عدد المشاهدات:
الفكر فى آلاء الله لا فى ذات الله
معلوم أن أكمل الأعمال هى أعمال القلوب، وأن أعمال الجوارح المجردة عن أعمال القلوب مختلف فى قبولها بنص قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) وبما ورد فى محكم الآيات القرآنية من الحث على الإخلاص والصدق والتفكر، حتى كانت كل دلائل التوحيد وبراهين الوحدانية الواردة فى القرآن الشريف كلها من طريق الفكر والنظر فى الآثار الكونية والآيات الربانية الظاهرة فيها كقوله تعالى: (إِنَّ فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار) الآية، إلى يعقلون () سورة البقرة 164 فى البقرة، وقوله تعالى: (إنَّ فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) إلى قوله تعالى سبحانك فى: () سورة آل عمران آية 190-191 فى آل عمران وقوله تعالى: سورة يونس 101 الآية فى يونس، وقوله تعالى: () سورة فصلت آية 53 فى فصلت، وإلى قوله تعالى: () سورة الغاشية آية 17-18 الخ فى سورة الغاشية وآيات لا تحصى من المحكمات.
فأقام الله سبحانه وتعالى الدلائل على أنه سبحانه وتعالى تفضل بالعناية الكبرى بالإنسان، وسخر له ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه ليتفكر فيما أحاط به وفيما فى نفسه، حتى تحصل له الطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى هو المبدع لكل ذلك الذى أنشأه من العدم، فيطمئن قلبه بربه سبحانه وتسكن نفسه إليه سبحانه وتعالى كامل الإيمان بحقيقة التوحيد، مصدقا بالغيب الذى أخبر الله تعالى عنه من كمالاته الذاتية وأسمائه وصفاته، وما أعده لعباده الصالحين من النعيم المقيم وما أعده للكافرين الظالمين من العذاب الأليم.
الفكر فى آلاء الله، موصل إلى السعادة الأبدية فإن الفكر فى تلك الآثار الكونية يدل على أنها مبدعة محدثة، خصوصا إذا فكر فى تلك الأجرام السماوية العظام وإبداع صنعتها، وفى نفسه وما أحاط به وما فيها من غرائب الحكمة وبدائع القدرة مما تكل الأفهام عن إدراك بعض عجائبه، تحقق عظمة شأن الصانع وكبرياء سلطانه، لأن أكمل فكر وأصفى عقل يعجز عن إدراك أسرار الآيات الظاهرة ويندهش العقل عند ظهور بعض حكمها، وما هى عليه من كمال النظام والترتيب العجيب، فسبحان من لا يعلم قدره غيره ولا يبلغ الواصفون صفته.
فإذا كان الفكر فى الآلاء عجز عن كشف أسرارها وعن نسب مراتبها، فكيف يتسنى للفكر أن يتفكر فى حقيقة الصانع البديع الخلاق العظيم؟! عن النبى صلى الله عليه وسلم: (بينا رجل مستلق على فراشه إذا رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال: أشهد أن لك رباً وخالقاً، اللهم أغفر لى، فنظر الله إليه فغفر له) وقال عليه الصلاة والسلام: (لا عبادة كالتفكر) هذا والفكرة تذهب الغفلة وتحدث للقلب الخشية، وما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الفكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفكروا فى آلاء الله ولا تفكروا فى ذات الله).
ولما كان لابد لمن يريد أن يتفكر فى آلاء الله من أن يعرف ما أحاط به من الكائنات، فاستحسنت أن أعرِّف ما لابد للمتفكر منه بقدر ما يناسب عقل المسترشد، وقبل التعاريف أذكر تلك الآبيات الحاثة على الفكر فى آلاء الله، والمبينة لما اختص به الإنسان من حيث هو إنسان ذكرى لمن كان له قلب:
معلوم أن أكمل الأعمال هى أعمال القلوب، وأن أعمال الجوارح المجردة عن أعمال القلوب مختلف فى قبولها بنص قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) وبما ورد فى محكم الآيات القرآنية من الحث على الإخلاص والصدق والتفكر، حتى كانت كل دلائل التوحيد وبراهين الوحدانية الواردة فى القرآن الشريف كلها من طريق الفكر والنظر فى الآثار الكونية والآيات الربانية الظاهرة فيها كقوله تعالى: (إِنَّ فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار) الآية، إلى يعقلون () سورة البقرة 164 فى البقرة، وقوله تعالى: (إنَّ فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) إلى قوله تعالى سبحانك فى: () سورة آل عمران آية 190-191 فى آل عمران وقوله تعالى: سورة يونس 101 الآية فى يونس، وقوله تعالى: () سورة فصلت آية 53 فى فصلت، وإلى قوله تعالى: () سورة الغاشية آية 17-18 الخ فى سورة الغاشية وآيات لا تحصى من المحكمات.
فأقام الله سبحانه وتعالى الدلائل على أنه سبحانه وتعالى تفضل بالعناية الكبرى بالإنسان، وسخر له ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه ليتفكر فيما أحاط به وفيما فى نفسه، حتى تحصل له الطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى هو المبدع لكل ذلك الذى أنشأه من العدم، فيطمئن قلبه بربه سبحانه وتسكن نفسه إليه سبحانه وتعالى كامل الإيمان بحقيقة التوحيد، مصدقا بالغيب الذى أخبر الله تعالى عنه من كمالاته الذاتية وأسمائه وصفاته، وما أعده لعباده الصالحين من النعيم المقيم وما أعده للكافرين الظالمين من العذاب الأليم.
الفكر فى آلاء الله، موصل إلى السعادة الأبدية فإن الفكر فى تلك الآثار الكونية يدل على أنها مبدعة محدثة، خصوصا إذا فكر فى تلك الأجرام السماوية العظام وإبداع صنعتها، وفى نفسه وما أحاط به وما فيها من غرائب الحكمة وبدائع القدرة مما تكل الأفهام عن إدراك بعض عجائبه، تحقق عظمة شأن الصانع وكبرياء سلطانه، لأن أكمل فكر وأصفى عقل يعجز عن إدراك أسرار الآيات الظاهرة ويندهش العقل عند ظهور بعض حكمها، وما هى عليه من كمال النظام والترتيب العجيب، فسبحان من لا يعلم قدره غيره ولا يبلغ الواصفون صفته.
فإذا كان الفكر فى الآلاء عجز عن كشف أسرارها وعن نسب مراتبها، فكيف يتسنى للفكر أن يتفكر فى حقيقة الصانع البديع الخلاق العظيم؟! عن النبى صلى الله عليه وسلم: (بينا رجل مستلق على فراشه إذا رفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال: أشهد أن لك رباً وخالقاً، اللهم أغفر لى، فنظر الله إليه فغفر له) وقال عليه الصلاة والسلام: (لا عبادة كالتفكر) هذا والفكرة تذهب الغفلة وتحدث للقلب الخشية، وما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الفكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفكروا فى آلاء الله ولا تفكروا فى ذات الله).
ولما كان لابد لمن يريد أن يتفكر فى آلاء الله من أن يعرف ما أحاط به من الكائنات، فاستحسنت أن أعرِّف ما لابد للمتفكر منه بقدر ما يناسب عقل المسترشد، وقبل التعاريف أذكر تلك الآبيات الحاثة على الفكر فى آلاء الله، والمبينة لما اختص به الإنسان من حيث هو إنسان ذكرى لمن كان له قلب:
زجَّ بالفكرِ فى شئون المعانى بيقين محصنٍ بالأمانى
تتجلى من الشئون شموس مشرقات بنورها الربانى
لا تجاوز تلك الشئون بفكر فالمعانى جلت عن الإمكانى
ورياض التفكير تلك المرائى وهو كنز طِلَّسْمُه بالمبانى
ودع القلب للمقلب يجلى فيه ما شاء من شهود بيانى
وإلى الله فِرَّ بالحول منه بسكونٍ لا حيرة وافتتان
ودع الحول للمحول واسكن مطمئنا بالواحد الصمدانى
فمعانى الصفاتِ غيبٌ وعلىٌّ لا تراه القلوب والعينان
عدّ عن فكرك المقيد وارحل عن موازين عقلك الإنسانى
وبنورِ اليقينِ فاسكن إلى الله بصدق تفُزْ بالرَّوْحِ والريحانى
ما توهمَته بميزان كسب فهو مهواة حاطبٍ حيران
نَزِّه الذاتَ والمعانى عن الفكر وجُلْ فى سائر الأركان
جلت الذاتُ والمعانى تعالت هى غيبٌ والكونُ أى البيان
من يمت يحى باقيا بحياة وبقاء منعما بالعيان
يحيى بالله سامعا وبصيرا يَبْقَى بالله فى مقام التدانى
ذاك سرُّ عن دركه كل عقل مبعد بالحدود والإمكانى
وشهودى معناى محوُ وجودى بانبلاج المعنى وحجب المبانى
عندها الظاهرُ القريبُ تعالى بالتجلى منزهٌ عن ثانى
أنا أفقُ الأنوارِ سرُّ التجلى فِىَّّ آى من الجمال المصان
<بى> أضاءت ولى تراءت بنفسى وبعجزى علمى به إيقانى
كل ما فى الأكوانِ سُخِّرَ فضلا لى بمحضِ الحنان والإحسان
الامام محمد ماضى ابو العزائم