عدد المشاهدات:
الإنسان يعيش في متقلبات كثيرة في هذه الحياة، وكما قيل: يوم لنا ويوم علينا، ويوم نُساءُ ويوم نُسر، والأيام دول، ولا ريب أنه يتطلب من الإنسان أن يتأقلم على الظروف، ولكل مقام مقال، فيلبس للشدة لباسها، والمؤمن المعتبر بمن مضى يدرك أن لكل ضيق مخرجاً، ولكل هم فرجاً، فلا يكتئب إذا نزلت به نازلة، بل يمتثل للتعليم النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام القائل:«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». [رواه مسلم من حديث أبي يحيى صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه].
والمتأمل في الحديث يتعجب من قوله عليه الصلاة والسلام: «.. وليس ذلك إلا للمؤمن» نعم لا لغيره من أوباش الناس، ومن الغثاء الكثير الذين ابتلينا بهم في هذا العصر المتأخر، الذين يحسبون كل صيحة عليهم، بل هم واقعون في "الشدة وفي النازلة" قبل أن يدركوها.
وهذا الحديث لا ينطبق إلا على من جمع خصالاً أهمها:
الخصلة الأولى: الإيمان، فهو الأساس للرضا بالقضاء، والعيشة الهنيئة.
الخصلة الثانية: الشكر، وهذا يكون في الرخاء، وقليل من الناس من يوفق له.
الخصلة الثالثة: الصبر، وخاصة في البلاء، فالمؤمن يحتاج إليه كثيراً، فلا بد من التحلي بالصبر، وتقوية الصلة بيننا وبين خالقنا، كاشف الكربات, ورافع البليات {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:40-41].
ولا حول ولا قوة إلا بالله..