عدد المشاهدات:
قال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن هذا الدين متين فاعمل فيه برفق ) ....والمقصود بالأعمال ، أعمال القلوب ، لأن القلوب هي الباعثه للأعضاء على القيام بالمجاهدات للمشاهدات .....ولابد لها أن تكون وسطا بين رتبة ( الخوف ) ، (والرجاء ) و ، ( المحبه ) ، ثلاث رتب ( الخوف والرجاء والمحبه ) ، فينبعث من وجه المحبه : روح الوجد والإقبال
وينبعث من الرجاء : روح الانس والبسط مع الحق سبحانه وتعالى
وينبعث من الخوف : روح المحافظه على حدوده سبحانه وتعظيم شعائره ، والقيام بأوامره
...فإذا غلب حال من هذه الأحوال على الآخر قد يؤدي إلى الخروج عن الوسط ، كما إذا غلب مزاج في البدن على مزاج آخر اهلكه
..فإذا غلب حال الخوف ربما أدى إلى اليأس ، ( أنه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون )
..واذا غلب حال الرجاء ربما أدى إلى الأمن ( فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون )
..واذا غلب حال المحبه :, ربما سلبت قوى العقل ، ومحت نواميس التشريع في عين العاشق ، حتى ينمحق بغير علم بمنازلات الحق سبحانه وتعالى ، وهو غير موقن بمرتبة التقييد والإطلاق ، فيكون ممن لا يقتدي بهم من أهل الوله والاصطلام الماحق لعناصر الماده ( دواعي البشريه ) ، ويكون في عداد الكروبيين الذين لا يترقون بل هم في كرب من الشوق الى المشاهده ، والاحتراق غراما الى مواجهه الحق سبحانه وتعالى
..والمحجه البيضاء والسنه المحمديه هي الطريق الوسط الذي نهج عليه افاضل الصحابه واكابر الأولياء ،
فاجعل كأن لك قلبين :
..قلب ينبعث منه الخوف للتعظيم والرهبه ...لا خوف المعصيه والنار كالعامه
..وقلب ينبعث منه الرجاء لمعنى اسماء الجمال ، والمقصد المشاهده
فيكون قوامك الخوف ، ومزاجك الرجاء ، فتكون محمديا كاملا ، لا يغلبك الخوف حتى تنسى جمالاته ......ولا الرجاء حتى تسهو عن عظمته ، واذا غلبك الحال في اي منهما ، فسلمه نفسك ، فالحال لا دوام له ، وكل ذلك من أعمال القلوب ....وأعمال القلوب اذا لم تنال بواسطة عارف متمكن من أسرار العلوم ومقامات الوصول ، ربما أدت إلى التطرف الى طرف ، ومجاوزة الوسط ، فعليك بالمحجة البيضاء والسنه المحمديه السمحاء ، وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله وورثته أجمعين