آخر الأخبار
موضوعات

السبت، 25 مارس 2017

- إنما الصفا بالوفا

عدد المشاهدات:

الصفا بالوفا
إن العقل الكامل لا تنكشف له برؤيته واستنباطه من معلوماته الكونية؛ إلا ما يكون به فى تلك الدار الدنيا ناهجا منهج الحسن من القول والعمل النافعين للدنيا. ولا يمكنه أن يدرك ما يقربه إلى الله تعالى، ويجعله من اللذين يفوزون بالسعادة فى الدارين، وينالون رضاء الله تعالى، لأن هذه أنوار قدسية لا ينالها الإنسان إلا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمله صلى الله عليه وسلم، لأن عمله وقوله وحاله بأمر الله تعالى، وبالنور الذى أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.
فلزم الوقوف بالأدب عندما أمر به سبحانه وتعالى، وما عمله صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على ذلك بعزم صحيح واحتياط، حتى يتحقق العامل أنه متابع متابعة حقيقية مع الاستطاعة والمحافظة على ذلك فى كل فروع الشريعة، من أعمال القلوب، وأعمال الأبدان.
فأعمال القلوب كالإيمان والخشوع والرغبة والرهبة والخشية والخوف والإخلاص، والحب فى الله والبغض فى الله والرجاء والطمع، والإنابة والتوبة، ومكارم الأخلاق من التواضع والعفو، والرحمة والشفقة والصلة والبر والإحسان.
وعمل الأبدان كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وذكر اللسان ومعاونة المسلمين، والعبادة، وإكرام الضيف والجار، والسعى لطلب العلم وطلب الرزق، والإصلاح بين الناس.
وأحواله التى تشمل أعمال القلوب والأبدان، من الزهد والورع وطول الفكرة، ودوام العبرة، والوجد والوله، والتأليف وحسن المعاملة وما أشبهها مما يعلمه ويعمل به أهل الله الصالحون كل هذه معارج للقرب، ومشاهد للحب، وبقدر الوفا يكون الصفا.

الامام محمد ماضى ابو العزائم


الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير