عدد المشاهدات:
وصية فضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد لشباب الدعوة الى الله
من كتاب (قضاياالشباب المعاصر)
-----------------------------------------
إن الشباب هم عصب الأمة، ومعقد آمالها، وسر نجاحها، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم حمّل أمانة الدعوة ... ورسالة التبليغ ... لطائفة من الشباب الذين التفوا حوله، من المهاجرين والأنصار.
فمن المهاجرين نذكر على سبيل المثال على بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، ومصعب بن عمير، وأسامة بن زيد، وعبدالله بن عباس، وغيرهم من المهاجرين رضى الله عنهم..
والأنصار كان منهم سعد بن معاذ، ومعاذ بن جبل، وأبى بن كعب، وزيد بن حارثة، وغيرهم رضى الله عنهم وغيرهمم وأرضاهم.
ولم يقتصر هؤلاء اللذين حملهم صلى الله عليه وسلم أمانة الدعوة على الشباب الذكور وفقط، بل كانت من من الشابات المسلمان من تحملن الكثير، بل وكان للكثيرات منهن المشاركات العظيمة والمشهودة، ودور أسماء ذات النطاقين رضى الله عنهم فى الهجرة دور خالد لاينسى، وغيرها الكثيرات من فتيات المهاجرين والأنصار.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يربيهم أولاً على النقاء والصفاء، ويطهرهم من كل ما يستوجب الجفاء، حتى كان الوصف الألصق بهم والأقوى فى بيان أحوالهم فى جميع أوقاتهم ... أنهم كانوا رحماء ... إن كان بأنفسهم أو بأولادهم وزوجاتهم أو بإخوانهم، أو حتى بدوابهم وحيواناتهم !! ، لقد فاضت الرحمة منهم حتى إلى أعدائهم، فكانوا بحق الحاملين لرسالة الله في تكليفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [107 الأنبياء]
ثم بعد ذلك يعلمهم صلى الله عليه وسلم الأسلوب الأمثل فى الدعوة إلى الله لأنهم نواة امتداد هذه الأمة ورسل حمل مصابيح الهداية إلى البشرية جمعاء .. والحديث يطول !!!
ولكن إختصاراً للمقدمة، ...أقول لكم أن أسس منهج الدعوة الذى علمهم أياه صلى الله عليه وسلم والذي ساروا عليه في الدعوة إلى الله جل جلاله، يتضح من هذا الحوار العظيم الذي دار بين الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيدنا معاذ بن جبل رضى الله عنه عندما أرسله لتبليغ دعوته إلى أهل اليمن ..... إذ سأله صلى الله عليه وسلم :
{ كَيْفَ تَقْضِي ؟ فَقَالَ: أقْضِي بِمَا في كِتَابِ الله،
قالَ: فإن لمْ يَكُن فِي كِتَابِ الله؟ قالَ: فبِسُنَّةِ رسول الله.
قَالَ: فإنْ لَمْ يكُنْ في سُنَّةِ رَسُولِ الله ؟ قَالَ: أجْتَهِدُ رَأْيِي، وفى رواية (وَلا آلُو )، قَالَ: الْحَمْدُ لله الذِي وَفَّقَ رسول رَسُولَ الله }
وفى رواية زيادة { لِمَا يُحِبُّهُ الله.}
فما أحوجنا في هذا الزمن إلى هذا المنهج الطيب المبارك في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا ما نحاول أن نشيعه بين شباب الأمة فتياناً وفتيات وننصحهم به فى جميع المناسبات :
- أن يجتمعـــوا ... ولا يتفرقوا ..
- وأن ويتحابــوا .. ولا يتباغضوا ....
- وأن يأتلفـــوا .. ولا يختلفــوا ...
- وأن يتعاونــوا .. ولا يتنابـــذوا ...
- وأن تكون بضاعتهم التى يحملونها للخلق هي المودَّة، والمحبَّة، والرحمة، واللطف، والستر، والفقه، والتعاضد، والتآلف.
وفي سبيل ذلك نقوم بفضل الله بعمل ندوات للشباب من الجنسين، لتوضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة التى يجب أن يعرفوها جيداً، والتى يجب أن يتسلحوا بها في هذا العصر .. وأن يتقنوا فهمها، وذلك فى أثناء زياراتنا للمحافظات والبلاد، ولقاءاتنا بالطلاب والطالبات فى الجامعات، أو النوادى ودور الشباب ، أو حيثما ندعى للندوات أو إلقاء المحاضرات أو حضور النقاشات والفعاليات.
وقد اخترنا من لقاءاتنا هذه بعضاَ من هذه الندوات والحوارات، وقد أنتقيناها فى مجموعها لتكون عرضا جيدا لقضايا الشباب المسلم المعاصر، ولتكون معا نبراساً لهذا الشباب ذكوره وإناثه في تعلمهم .. وعملهم .. وسلوكهم .. وحياتهم كلها.
وأرجو قرائى الكرام أن يفهم حديثى هذا على أن إطلاق لفظة الشباب لا يقصد به ذكورهم فحسب !، وإنما يقصد به الجنسان معاً ... كمطلق لفظة المسلم، أو المؤمن .. فإنما يراد بها كلا الجنسين، إلا ما يستوجب التعيين فى بعض الشئون الخاصة بهذه الفئة أو تلك، فهذا يكون واضحا فى سياق الحديث للقارىء