عدد المشاهدات:
عبودية القلب
طوبى لعبد عرف الطريق إلى الله ووأسفا واحسرتاه لعبد انقضى الزمان ونفد عمره وقلبه محجوب عن تصحيح المعاملة وحسن الصيانة والرعاية لحق مولاه ما شم للإخلاص رائحة فداو قلبك وأصلحه وأخلص وصحح النية وأخلص الطوية فإن حاجة الله من العباد صلاح قلوبهمقال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
قال يحيى بن معاذ الرازي : مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب وأبواب ملك الملوك لا تقرع بالأظافير وإنما بوجيب القلوب .
قال صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ..... البخاري
وعن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه ) رواه ابن ماجه بسند صحيح
وقال أبو هريرة رضي الله عنه ( القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده .
قال ابن القيم رحمه الله : من تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب وأنها لا تنفع بدونها وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح وهل يميز المؤمن من المنافق إلا بما في قلب كل واحد من الأعمال التي ميزت بينهما ؟
وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم فهي واجبة في كل وقت .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب فإن القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا خبث الملك خبثت جنوده .
قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) قال أهل العلم : سبل الإخلاص
فيا طيب قلوب امتلأت من توحيد الله والإخلاص له ومحبته وخشيته ومراقبته قلوب خرجت إلى فضاء التوحيد والمعرفة وتخلصت من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى فقرت عيونها بالله وقرت عيون بها وقلوب وأنست بقربها الأرواح قلوب انصبغت بالإخلاص لمولاها آوت إليه فآواها سجدت بين يديه وحده خاشعة ذليلة منكسرة من كل جهة من جهاتها فيا لها من سجدة ما أشرفها لا ترفع رؤوسها منها إلى يوم اللقاء وما أحسن القائل :
من فاته منك وقتٌ حظه الندم --- ومن تكن همه تسمو به الهمم
وناظر في سوى معناك حق له --- يقتص من جفنه بالدمع وهو دم
والسمع إن جال فيه من يحدثه --- سوى حديثك أمسى وقره الصمم
في كل جارحة عين أراك بها --- مني وفي كل عضو بالثناء فم
فإن تكلمت لم أنطق بغيركم --- وكل قلبي مشغوف بحبكم
أخذتم الروح مني في ملاطفة --- فلست أعرف غيراً مذ عرفتكم
نسيت كل طريق كنت أعرفها --- إلا طريقاً تؤديني لبابكم
فسلِّني كل حال كنت آلفه --- في وصله القطع ما بيني وبينكم
ولي بكم عوض عن كل مفتقد --- ولا تساوي الأماني حظ طيفكم
نماذج من أقوال السلف في الإخلاص (عبودية القلب) : وناظر في سوى معناك حق له --- يقتص من جفنه بالدمع وهو دم
والسمع إن جال فيه من يحدثه --- سوى حديثك أمسى وقره الصمم
في كل جارحة عين أراك بها --- مني وفي كل عضو بالثناء فم
فإن تكلمت لم أنطق بغيركم --- وكل قلبي مشغوف بحبكم
أخذتم الروح مني في ملاطفة --- فلست أعرف غيراً مذ عرفتكم
نسيت كل طريق كنت أعرفها --- إلا طريقاً تؤديني لبابكم
فسلِّني كل حال كنت آلفه --- في وصله القطع ما بيني وبينكم
ولي بكم عوض عن كل مفتقد --- ولا تساوي الأماني حظ طيفكم
قال يحيى بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .
وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي إنها تتقلب علي .
وقال سفيان بن عيينة : قال رجل من العلماء : اثنتان أنا أعالجهما منذ ثلاثين سنة :
1.ترك الطمع فيما بيني وبين الناس
2. وإخلاص العمل لله عز وجل
وقيل لسهل بن عبد الله التستري : أي شيء أشد على النفس ؟ قال : الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب .
وقال السقطي : تصفية العمل من الآفات أشد من العمل .
وقال مرة لنفسه : أراك مرائية منذ ثلاثين سنة وأنا لا أدري .
وقال أبو إسحاق الآجري : أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنما ينبت على لون آخر .
قال الثوري : ما زلت أرائي وأنا لا أشعر إلى أن جالست أبا هاشم فأخذت منه ترك الرياء .
النية ما أجل قدرها :
عن جابر بن عبد الله قال : قال صلى الله عليه وسلم ( يحشر الناس على نياتهم ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني
والله يقول : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فألئك كان سعيهم مشكوراً )
وقال تعالى( قل كل يعمل على شاكلته ) قال ابن كثير : على نيته .
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمه ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي وصححه الألباني
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من جعل الهم هماً واحداً كفاه الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية هلك ) رواه الحاكم وصححه الألباني
وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ( غلبنا عليك يا أبا الربيع ) فصاح النساء وبكين فجعل جابر وفي رواية ابن عتيك يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية ) قالوا : يا رسول الله وما وجب ؟ قال : (إذا مات ) فقالت ابنته : والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيداً فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أجره على قدر نيته ) رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فحفظوه ) قال : ( فأما الثلاثة الذي أقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزاً ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ) وأما الذي أحدثكم حديثاً فاحفظوه قال (إنما الدنيا لأربعة نفر :
1.عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل .
2.وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء .
3.وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً فهو بأخبث المنازل .
4.وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء ) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي
كلام جميل لابن القيم رحمه الله في اجتماع الإخوان (الفوائد 93) :
الاجتماع بالإخوان قسمان :
1. اجتماع مؤانسة الطبع وشغل الوقت فهذا مضرته أرجع من منفعته وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت
2. اجتماع على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر فهذا غنيمة عظيمة ولكن فيه ثلاث آفات :
a.تزيين بعضهم لبعض
b. الكلام والخلطة أكثر من الحاجة
c.يصير ذلك عادة يقطعهم عن المقصود
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً .... سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا .... لأخذ العلم أو إصلاح حال
فأقلل من لقاء الناس إلا .... لأخذ العلم أو إصلاح حال