عدد المشاهدات:
نورُ رَسُولِ اللهِ
مرآتى التى أتطلع فيك وأرى مابداخلك فيها هى الوجه، ساعة ما يرى الإنسان وجهًا يرى أخاه الذى بداخله، يرى كل حاجه داخله، فيعرف ما فى سرِّه، ويعرف ما فى خاطره، إذا كان من أهل الايمان حقاً، قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) (رواه الطبراني وابن عدي والخطيب وأبو نعيم عن أبي أمامة رضي الله عنه. وروى الطبراني وابن جرير الطبري عن أنس رضي الله عنه بلفظ : " إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم "). وحتى لو كان هناك من يعرف أحداً إن كان غضبان أو فرحان أليس يظهر هذا على الوجه فوراً!! هموم أو سعاده تكون باينة أى ظاهرة، تظهر على مرآتك التى هى الوجه!!
ولكن أين وجه الله؟!! القلب .. ولذلك المؤمن يقف على باب القلب حارساً عنيداً، مثل خزنة جهنم، لا يسمح لرغبة دنيوية أو لشهوة نفسية أن تدخل فى القلب، حتى لا تظهر مساويه ولا مخازيه، يريد أن تكون هذه المرآة نظيفة دائماً، لامعة ساطعة. فكيف تكون لامعة؟
قال تعالى: ( إِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) (69العنكبوت). آية: (إِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ), أنت تقرأها: (إن الله لمع) أى: لمع قلوبهم، فجعلها لامعة بأنواره، تلمع بالأنواره القدسية، لا تلمع بالشهوات ولا بالحظوظ، فيريد أن يحافظ على القلب دائماً.
الذي يريد الله الهداية - التي قلناها - وهى الهداية الى معرفة الله، وهى المكاشفة بأسرار الله، والاطلاع على غيوب الله، هذه هى الهداية: (يَهْدِ قَلْبَهُ) (11التغابن). إلى ماذا؟ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. نجد المؤشر متجهاً الى محطة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتَّجه لغيرها - لا شرق ولا غرب، ولا يمين ولا شمال - لا يأتى لغيرها: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (البقرة). يقول: لا أريد أن تروا إلا الله – العين، الأذن، اللسان، الأيدى، الأرجل - يقول لهم: أريد ألا تذهبوا لأى مكان إلا لوجه الله دائماً, لا لشهوة، ولا لحظٍّ، ولا لهوى، ولا لمطمع، ولا لمأرب، ولا لعلَّة، ولا لغيره.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يطهِّر قلبه. أيطهِّر رسول الله؟!! نعم، ربُّنا قال له: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً)، لماذا؟ قال: (تُطَهِّرْهُمْ). فانظر مَنْ الذي يطهِّر يا إخواني؟ لكى تصدقوا وتعرفوا من أين هذا الكلام؟ (تُطَهِّرْهُمْ) وماذا أيضاً؟ (تُطَهِّرْهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، وماذا بعد؟ (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)، لماذا يُصلِّى علينا؟ قال: (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (103التوبة).
فالنفوس بعد أن تتزكى تطهر القلوب، فاذا طهُرَتْ القلوب لا تنظر إلاَّ لحضرة علاَّم الغيوب. فإذا أرادت أن تَزِوغ ذات اليمين وذات الشمال، أو تزوغ فى الشهوات أو فى الحظوظ أو فى الأهواء، أو فى المآرب أو فى العلل، وصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسَكَنَتْ إلى الله فوراً، (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)، تسكن فيسكن القلب، وإذا سكن القلب إلى الله لم يلتفت إلى سواه. سيدنا أبو بكر كان يقول هكذا!!
ماذا كان يقول سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه؟ كان يقول: (من ذاق جرعة من صافى طهور محبَّة الله، لم يلتفت عن الله نفساً إلى سواه). جرعة واحدة فقط من الطهور الصافي - ليس الممزوج، فسيدنا الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه يقول أيضاً: (لو فُتِحَ قلبُ المريد قَدْرَ سَمِّ الخياط - يعنى قَدْرَ فتحة الإبرة - لم يلتفت عن الله نفساً، ولو صُبَّتْ عليه البَلِيَّات).
وَلَوْ أنَّ مَا بِي مِنْ جَوَى وَصَبَابَةٍ عَلَى جَمَلٍ لَم يَدْخُلْ النَّارَ كَافِرٌ
(حَتَّي يَلِجَ الجَمَلُ فِى سَمِّ الخِيَاطِ) (40الأعراف)، معني البيت يعنى تفسير كلام القرآن. فمَنْ الذي يُزكِّينى؟ رسول الله ... ومن الذي يطهِّرنى؟ رسول الله، ومن الذي يُصَلِّي عَلَىَّ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تريد معنىً ثاني، الذي يركِّب وصلات النور بداخلى، من هو؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يعلِّق اللمبات فى القلب، ويسلِّط النور مَنْ؟ هو قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي سيوصل التيار النورانى فيه مَنْ؟ أيضاً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك الجماعة الآخرون المنافقون مناظرهم كويسة جداً فى الصحة، وليست قلوبهم!! (تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ - كلام معسول - كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) (4المنافقون). لماذا الخشب يا ربِّ؟ لأن الخشب عازل للحرارة والكهرباء. فهم معزولون، فلا تتعب نفسك ولا توصل إليهم التيار، لأنهم لن يقولوا!! انتهى.
أما الذى الأنوار فى باطنه، الذى يتصل نوره بنور رسول الله، وإذا اتصل نوره بنور رسول الله فلا يخبو نور رسول الله أبداً. ليس مثل نور الكهرباء ينطفئ، لا، لا يخبو أبداً، وهو الذي يطهِّر القلب ويغسله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مرآتى التى أتطلع فيك وأرى مابداخلك فيها هى الوجه، ساعة ما يرى الإنسان وجهًا يرى أخاه الذى بداخله، يرى كل حاجه داخله، فيعرف ما فى سرِّه، ويعرف ما فى خاطره، إذا كان من أهل الايمان حقاً، قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) (رواه الطبراني وابن عدي والخطيب وأبو نعيم عن أبي أمامة رضي الله عنه. وروى الطبراني وابن جرير الطبري عن أنس رضي الله عنه بلفظ : " إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم "). وحتى لو كان هناك من يعرف أحداً إن كان غضبان أو فرحان أليس يظهر هذا على الوجه فوراً!! هموم أو سعاده تكون باينة أى ظاهرة، تظهر على مرآتك التى هى الوجه!!
ولكن أين وجه الله؟!! القلب .. ولذلك المؤمن يقف على باب القلب حارساً عنيداً، مثل خزنة جهنم، لا يسمح لرغبة دنيوية أو لشهوة نفسية أن تدخل فى القلب، حتى لا تظهر مساويه ولا مخازيه، يريد أن تكون هذه المرآة نظيفة دائماً، لامعة ساطعة. فكيف تكون لامعة؟
قال تعالى: ( إِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) (69العنكبوت). آية: (إِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ), أنت تقرأها: (إن الله لمع) أى: لمع قلوبهم، فجعلها لامعة بأنواره، تلمع بالأنواره القدسية، لا تلمع بالشهوات ولا بالحظوظ، فيريد أن يحافظ على القلب دائماً.
الذي يريد الله الهداية - التي قلناها - وهى الهداية الى معرفة الله، وهى المكاشفة بأسرار الله، والاطلاع على غيوب الله، هذه هى الهداية: (يَهْدِ قَلْبَهُ) (11التغابن). إلى ماذا؟ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. نجد المؤشر متجهاً الى محطة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتَّجه لغيرها - لا شرق ولا غرب، ولا يمين ولا شمال - لا يأتى لغيرها: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (البقرة). يقول: لا أريد أن تروا إلا الله – العين، الأذن، اللسان، الأيدى، الأرجل - يقول لهم: أريد ألا تذهبوا لأى مكان إلا لوجه الله دائماً, لا لشهوة، ولا لحظٍّ، ولا لهوى، ولا لمطمع، ولا لمأرب، ولا لعلَّة، ولا لغيره.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يطهِّر قلبه. أيطهِّر رسول الله؟!! نعم، ربُّنا قال له: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً)، لماذا؟ قال: (تُطَهِّرْهُمْ). فانظر مَنْ الذي يطهِّر يا إخواني؟ لكى تصدقوا وتعرفوا من أين هذا الكلام؟ (تُطَهِّرْهُمْ) وماذا أيضاً؟ (تُطَهِّرْهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، وماذا بعد؟ (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)، لماذا يُصلِّى علينا؟ قال: (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (103التوبة).
فالنفوس بعد أن تتزكى تطهر القلوب، فاذا طهُرَتْ القلوب لا تنظر إلاَّ لحضرة علاَّم الغيوب. فإذا أرادت أن تَزِوغ ذات اليمين وذات الشمال، أو تزوغ فى الشهوات أو فى الحظوظ أو فى الأهواء، أو فى المآرب أو فى العلل، وصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسَكَنَتْ إلى الله فوراً، (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)، تسكن فيسكن القلب، وإذا سكن القلب إلى الله لم يلتفت إلى سواه. سيدنا أبو بكر كان يقول هكذا!!
ماذا كان يقول سيدنا أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه؟ كان يقول: (من ذاق جرعة من صافى طهور محبَّة الله، لم يلتفت عن الله نفساً إلى سواه). جرعة واحدة فقط من الطهور الصافي - ليس الممزوج، فسيدنا الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه يقول أيضاً: (لو فُتِحَ قلبُ المريد قَدْرَ سَمِّ الخياط - يعنى قَدْرَ فتحة الإبرة - لم يلتفت عن الله نفساً، ولو صُبَّتْ عليه البَلِيَّات).
وَلَوْ أنَّ مَا بِي مِنْ جَوَى وَصَبَابَةٍ عَلَى جَمَلٍ لَم يَدْخُلْ النَّارَ كَافِرٌ
(حَتَّي يَلِجَ الجَمَلُ فِى سَمِّ الخِيَاطِ) (40الأعراف)، معني البيت يعنى تفسير كلام القرآن. فمَنْ الذي يُزكِّينى؟ رسول الله ... ومن الذي يطهِّرنى؟ رسول الله، ومن الذي يُصَلِّي عَلَىَّ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تريد معنىً ثاني، الذي يركِّب وصلات النور بداخلى، من هو؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يعلِّق اللمبات فى القلب، ويسلِّط النور مَنْ؟ هو قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي سيوصل التيار النورانى فيه مَنْ؟ أيضاً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك الجماعة الآخرون المنافقون مناظرهم كويسة جداً فى الصحة، وليست قلوبهم!! (تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ - كلام معسول - كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) (4المنافقون). لماذا الخشب يا ربِّ؟ لأن الخشب عازل للحرارة والكهرباء. فهم معزولون، فلا تتعب نفسك ولا توصل إليهم التيار، لأنهم لن يقولوا!! انتهى.
أما الذى الأنوار فى باطنه، الذى يتصل نوره بنور رسول الله، وإذا اتصل نوره بنور رسول الله فلا يخبو نور رسول الله أبداً. ليس مثل نور الكهرباء ينطفئ، لا، لا يخبو أبداً، وهو الذي يطهِّر القلب ويغسله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.