آخر الأخبار
موضوعات

الخميس، 23 فبراير 2017

- النسب الروحاني

عدد المشاهدات:


النسب الروحاني  
الحكمة العظيمة التى لخص فيها الإمام أبو العزائم رضي الله عنه أدب المريد مع شيخه والعلاقة في هذا الأدب :أن المريد مع شيخه كالابن البار مع أبيه الرءوف الرحيم – علاقة أب مع ابنه – حقيقة الانتساب الروحاني الذي به تفاض الفيوضات وتأتى الفتوحات.
أن سيدنا رسول الله له ظاهر وهو الجسم الظاهر وهذا الجسم له نسبة ظاهرة هي ذرية فاطمة رضى الله عنها وله صورة باطنة هى الصورة العبدية – الذل حليته والخوف من الله قوامه والرغبة باطنه والرهبه ظاهره وخشية الله تعمر قلبه وبر الوالدين سروره وصلة الأرحام حبوره وهي صورة باطنة تسمى الصورة العبدية.
والعبد الوارث لا بد أن يكون على هذه الأحوال المرضية حتى يكون صورة روحانية على قدره من الصورة المحمدية، وإذا تحقق هذا الانتساب يفاض إليه من الحضرة المحمدية الأسرار العلية والفتوحات العلية.
وكذلك المريد الذي يريد الفتح لا بد أن يتحلى بهذه الأوصاف المعنوية فهو لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه يرى الوارث له فيتجمل بجماله الروحانى وآدابه في مقام العبودية فإذا تجمل بذلك وصار الخوف من الله قوامه والحياء من الله عزوجل مقامه والإقبال على الله دائماً حاله وتجمل بهذه الجمالات تحققت النسبة الروحانية فيفاض عليه بسر هذه النسبة نصيبه من الوراثة المحمدية – ماذا يأخذ الابن من أبيه؟
يأخذ الميراث لأن الولد صورة أبيه وكذلك بالنسبة للميراث الباطنى من النور والعلم والروحانيات والاشراقات كلها ترد إلى العبد إذا تشبه باطنا بالمرشد الحي والمرشد الحي يتشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك عندما بين الإمام أبو العزائم هذه الأوصاف في ذاته وشرحها لنا الإمام محمد على سلامة شيخنا
في كتاب "الإمام أبو العزائم كما قدم نفسه للمسلمين" وعليكم الرجوع إلى هذا الكتاب والأوصاف التى يشملها الكتاب من المفروض أن نجاهد لكى نتجمل بها وهذا هو جهاد العارفين فليس جهادهم في قيام الليل وصيام النهار فقط
لأنها مجاهدات ثانوية، لكن المجاهدات الأساسية فيما يشتمله هذا الكتاب
لأن قوام الكتاب كله حكمة للإمام أبي العزائم يقول فيها
{ محمد ماضى الخوف مقامه، والذل حليته والرغبة باطنه، والرهبة ظاهره،
وبر الوالدين سروره، وصلة الأرحام حبوره ...و .. و }
وهي حكمة عظيمة علينا أن نقرأها ونعمل بها – وفي آخر هذه الحكمة يقول:
{ وهكذا فليكن كل ماضٍ أو من يحب ماض}
فمن يتخلق بهذه الأوصاف فهو صورة ماضى ويأخذ حقه من الميراث بانتسابه إلى ماضى، ومن لم يتمم التشبه بهذه الأوصاف فإنه يحب ماض ويمشى على الطريق لكي يلتحق بهذا الميراث، وهذا هو الميراث الذي يقول فيه سيدنا رسول الله: {نحن معاشر الأنبياء لا نورث درهما ولا دينارا، وإنما نورث علماً ونوراً}
فالعلم والنور ميراث الرسل وكل واحد فينا له فيه نصيب – متى يأخذ هذا النصيب؟ ..
. إذا أثبت صحة النسب، وكيف يثبت صحة هذا النسب؟
أن يتحقق بتمام المشابهة بمن ينتسب إليه فيتشبه به في أخلاقه وأعماله وأحواله والباب الأول في التشبه به فى عبوديته لله ... لماذا؟ لأن العبودية سر الانتساب، وأخطأ قوم فتشبهوا به في الظاهر فقط !! ونسوا التحقق بالعبودية.
ولذلك تجد أن عندهم فظاظة وغلظة وقسوة وهذا منافى للصفات المحمدية
ولذلك لا ينالون نصيباً من الإرث المعنوى النوراني بل ينكرون على من عندهم هذا الإرث كأن يقولون: كيف ترون رؤيات؟ كيف يأتيكم الإلهام؟
وذلك لأنه لم يتشبه إلا بالظاهر – لكن هذا النسب يقول فيه أبو العزائم:
نسبان نسب حقيقتى ومقامى **** هما سر انتسابي إلى المقام السامي
ويقصد النسب الروحانى والنسب النوراني – وهو التشبه بمقام العبدية ....
ما المطلوب منك؟ .. قالها باختصار:
"فكن عبداً لنا" أى عبد لله وذلك كما كان رسول الله متحققا بالعبودية لحضرة الله – فإذا تحققت في مقام العبدية جاءتك العطايا الإلهية بغير حد ولا عد ولا كم ولا كيف – ولكن بأنوار ومواهب تعالت معنوية.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد :
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير