آخر الأخبار
موضوعات

الجمعة، 3 فبراير 2017

- ثواب الزيارة فى الله

عدد المشاهدات:
إن زرت صديقتي فأجعل هذه الزيارة لله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
{مَن عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً} ( 1)
ولا تنتظر رد الزيارة كما يحدث، كأن تقول لها: لقد زرتك هذه المرة فإن لم تزوريني فلن أزورك مرة أخرى، فتكون الزيارة ليست لله فلن ولن آخذ أجر، وهي كذلك لن تأخذ أجراً، ونكون قد حرمنا أنفسنا من الأجر، ولكن إن ذهبت إليها يكون لله، وكذلك إن زارتني هي يكون لله، فنؤجر عند الله عز وجل ..
كذلك أي عمل يعمله الإنسان المؤمن، يلزم أن ينوي فيه أن هذا العمل لله، ومن المفروض أن يحدث مثل ذلك حتى في صلة الأرحام .. فعندما تذهب واحدة لزيارة أختها أو بنت خالتها أو بنت عمها، فيحدث أن نترك الهدف من الزيارة ونقول ماذا أحضرت معها؟
أحضرت كذا وكذا وكذا .. وبعد فترة تذهب لترد الزيارة فأيضاً الأخرى تقول في نفسها ماذا أحضرت . وعندما تحضر ما أحضرته تقول: لا، باقي صنف لم تحضره فأنا كنت أعطيتها صابون في زيارتي .. لماذا لم تحضر الصابون.
وهذا ما يقطع الأرحام، والمفروض أن نجعل الزيارة لله وإذا أخذت معي أي شيء يكون من باب المودة والنبي قال فيها صلى الله عليه وسلم: {تَهَادَوُا تَحَابُّوا} (2 )
هدية ... وهل الذي يعطي الهدية ينتظر رد الهدية؟
لا، فسواء ردت الهدية أو لم تردها فلا أشغل نفسي .. فتدوم هنا المودة، ولا يقطع هذه المودة إلا أننا نعمل العمل ونريد الأجر من الناس، ومن يريدالأجر من الناس، فلا ينتظر الأجر من رب الناس عز وجل
فأول شرط لكي يكون للعمل أجر وثواب عند الله - أن الإنسان يعمل العمل لله، وهذا العمل لله، وهذا ما نسميه الإخلاص- والإخلاص أن يعمل الإنسان العمل لله فلا يبغي أجر أو شكراً ولا حتى دعاءا من الناس، والسيدة عائشة والسيدة فاطمة عندما كانوا يعطون الخادمة صدقة لتوزعها، يقولون أعطي هذه لفلانة وقبل أن يعطوها الفلوس كانوا يعطرونها قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنَّ الصدقة تقع في يد الله ـ تعالى ـ قبل أن تقع في يد السائل} ثم قرأ عبد الله: {وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التَّوبةَ عن عِبادِهِ} الآية. ( 3)
فما يأخذه الله بيده يجب أن نطيبه، وكذلك كانوا يقولون للخادمة أعطي هذه لفلانة واحفظي ما تقوله .. طبعاً عندما يعطوا واحدة صدقة تدعي لهم، وعندما تأتي الخادمة يقولون لها ماذا قالت لك؟ ... تقول: قالت كذا وكذا ... فتدعي لها نفس الدعاء، فسألوا السيدة عائشة والسيدة فاطمة لماذا تفعلون ذلك؟، قالتا: { دعاء بدعاء حتى تسلم لنا صدقاتنا }
فكانتا تخافان أن يكون دعاء من أخذت الصدقة هو أجر هذه الصدقة – فكما دعت لي سأدعو لها – لكي تكون الصدقة صافية لله عز وجل، وهذه نباهة شديدة، لكن الآن تطلب سيدة من جارتها أن تقضي لها مصلحة معينة فتقول: ليس لدي وقت .. فتقول لماذا؟ لقد أعطيتك أول أمس كذا وكذا وعندما أطلب منك شيء لا تقضيه، أليس الذي أعطيتها إياه صدقة؟ وهل تريدين مقابل الصدقة أن تشغليها به ... بذلك يكون قد حبط عملك ولا أجر لك فيه، فمن يعمل شيئاً لله لا ينتظر أجراً ولا ثواباً إلا من الله عز وجل ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي ذر رضى الله عنه:{أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ}( 4)
=============================================
(1) (مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي) عن أَبي هُرَيْرَةَ. رضى الله عنه
(2) (سنن البيهقي الكبرى) عن أَبي هُريرةَ رضى الله عنه.
(3) (رواه الطبراني في الكبير) عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه.
(4) (ابنُ أَبِي الدُّنْيَا ) فِي الإخْلاَصِ (ك) عن معاذرضى الله عنه
====================================
منقول من كتاب {{المؤمنات القانتات }} لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير