آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 5 مارس 2017

- لذة الطاعة

عدد المشاهدات:
 لذة الطاعة
الرجل الذي وكله سيدنا رسول الله هو ورفيق له بحراسة الجيش في احدي الغزوات – اثنين فقط والعدو متربص وقريب واستطلاعاته قوية، وقد اختار حضرة النبي اثنين فقط لحراسة الجيش لأن الواحد منهم بأمة – ماذا فعل الاثنين؟
قال الأول سأحرس الجيش في النصف الأول من الليل وتنام بجواري ثم أوقظك في النصف الثاني من الليل وأنام بجوارك، فقال الثاني لو شعرت بأي خطر أوقظني علي الفور. فماذا صنع الرجل الأول؟
فوض أمره لمولاه، أتاه اليقين بأن هؤلاء الجند في حصون الله وعليه أن يشغل الوقت بمناجاة الله فأقبل علي الصلاة فوجدت فرقة من الاستطلاعات الكفرية أن الجيش كله نائم إلا من هذا الرجل، قالوا لو قتلناه لتمكنا من الجيش كله – كيف نقتله؟
دائماً الأعداء وغير المؤمنين يقذف في قلوبهم الرعب من المسلمين وهي سنة الله، فلو مسلم واحد علي يقين يواجه جيوش أعتي دولة في الوجود، فإن الله سيقذف في قلوبهم الرعب من هذا الرجل بمفرده ولا يستطيعون الإقتراب منه إلا من بعيد، ومثل هذا موجود في كل زمان ومكان لأهل الإيقان وأهل كمال الإيمان،
فضربوه بالسهام فجاءه سهم في رجله فنزعه وواصل الصلاة، سهم ثاني أصابه في ظهره أيضاً نزعه وواصل الصلاة, أصابه سهم ثالث في رقبته وهو ساجد وقد أصاب السهم العرق الواصل إلي القلب فأيقظ أخاه بقدمه وأكمل الصلاة، وعندما عاتبه أخاه بعد ذلك وقال لم لم توقظني منذ إصابتك الأولي؟
قال لولا أني خشيت علي رسول الله ومن معه ما أيقظتك،
قال لماذا؟ قال لما كنت أجده من حلاوة المناجاة لله وأنا في الصلاة ولذلك كان من دعاء الصالحين "اللهم يا من نعمت النبيين والمرسلين والصالحين بنعيم مناجاتك لا تحرمنا لذة مناجاتك يا أكرم الأكرمين" هذه اللذة يا إخواني من يذوقها فياهناه فلا يستطيع شيء في الدنيا أن يقطعه أو يبعده عن حضرة مولاه "
ومن ذاق عرف ومن لم يذق انحرف" وقد رأيتم أصحاب رسول الله عندما ذاقوا فمنهم من كانوا يضعون الصخر علي صدره في الظهيرة والحرارة سبعين درجة ويقولون له ارجع فيقول أحد أحد ويترنم بذكر الأحد وغيره كثير،
حتى في العذاب لم يكن هذا العذاب يجعلهم يصدون أو يبعدهم ويمنعهم عن النبي الأواب وذلك من لذة القلوب بالقرب والمناجاة لحضرة علام الغيوب ، لذة الخشوع، لذة الحضور، لذة الأنس ومن يذق لذة الأنس بالله فياهناه.
الأنس بالله أغناني عن الناس والأنس بالله معراجي ونبراسي

والرجل الذي أنبأ عنه سيدنا رسول الله لأصحابه الكرام وقال سيأتيكم بعدي أويس القرني رجل من اليمن آمن بي ولم يرني، منعه من المجيء إليَ بره بأمه فإذا رأيتموه بلغوه سلامي وسلوه أن يدعو الله  لكم – هنا يبين سيدنا رسول الله مكانة الأولياء – بعدها مكث سيدنا عمر سنين يحج كل عام وينادي يا أهل اليمن هل فيكم أويس؟ يقولون لا وبعد عدة سنين بعد أن نادي علي أويس قالوا ليس فينا إلا غلام يرعى الإبل يدعي أويس
، قال أين هو؟ قالوا في مكان كذا، فأشار سيدنا عمر إلي سيدنا علي بأن لا تعرفهم أننا نريده وانسلا سوياً وذهبا إليه وسألاه أنت أويس؟ قال نعم، ومن أنتما؟ قال أنا عمر بن الخطاب، قال أمير المؤمنين؟ قال نعم وهذا علي بن أبي طالب، قال ابن عم رسول الله  وزوج ابنته؟
قال نعم – قالا يا أويس أدعو الله لنا فدعا الله لهما، فقال عمر يا أويس هل لك أن تصحبنا وتعيش معنا في المدينة فتأنس بنا ونأنس بك, قال:
{ يا أمير المؤمنين عجباً لك مَن أنس بالله كيف يأنس بسواه؟ }
وهذا هو حال الأولياء الذين أشار إليهم سيد الرسل والأنبياء وبين منزلتهم ومكانتهم
ومن علامات سلامة القلب الكبري أن ينام الإنسان فيرتفع قلبه إلي الملكوت الأعلى، إلي عالم الضياء وعالم النور وعالم الجمال وعالم البهاء وإلي عوالم الملائكة، أو إلي عوالم الجنات
يدخلها ويشاهد ما أعده الله فيها للصالحين والصالحات، أو لعالم العرش فيري ما خطه الله فيه من نعيم لعباده أجمعين، أو لعالم اللوح ويري فيه الأقدار التي سطرها فيه الواحد القهار، إلي كل هذه العوالم العالية لترقي روحه ويصفو قلبه فتذهب الروح وتأتي بهذه الفتوح وتشهدها للقلب وهو في حال الصفاء.
تجذب الروح الهياكل في الصفا أعلي المنازل
وهذا من علامات صفاء القلب وأن القلب سليم وأن حياة الإنسان الروحية بهية وعلية وعلي نهج خير البرية ومن علامات أن قلبه وروحه في تمام أن يأتيه أهل الحقائق العالية والأرواح الراقية ليزوروه وفي كل ليلة يري.
قلوب العارفين لها عيون تري ما لا يراه الناظرون
وإذا اكتمل في دائرة الفتح يأتيه الإمام الأعظم والنبي الأكرم يزوره ويطمئن عليه كل ليلة في المنام ويعطيه توجيهاته وتعليماته وفتوحاته وذلك لأنه أصبح جندياً في معية حضرة ذاته صلوات ربي وتسليماته عليه، وهي علامة الصفاء والنقاء.
إذا صفا القلب من وهم وشبهات يشاهد الغيب مستوراً بآيات
يري هذه الغيوب علي الدوام وهي الدليل علي أنه أصبح صحته الروحانية سليمة وأحواله القلبية مستقيمة.
للمزيد اضغط هنا
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير