🌼 الصُّوفيَّة والصفاء 🌼
➖➖➖➖➖➖➖
🔻- إن بغية الواصلين، ومنتهى رغبة العارفين، وأمل كل المؤمنين هو الوصول إلى مقام يتم لهم فيه القرب من رب العالمين عز وجل،
🔻- وقد عبرّ عن ذلك الحلاج رضي الله عنه لحظة قتله حيث قال:
ولا يتم القرب من حضرة القريب عز وجل إلا بتحقيق الصفاء: حيث يقوم المريد بمجاهدة نفسه لمحو صفاتها المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، فإذا حصل ذلك كان الله هو المتولي لقلب عبده، والمتكفل له بتنويره بأنوار العلم؛
🔻- وإذا تولى الله أمر القلب فاضت عليه الرحمة، وأشرق النور في القلب، وانشرح الصدر، وانكشف له سر الملكوت، وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرة بلطف الرحمة، وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية.
🔻- فليس على العبد إلا الإستعداد بالتصفية المجردة وإحضار الهمة، مع الإرادة الصادقة، والتعطش التام، والترصد بدوام الانتظار، لما يفتحه الله تعالى من الرحمة، فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر، وفاض على صدورهم النور، لا بالتعلم والدراسة، والكتابة للكتب، بل بالزهد في الدنيا، والتبري من علائقها، وتفريغ القلب من شواغلها، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، فمن كان لله، كان الله له.
🔹️ بانقطاع علائق الدنيا بالكلية، وتفريغ القلب منها.
🔹️ وبقطع الهمة على الأهل، والمال، والولد، والبلد، وعن العلم والولاية والجاه.
🔹️ بل يصير قلبه إلى حالة يستوي فيها وجود كل شئ وعدمه.
-ثم يقبل على ذكر الله عز وجل بلسانه على الدوام مع حضور القلب، حتى ينتهي إلى
🔹️ حالة يترك تحريك اللسان، ويرى كأن الذكر جارياً على لسانه، ثم يصبر على الذكر إلى
🔹️ أن يمحي أثره عن اللسان، ويصادف قلبه مواظباً على الذكر.
🔹️ ثم يواظب عليه إلى أن يمحي عن القلب صورة اللفظ وحروفه وهيئة الكلمة، ويبقى
🔹️ معنى الكلمة مجرداً في قلبه، حاضراً فيه، كأنه لازم له، لا يفارقه.
🔹️ وله اختيار إلى أن ينتهي إلى هذا الحد، واختيار في استدامة هذه الحالة بدفع الوسواس، وليس له اختيار في استجلاب رحمة الله تعالى، بل هو بما فعله متعرضاً لنفحات رحمة الله، فلا يبقى إلا الإنتظار، لما لله من الرحمة، كما فتحها على الأنبياء والأولياء بهذه الطريق.
🔻- وعند ذلك إذا صدقت إرادته، وصفت همته، وحسنت مواظبته، فلم تجاذبه شهواته، ولم يشغله حديث النفس بعلائق الدنيا، تلمع لوامع الحق في قلبه.
وهذا ما عناه أبو سعيد الخراز حين سئل عن الصوفي فقال:
((من صفّى ربّه قلبه، فإمتلأ قلبه نوراً، ومن دخل في عين اللذة بذكر الله)).
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
فضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد