عدد المشاهدات:
ابنتي الحبيبة... مهلاً أريدكِ!
أريد أن أقول لكِ بضع كلمات.. أتمنى أن تقرأيها بعينيكِ وتسمعيها بقلبكِ.
ابنتي! أيتها اللؤلؤة والدرَّة الغالية.. أود الحديث معكِ حديث أُمٌّ لا تبغى إلا أن ترى ابنتها في أبهى حُللِها، متزينة بالعفَّة، والطُّهر، والحياء، والحشمة.
أُمٌّ تريد أن ترى ابنتها لا ترى إلا ما يُرضي ربّ العالمين، ولا تسمع إلا ما يُحِبُّه الله ويرتضيه لكِ..
أتعلمين لماذا؟! لأنكِ خرجتِ من رحمي في وقتٍ أصبح مليئ بالفتن ومغريات كثيرة... إنترنت، فضائيات، أخلاقيات دخيلة علينا، وأشياء كثيرة أكبر من خبراتكِ ومعرفتكِ القليلة في الحياة.
مغريات كثيرة في الحياة أصبحت تطاردنا فهل نهزمها أم تهزمنا؟!
بناتي وحبيباتي! اسمحو لي بهذه المساحة لنتحاور معًا فيما يشدكِ وتتمنيه في وسط هذه المغريات..
ابنتي! أنتِ في هذا الزمن -بمغرياته تلك- لا تستطيعين أن تقفي أمامها كلها إلا بتقوى الله وقوة الإيمان وسلاح الإسلام، هذه المغريات تجعلكِ كفتاة صغيرة لم تأخذي شيء من خبرات الحياة مبهورة بهذه الحياة وما فيها، فتتمني وتحلمي بالرفاهية بالحياة السعيدة، بالتعليم الجيد، بالمنصب المرموق..
وتتمنين المظهر الوضَّاء الجميل، والحرية في الرأي والاختيار، وتحلمين بالشاب الوسيم الغني زوجًا لكِ..
أحلامكِ كلها مشروعة وجميلة؛ ولكن كيف لكِ أن تنهلي منها دون أن تُغضِبي الله؟
ودون أن تتلوثي ويضيع حياؤكِ وطهركِ وعفافكِ؟
حبيبتي! أمامكِ الشبكة العنكبوتية -الإنترنت-؛ تلك الشبكة التي فتحت أمام الجميع أبواب لا يعلمها إلا الله.. قد تستعمليها في الخير ورضا الله عن طريق الدعوى لله، وقد تستعمليها في عكس ذلك.. فتهوي في هوةٍ عميقة، فتضيعي وتضيع حياتكِ... وكل ذلك بدعوى الحرية في الرأي والاختيار، والثقة الزائدة بالنفس...
والفضائيات هذا الوباء الذي اجتاح بيوتنا وخرَّب عقول أبنائنا وبناتنا، وحلَّل الحرام وكأنه هو الأصل وحرَّم الحلال بدعوى أنه تخلُّف، فهل ستجركِ تلك الفضائيات لهوَّتها وجحيمها؟
أم سيجعلكِ تجاهدين وتحاربين ما يرد فيها من أخلاقيات؛ لتقولي إسلامنا قِيمنا هي الأصل وليس ما جئتم به؟
أم ستقولين أُشاهِد ما به وأنا واثقة في نفسي.. أنا واثقة أنني لن أنحدر لما يُروِّج له.. ولن يأخذ مني عفافي وطهري وحيائي...
هيهات يا حبيبة!
ابنتي! فرقٌ كبيرٌ بين الفتاة الواثقة بنفسها، وبين الفتاة المتكبِّرة والمتعالية باسم الثقة بالنفس. وفرقٌ كبيرٌ بين الفتاة المتعلِّمة الواعية لما يدور من حولها والفتاة الجاهلة التي أعمتها الثقة الزائدة ودعوى الحرية المزعومة.
فالفتاة المتعلِّمة؛ هي من تعلَّمت كيف تحافظ على برائتها وحشمتها، وعلى طهرها وعفافها، وزادت عليه العلم الذي في المدرسة والجامعة.
أما الجاهلة فهي من تعلَّمت في المدارس والجامعات، فقرأت وكتبت لكن لم تحافظ على طهرها وحياؤها؛ فتعرَّت وتكشَّفت، ولاكتها الألسن، وخاضت في عِرضها، وأصبحت لقمة سهلة المنال...
ابنتي! أن تكوني أُميَّة لا تقرأ ولا تكتب وأنتِ في غاية الأدب والحشمة والفضيلة والورع؛ خيرٌ لكِ من أن تكوني متعلِّمةً مثقفة، يُشار لكِ بالبنان، ولكنكِ غارقة في مستنقع الرزايا، ومتلطِّخة بأوحال اللامبالاة، وانعدام المسؤولية...
ابنتي! لا تدعي الحياة وما فيها من بهارج ومغريات تُنسيكِ أنكِ يومًا ستقابلين الله، بكل عَملكِ وعِلمكِ الذي تعلَّمتيه؛ فيكون حجة عليكِ لا لكِ... فكري قبل أن تندفعي وراء فكرة أو شهوة امتلاك أو حلم جميل يسيطر على تفكيركِ.. وإن كانت جميعها أحلام مشروعة؛ فكري ماذا ستزيد هذه من مكانتكِ عند الله؟
فقيمة الشيء بقيمة المكانة التي تَرفع صاحبها عند الله، لا بقيمة المكانة التي ترفعه بين الناس، وشتَّان بين الاثنين هذه في دار البقاء، والأخرى في دار الفناء...
ابنتي! من واقع حياتي كأُمٍ مرّت بالكثير؛ أقول لكِ لن يدوم من تلك الحياة إلا السيرة الطيبة بعد الممات وأثناء الحياة، ومحبة الناس التي ليس من ورائها مصلحة، بل هي محبة وضعها الله لكِ في قلوب الناس... وسجادتكِ التي ستشهد لكِ، ورضا زوجكِ ووالديكِ التي هي من رضا الله.. والعلم والخُلق الطيِّب الذي ستُربِّي عليه أبنائكِ فتتركي الولد الصالح والأم الصالحة... وعملكِ الصالح، وعلِمكِ الطيِّب الذي سيظل بعدكِ، ولمسة حنان على رأس يتميم يظل يتذكرُكِ بها.
تلك هي الأشياء التي ستبقى، وسيفنى أي شيء آخر.. الترف، المتعة، المناصب؛ كلها متاعٌ زائل ولحظي كأن لم يكن...
ابنتي! ضعي رضا الله دائمًا نُصب عينيكِ؛ تصلي للسعادة، والحياة الطيبة، التي لا مثيل لها.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلَ أَهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادى منادٍ: يا أَهلَ الجنَّةِ! إنَّ لَكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن يُنجزَكموه. فيقولون: ما هو؟ ألم يُبيِّضْ وجوهَنا؟ ويثقِّل موازينَنا؟ ويُدخِلْنا الجنَّةَ؟ ويُجِرْنا من النَّار؟» قال: «فيَكشفُ الحجابَ، فينظرونَ إليْهِ فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليْهم من النَّظرِ إليْهِ، وَهيَ الزِّيادةُ» (صحيح؛ أخرجه ابن تيمة في مجموع الفتاوى: [11/6] عن صهيب بن سنان رضي الله عنه).
ابنتي! ذلك هو الفوز العظيم، وتلك الحياة الحقيقية التي لا فناء فيها ولا زوال.. فاللهم لا تحرِمنا رؤية وجهك الكريم.
أريد أن أقول لكِ بضع كلمات.. أتمنى أن تقرأيها بعينيكِ وتسمعيها بقلبكِ.
ابنتي! أيتها اللؤلؤة والدرَّة الغالية.. أود الحديث معكِ حديث أُمٌّ لا تبغى إلا أن ترى ابنتها في أبهى حُللِها، متزينة بالعفَّة، والطُّهر، والحياء، والحشمة.
أُمٌّ تريد أن ترى ابنتها لا ترى إلا ما يُرضي ربّ العالمين، ولا تسمع إلا ما يُحِبُّه الله ويرتضيه لكِ..
أتعلمين لماذا؟! لأنكِ خرجتِ من رحمي في وقتٍ أصبح مليئ بالفتن ومغريات كثيرة... إنترنت، فضائيات، أخلاقيات دخيلة علينا، وأشياء كثيرة أكبر من خبراتكِ ومعرفتكِ القليلة في الحياة.
مغريات كثيرة في الحياة أصبحت تطاردنا فهل نهزمها أم تهزمنا؟!
بناتي وحبيباتي! اسمحو لي بهذه المساحة لنتحاور معًا فيما يشدكِ وتتمنيه في وسط هذه المغريات..
ابنتي! أنتِ في هذا الزمن -بمغرياته تلك- لا تستطيعين أن تقفي أمامها كلها إلا بتقوى الله وقوة الإيمان وسلاح الإسلام، هذه المغريات تجعلكِ كفتاة صغيرة لم تأخذي شيء من خبرات الحياة مبهورة بهذه الحياة وما فيها، فتتمني وتحلمي بالرفاهية بالحياة السعيدة، بالتعليم الجيد، بالمنصب المرموق..
وتتمنين المظهر الوضَّاء الجميل، والحرية في الرأي والاختيار، وتحلمين بالشاب الوسيم الغني زوجًا لكِ..
أحلامكِ كلها مشروعة وجميلة؛ ولكن كيف لكِ أن تنهلي منها دون أن تُغضِبي الله؟
ودون أن تتلوثي ويضيع حياؤكِ وطهركِ وعفافكِ؟
حبيبتي! أمامكِ الشبكة العنكبوتية -الإنترنت-؛ تلك الشبكة التي فتحت أمام الجميع أبواب لا يعلمها إلا الله.. قد تستعمليها في الخير ورضا الله عن طريق الدعوى لله، وقد تستعمليها في عكس ذلك.. فتهوي في هوةٍ عميقة، فتضيعي وتضيع حياتكِ... وكل ذلك بدعوى الحرية في الرأي والاختيار، والثقة الزائدة بالنفس...
والفضائيات هذا الوباء الذي اجتاح بيوتنا وخرَّب عقول أبنائنا وبناتنا، وحلَّل الحرام وكأنه هو الأصل وحرَّم الحلال بدعوى أنه تخلُّف، فهل ستجركِ تلك الفضائيات لهوَّتها وجحيمها؟
أم سيجعلكِ تجاهدين وتحاربين ما يرد فيها من أخلاقيات؛ لتقولي إسلامنا قِيمنا هي الأصل وليس ما جئتم به؟
أم ستقولين أُشاهِد ما به وأنا واثقة في نفسي.. أنا واثقة أنني لن أنحدر لما يُروِّج له.. ولن يأخذ مني عفافي وطهري وحيائي...
هيهات يا حبيبة!
ابنتي! فرقٌ كبيرٌ بين الفتاة الواثقة بنفسها، وبين الفتاة المتكبِّرة والمتعالية باسم الثقة بالنفس. وفرقٌ كبيرٌ بين الفتاة المتعلِّمة الواعية لما يدور من حولها والفتاة الجاهلة التي أعمتها الثقة الزائدة ودعوى الحرية المزعومة.
فالفتاة المتعلِّمة؛ هي من تعلَّمت كيف تحافظ على برائتها وحشمتها، وعلى طهرها وعفافها، وزادت عليه العلم الذي في المدرسة والجامعة.
أما الجاهلة فهي من تعلَّمت في المدارس والجامعات، فقرأت وكتبت لكن لم تحافظ على طهرها وحياؤها؛ فتعرَّت وتكشَّفت، ولاكتها الألسن، وخاضت في عِرضها، وأصبحت لقمة سهلة المنال...
ابنتي! أن تكوني أُميَّة لا تقرأ ولا تكتب وأنتِ في غاية الأدب والحشمة والفضيلة والورع؛ خيرٌ لكِ من أن تكوني متعلِّمةً مثقفة، يُشار لكِ بالبنان، ولكنكِ غارقة في مستنقع الرزايا، ومتلطِّخة بأوحال اللامبالاة، وانعدام المسؤولية...
ابنتي! لا تدعي الحياة وما فيها من بهارج ومغريات تُنسيكِ أنكِ يومًا ستقابلين الله، بكل عَملكِ وعِلمكِ الذي تعلَّمتيه؛ فيكون حجة عليكِ لا لكِ... فكري قبل أن تندفعي وراء فكرة أو شهوة امتلاك أو حلم جميل يسيطر على تفكيركِ.. وإن كانت جميعها أحلام مشروعة؛ فكري ماذا ستزيد هذه من مكانتكِ عند الله؟
فقيمة الشيء بقيمة المكانة التي تَرفع صاحبها عند الله، لا بقيمة المكانة التي ترفعه بين الناس، وشتَّان بين الاثنين هذه في دار البقاء، والأخرى في دار الفناء...
ابنتي! من واقع حياتي كأُمٍ مرّت بالكثير؛ أقول لكِ لن يدوم من تلك الحياة إلا السيرة الطيبة بعد الممات وأثناء الحياة، ومحبة الناس التي ليس من ورائها مصلحة، بل هي محبة وضعها الله لكِ في قلوب الناس... وسجادتكِ التي ستشهد لكِ، ورضا زوجكِ ووالديكِ التي هي من رضا الله.. والعلم والخُلق الطيِّب الذي ستُربِّي عليه أبنائكِ فتتركي الولد الصالح والأم الصالحة... وعملكِ الصالح، وعلِمكِ الطيِّب الذي سيظل بعدكِ، ولمسة حنان على رأس يتميم يظل يتذكرُكِ بها.
تلك هي الأشياء التي ستبقى، وسيفنى أي شيء آخر.. الترف، المتعة، المناصب؛ كلها متاعٌ زائل ولحظي كأن لم يكن...
ابنتي! ضعي رضا الله دائمًا نُصب عينيكِ؛ تصلي للسعادة، والحياة الطيبة، التي لا مثيل لها.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلَ أَهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادى منادٍ: يا أَهلَ الجنَّةِ! إنَّ لَكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن يُنجزَكموه. فيقولون: ما هو؟ ألم يُبيِّضْ وجوهَنا؟ ويثقِّل موازينَنا؟ ويُدخِلْنا الجنَّةَ؟ ويُجِرْنا من النَّار؟» قال: «فيَكشفُ الحجابَ، فينظرونَ إليْهِ فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليْهم من النَّظرِ إليْهِ، وَهيَ الزِّيادةُ» (صحيح؛ أخرجه ابن تيمة في مجموع الفتاوى: [11/6] عن صهيب بن سنان رضي الله عنه).
ابنتي! ذلك هو الفوز العظيم، وتلك الحياة الحقيقية التي لا فناء فيها ولا زوال.. فاللهم لا تحرِمنا رؤية وجهك الكريم.