عدد المشاهدات:
🍁 -
الرضا من أحوال أهل الإيمان - 🍁
---------------
🍁 -
مقام الإسلام والإيمان والإحسان فصَّل أوصافه الله عزوجل في القرآن،
وبين حال أهله النبي ﷺ في
سنته الشريفة، فكان يسأل أصحابه،
وذات مرة قال لهم:
{ أَمُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ؟
فَسَكَتُوا، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ عُمَرُ فِي آخِرِهِمْ: نَعَمْ، نُؤْمِنُ
عَلَى مَا أَتَيْتَنَا بِهِ، وَنَحْمَدُ اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ، وَنَصْبِرُ عَلَى
الْبَلاءِ، وَنُؤْمِنُ بِالْقَضَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مُؤْمِنُونَ
وَرَبِّ الْكَعْبَةِ }
وفي رواية أخرى لغير عمر: {
وَالصِّدْقُ عِنْدَ اللِّقَاءِ }
🍁- هذه
أحوال أهل الإيمان، إذا كان تجمَّل الإنسان بهذه الأوصاف يكون من أهل الإيمان،
فإذا حدث لقاء مع أعداء الله
يصدق ولا يفر ولا يزوغ ولا يهرب، إن كان معرضاً لهذا الأمر في المواجهة
🍁 -
ويصبر عند البلاء، والصبر ليس معناه ترك البحث عن الأسباب، بل أبذل ما في وسعي من
الأسباب،
وأرضى بقضاء الله عزوجل بعد
ذلك.
مريض يذهب للطبيب، ويتناوب
على الأطباء إذا لم يُفلح الطبيب الأول، ويأخذ الدواء، لكن يعلم علم اليقين أن
الشفاء من الله، وليس من الطبيب، وليس من الدواء.
🍁 -
وصبره على البلاء يعني أن لا يشكو الله إلى خلق الله،
وهذه النغمة التي انتشرت في
زماننا الآن، يقول: لماذا أنا يا رب ابتليتني بكذا وكذا؟!،
لماذا لا تحبني؟!، الله لا
يريد لي الخير ...
ويستمر في شكوى الله إلى خلق
الله، وماذا يصنع لك خلق الله؟!! هم مثلك، وربما أكثر منك،
لكن المؤمن يرضى بقضاء الله،
فلا يشكو الله إلى خلق الله في نَفَس ولا أقل، وهذا ما كان حضرة النبي يعلِّمه
للصحابة المباركين.
🍁 -
قصة وعبرة
رجل من أصحاب حضرة النبي كان
هو وزوجته ليس لهما إلا جلباباً واحدًا وكان صالحًا للإثنين، فلم يكن هناك ملابس
للنساء وملابس للرجال، وليس تحته شيئاً، فلم يكن يلبس تحت الملابس شيئًا غير بعض
الأغنياء، فكان يذهب للمسجد ليُصلي مع رسول الله، وهي تنتظره وتقف خلف الباب حتى
يرجع بسرعة بعد الصلاة ليخلع الجلباب وتلبسه حتى تُصلي في الوقت الأول للصلاة،
لقوله ﷺ:
{ أَوَّلُ الْوَقْتِ
رِضْوَانُ اللَّهِ، وَوَسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ
، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ
اللَّهِ }
فالذي يُصلي في الوقت الأول
غير الذي يُصلي في الوقت الأخير، فهذه درجة وهذه درجة.
سيدنا رسول الله ﷺ كان ألمعي
وشديد الذكاء وقوي الملاحظة، فلاحظ أن الرجل يُصلي ثم يخرج بسرعة، وأصحاب حضرة
النبي ﷺ ورضوان الله تبارك وتعالى عليهم علَّمهم حضرة النبي أنه لا ينصرف أحدٌ من
المسجد إلا بعد أن ينصرف الإمام، وكانت هذه السُنَة الواردة عنهم، فنادى عليه
النبي ﷺ ذات يوم وسأله عن سبب خروجه مسرعًا بعد الصلاة، وكانوا صادقين فأخبر
النبي، فدعا النبي أصحابه أن يُعينوا أخاهم بما يستطيعون، بأن يتصدقوا عليه، فكل
واحد منهم تبرع بما يستطيع، وجمع الرجل الصدقات وذهب لزوجته، ولكنه تأخر عليها، فوجدها
قلقة لأن الوقت الأول سيفوتها، فسألته: ما الذي أخَّرك؟ فحكى لها، فانظر إلى فقهها
في دينها! قالت:
أتشكو الله إلى رسوله ﷺ ؟!!.
هي لا توافق على أنه يشكو
الله إلى حضرة النبي ﷺ ..
🍁 -
فما بالنا نشكو الله عزوجل لكل من حولنا، فبدلاً أن أشكى لهذا وذاك، أشكو له
مباشرة، فأقول: يا رب، وهو أقرب إليَّ من أي إنسان
.................................................
🍁 -
أشفية ربانية (من كتاب بينات الصدور)
🍁 -
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد