آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 28 مارس 2017

- دواء النفس من أمراضها

عدد المشاهدات:
دواء النفس من أمراضها
أكثر علماء الأخلاق الكلام فى أمراض النفوس وعلاجاتها، كما أكثر الأطباء الكلام فى أمراض الأجسام وأسبابها وعلاماتها، والحقيقة أن النفس تكون أمراضها إما لازمة لها مقهورة عليها، ولا سبيل إلى علاجها كما يحصل لأصحاب الأمزجة المختلفة، والذين اختلف تركيب أبدانهم، فنشأوا غير مؤهلين للفضائل ولا قابلين لها ممن فقدوا قوة العقل والفهم، وابتلوا بفساد المزاج واختلاف الأعضاء، وكل واحد من هؤلاء إنسان فى الصورة، ولكنه يشبه نوعا من أنواع الحيوانات عملا أو خلقا إن نافعا وإن ضارا، وأما من اعتدلت أمزجتهم، وتناسبت أعضاؤهم، فهم المؤهلون للعلوم والفضائل، وأكمل دواء لهم العناية بهم وهم صبيان، بتمرينهم على الأعمال الفاضلة، والأقوال الفاضلة، وبث روح الدين فى قلوبهم، حتى ينشأوا مؤمنين بالله ورسله وكتبه، مصدقين بالثواب والعقاب، محافظين على ما ينالون به حسن الجزاء فى المستقبل والخير والكرامة، ويتباعدون به عن العقوبة والشر والغرامة.
وكل ذلك لا يمكن أن يتحصل عليه إلا بمدارسة التعاليم القرآنية، والوصايا النبوية، وتلقينها بالعمل أولا من الآباء والإخوان، وبالعلم من العلماء والأساتذة، وبالتذكير عند النسيان أو الغفلة بعبارات مؤثرة مقبولة على قدر عقل الطفل، فإذا كبر ووقع فى رذيلة من الرذائل فالدواء الحقيقى إقامة الحدود الشرعية التى تكبح جماح المفسد، وتكون عبرة لغيره، والشفاء الحقيقى كتاب الله وسنة رسوله وهدى الأئمة الراشدين المرشدين، والعمل الجميل لا يخفى على إنسان، والله أسأل أن يمنحنا العناية والتوفيق لما به نيل رضاه وفضله آمين.
الامام محمد ماضى ابو العزائم 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير