آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 10 يناير 2018

- جهاد العارفين

عدد المشاهدات:
جهاد العارفين والصالحين والمتمكنين والأفراد الوارثين كله فيه! أى فى باب الأخلاق ... فلماذا؟ !!

إن الجهاد فى الأخلاق هو المدخل الذى لا يخيب أبداً لكى يكون الواحد منَّا قريب الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم! كيف؟ من هو رسول الله ؟ صلى الله عليه وسلم... هو من وصف الله فى قول الله فى كتابه الكريم! وهو الفرد الأوحد الذى منحه الله كلَّ التكريم فجعله النائب الأول مقاماً والأكمل والأمجد والآخر زماناً فى توصيل رسالة الحضرة الإلهية لكل من سوى الله من عوالم أبدعها الله! فقال تعالى فى تقديم حبيبه لخلقه ووصفه لهم ليعرفوه:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
(4-القلم)
فهو صلى الله عليه وسلم أعزُّ من خلق الله وصور، وأكمل من أبدع وأرسل! فالبشرى هنا هى من أراد أن يحبَّه الله ! فليجعل صورته قريبة الشبه لصورة رسول الله! من أراد التقرَّب إلى الله؟ فليتقرب إليه بالتشبه بحبيب الله ومصطفاه! فالبشرى التى نسوقها هنا هى قول الله تعالى مبشراً لخلقه وفاتحاً لهم باب محبته فى سهولة ويسر!! فيقول عزوجل:{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }{ (31-آل عمران)

فالبشرى واضحة! وهى على لسان حبيب الله للخلق جميعاً! من أحبَّ الله وأحبَّ أن يحبُّه الله! فليتبع حبيبه ومصطفاه! واتباعه صلى الله عليه وسلم فى هذه البشرى كلمة واحدة: إنهـا ... الأخلاق! .. وهى أكمل الأعمال التى تشبِّه العبد برسول الله فيحبُّه الله!
ودعونى أشرح لكم معنى تلك البشرى بمثال حسِّى مفهوم! ألسنا نقيس كل شيىء فى الدنيا بمقياس! فالحرارة بمقياس مئوى، فمثلا نقول درجة كذا مئوية! فنعرف مقدار حرارة الجو! والزلازل بمقياس ريختر من كذا لكذا فنتخيل شدة الزلزال!
كذلك الأخلاق! .. تقاس بالمقياس الذى صنعه الخلاق سبحانه وتعالى بيديه :
{ أدبني ربي فأحسن تأديبي }(1) فأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم هى المقياس الذى تقيس عليه الملائكة أين بلغت أخلاق كل الخلائق على المقياس الذى أبدعه الخلاق!
وما مقدار هذا المقياس وأين بداية القياس وأين نهايته؟ فبداية تدريج هذا المقياس من أول أخلاق المسلم! ونهايته تدريجه هى درجة "خلق عظيم" وهى الدرجة القصوى والتى منحها الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم ووصفه بها فى كتابه! أى أنه صلى الله عليه وسلم بلغ النهاية على مقياس الأخلاق الذى قدمه الله لخلقه! ولنعرف ما مقدار هذا الخلق العظيم أعطانا الله كتالوج الإستعمال والقياس وعليه كل درجات المقاس! قالت عائشة رضى الله عنها فيما رواه الإمام أحمد:
{ كانَ خُلُقُهُ القرآنُ }
فكان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم صلى الله عليه وسلم! وكتالوج الأخلاق المتبع هو القرآن الكريم!. وبمقدار قياسك على معيار الأخلاق المحمدية! تعطى لك أربع قياسات عملية تخصك:
أولاً: معيار إيمانك!، ..
وثانياً: معيار حبِّ الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لك!
وثالثاً: معيار ثقل ميزانك يوم القيامة، ...
ورابعاً معيار قرب مسكنك يوم القيامة من مسكن رسول الله فى جنات مولاه ودرجة تكريمك وتشريفك، ولنأخذ إذاً هذه البشريات سريعاً ولنقرأها على مقياس الأخلاق المعيارية التى صنعها الله للبرية وهى الأخلاق المحمدية، ونبدأ ببشرى قياس الإيمان فيقول فى قانون القياس: صلى الله عليه وسلم
{ أَكْمَلُ النَّاسِ إِيَمانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا }(2)
-----------------------------------------------------------------------------
(1)العسكري في الأمثال من جهة السدي عن أبي عمارة عن علي رضى الله عنه، المقاصد الحسنة للسخاوي
(2) رواه البزار عن أنس رضى الله عنه ورجاله ثقات.
------------------------------------------------------------------------
منقول من كتاب [ بشائر الفضل الإلهى ]
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيــــــــد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير