهاً الجبروت الأعلى بعد مواجهته للملكوت والعزة، وتكون هممه وعزائمه وإقباله ومعارفه وفقهه فى الله ومن الله، وله فى كل نفس فيوضات ومواهب ترد عليه من حضرة المنعم الوهاب سبحانه وتعالى، وقد تبلغ المنافسة مبلغا تجعل المنافس يبذل النفس والنفيس فى نوال حظوة من حظوات القدس.
نسأل الله تعالى أن يمنحنا الإخلاص لذاته، والصدق فى معاملته، والحفاظ على السنة والعمل بها، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وورثته والتابعين آمين.
الامام محمد ماضى ابو العزائم 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير