آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 8 مارس 2017

- مطلب العارفين من الله

عدد المشاهدات:
( مطلب العارفين من الله الصدق في العبودية والقيام بحقوق الربوبية )
أي مطلوب العارفين ومقصودهم , أو محل قصدهم ومحل نظرهم إنما هو تحقق الصدق في العبودية بحيث لا تبقي فيهم بقية إذ المكاتب عبد ما بقي عليه درهم , فما دام العبد مسجوناً بمحيطاته محصوراً في هيكل ذاته , لا تنفك عنه الحظوظ إما دنيوية أو أخروية فلا تتحقق عبوديته لله وفيه عبودية لحظوظه وهواه فلا يكون صادقاً في عبوديته وهو مملوك لحظ نفسه فإذا قال أنا عبد الله نازعته حظوظه وهواه,فلا تتحقق عبوديته لله حتى يتحرر من رق الأكوان ويتحقق بمقام الأحرار من أهل العرفان فحينئذ يكون سالماً لله حراً مما سواه قال الله تعالى :


"ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون" أي متخاصمون "ورجلاً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً " أي لا يستويان أبداً إذ العبد الخالص لسيد واحد يكون أحظى وأعز وأقرب من العبد المشترك وكذلك العبد الخالص لله أحظي بمحبة مولاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض.
وقال أبو سليمان الداراني رضي الله عنه :"شتان بين من همه الحور والقصور وبين من همه الحضور ورفع الستور".

ولأجل هذا كان مطلب العارفين إنما هو التحقق بالعبودية لمولاهم بالتحرر من رق هواهم , والقيام بوظائف الربوبية بالأدب والتعظيم والإجلال لمولاهم وهما متلازمان فما تحقق الصدق في العبودية إلا حصل القيام بوظائف الربوبية فإن النفس إذا ماتت بترك حظوظها حييت الروح وإذا حييت الروح عرفت وإذا عرفت أذعنت وخضعت لهيبة الجلال وهذا هو القيام بحقوق الربوبية وهو مراد العارفين ومقصود السائرين ومحط نظر القاصدين والطالبين.
قيل لبعضهم ما مراد العارف ؟ قال : مراد معروفه. أي لا يريد إلا ما أراد سيده ولا يتمنى إلا ما يقضيه عليه مولاه.
وقيل لبعضهم ما تشتهي ؟ قال : ما يقضي الله.
فبهذا يتحقق للعارف فناؤه وبتحقيق فنائه يتحقق بقاؤه أي بقائه مع مولاه والله تعالى أعلم.

فإذا طلب العبد من مولاه ما هو طالبه منه من استقامة ظاهرة بالنهوض إلى كمال الطاعات , والحزن على ما سلف من الغفلات واستقامة باطنه بمعرفة معبوده , والفناء في شهوده
فيكون ظاهره قائماً بوظائف العبودية وباطنه متحققاً بحقوق الربوبية ثم إذا أحس بإجابة المطلب وحصول المنى والمرغب فرح قلبه وأنبسطت روحه حيث شمت نسيم الإقبال وروح الوصال.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير