آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 8 فبراير 2017

- المعانى الغيبية وحقيقة الإنسان

عدد المشاهدات:
المعانى الغيبية فى الإنسان 
معناه غيبٌ ومبناه مشاهدة   والفرد معنى وليس الفرد تكوينا
كل إنسان يا إخوانى له معنى وله مبنى، وله ظاهر وله باطن، وله غيب وله شهادة، وله سر وله جسم ... كل إنسان ..
والمعانى الغيبية الموجودة فىَّ وفيك هى الأسرار التى حيرت الأولين والآخرين ولم يَكشف عنها السِتار إلا سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ..
والعلماء بأجهزتهم ومعاملهم حاولوا أن يعرفوا سر القلب الذى فيه الحب والكره، والذى فيه البغض والود، والذى فيه الكرم والبخل، والذى فيه الإيمان والقرآن، أو والعياذ بالله     ( الكفر والشرك ).. فلم يعرفوا. وأين هو العقل؟ الذى فيه الذاكرة، والذى فيه عالم الخيال، والذى فيه عالم الوهم، والذى فيه عالم التصور، والذى فيه عالم الإدراك.. أيضا لم يعرفوا أين هو العقل لأنه لا يدريه إلا خالق العقل والقلب. وأين هى النفس؟ وشحها ونزعاتها ونزغاتها وميولها وشهواتها وحظوظها وأهواءها.. كل هذا من أسرار الغيب الذى فيك من خالقك وباريك عزوجل.
فهم كَشَف الله لهم الظاهر فعرفوه ...، وإن كانوا لم يصلوا إلى المدى الذى من أجله ركب الله عزوجل الأعضاء وطورها وصاغها ... !!، لكنهم يحاولون على قدرهم أن يعرفوا الخصائص ... أو المميزات ... أو القدرات ... التى من أجلها أوجد الله عزوجل هذه الأعضاء الظاهرة
ســعة القلـب
فالقلب الخاص بى وبك ما مدى سعته؟
إنه أكبر من السموات السبع ومن الأرضين السبع مجتمعة.. هذا هو القلب!
أما أين هو؟ أو ما شكله؟ أو ما حقيقته؟
هذه الأشياء لا تكيف بالعبارات، ولا ترمز إليها الإشارات، حتى أنهم لما سألوا الشيخ أبا يزيد البسطامى عزوجل وأرضاه عن بعض علوم المعرفة-وهذه من علوم المعرفة الخاصة التى تفاض من الله عزوجل على قلوب العارفين، ومن أين لنا أن نعرف هذه الأشياء إلا من العارفين لأنها ليست موجودة فى كتاب ولا يستطيع أحد أن يصل إليها إلا إن كان من أهل القلوب لأنها تحتاج الناس السياحين الذين لديهم أجنحة من ملكوت رب العالمين فيطيروا ويأتون على قدر وصولهم !!!
وهذه يسمونها السياحة الروحانية، يسوح بروحه وهو جالس هنا بجسمه-سألوه نريد أن نعرف مدى سعة قلب العارف؟ فقال لهم:
قلب العارف فيه ثلاثمائة وستون زاوية ... السموات السبع والأراضون السبع فى زاوية من هذه الزوايا الثلاثة مائة والستين، إذاً فما مقدار سعته هو؟!
هذه حاجة لا تكيف يا إخوانى ولذلك كل الذى يستطيع الإنسان أن يقوله كما قال الصالحون:
يا صورة الرحمن والنور العلى
يا سدرة الأوصاف والغيب الجلى
     
فيك العوالم كلها طويت فهل  أدركت سراً فيك من معنى الولى؟
         
فالعوالم كلها موجودة فيك، فى جزء منك وأنت لا تدرى لأنك مشغول بالظاهر وتارك الحقيقة التى أنت بها إنسان.

حقيقة الإنسان
بماذا أنت إنسان؟
بالجسم؟ أبداً الجسم يذهب كما نعرف جميعاً، فالجسم يتحلل ويذهب إلى  عناصر الأرض، إذاً فأنت إنسان بماذا؟ بمعناك ... فالمعنى هو حقيقة الإنسان يا إخوانى، وهذه هى حقيقة الإنسان التى يقولون عنها قلب الإنسان، مرة يقولون عنها روح الإنسان، ومرة يقولون سر الإنسان، ومرة يقولون عنها العوالم الخفية الموجودة فى الإنسان، كل هذه تعبيرات عن حالات الإتصال التى تتم بين الإنسان وبين العوالم الخفية التى فيك، ولذلك لو استطاع الإنسان أن يربط ظاهره بباطنه مثلما يفعل بعض الأفراد أو الصالحون فيحصل له الحاجات التى نراها هذه، لماذا هى تحصل؟ لأنه أصبح كما قال القائل:
رقَّ الزجاج وراقت الخمر
فتشابها فتشـاكل الأمـر

يعنى أن الطين الذى منه الجسم ... هو الذى يحجبنى عن هذه العوالم الغيبية، قال الله تعالى:
 [بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ55ق]
الخلق الجديد، أما ذاك فما هو اسمه؟
 [أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ15 ق]
الخلق الأول الذى هو على صورة حضرة الأول عزوجل، صورة الرحمن عندما ينزل فى الأكوان ... مقتضى عالم أسباب الله فيه لا بد أن يحصل تسبب بين الرجل وبين المرأة، ويحصل اختلاط عوالم الأسباب فيه الماء والتراب والطين والهواء وغيره حتى ينشأ الإنسان ويتعامل مع هذه الأسباب.
منقول من كتاب طريق الصديقين
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير