عدد المشاهدات:
🍁 - كبائر القلوب 🍁
-----------------------
- كبائر القلوب أولها الشرك بالله،
والشرك في هذا الباب أن ينسب
الفعل للأسباب وليس لمسبب الأسباب،
لأن الله يفعل عبر الأسباب، فالموحِّد حقًا من يرى
الأسباب تفعل،
ولكن يرى الفاعل فيها هو
مسبب الأسباب سبحانه وتعالى ، وهذا بالنسبة لأفعال الخير،
وأفعال البر، وأفعال الاكرام
والتبجيل والتعظيم لله على الدوام.
أما المعاصي فيرى أفعالها من
النفوس، ولا ينسبها أبدًا إلى المليك القدوس،
وعلَّمنا الله هذا الأدب
العلي على لسان سيدنا إبراهيم النبي الصفيّ
حين قال:{ وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ }(الشعراء) مع أنه يتناول الطعام، ويتناول الشراب
ولكنه نظر إلى مسبب الأسباب
ونسب إليه الفعل، لأن الحقيقة هي فعله تبارك تعالى،
والأسباب قائمة به تبارك
وتعالى.
وعندما جاء إلى المرض،
والمرض عرض، وقد يكون نقص، فقال: {وَإِذَا
مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } (الشعراء) نسب المرض إلى نفسه، لأنه عيب أن
ينسبه إلى ربه، ونسب الشفاء إلى الله سبحانه وتعالى.
وفي هذا المقام يقول إمامنا
أبو العزائم رضى الله عنه:
من يشهد الغير فعالاً فمنقطع ...
لأنه مشرك قد مال للسفل
من يشهد غير الله يفعل فهو
منقطع عن التوحيد، وعن جمال التفريد،
لكن الصادق في قصده يشهد مسبب الأسباب هو الذي
يفعل في الأسباب.
.................................................
🍁 -
أشفية ربانية (من كتاب بينات الصدور)
🍁 -
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد