عدد المشاهدات:
🍁 – ما الفرق بين القضاء والقدر؟🍁
----------------------------------------------------------
ما
الفرق بين القضاء والقدر؟
رسول
الله ﷺ لم يفرق بينهما، فكيف لنا أن نفرق بينهما؟!!
عندما جاء سيدنا جبريل إلى
رسول الله ﷺ وسأله:
( مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ:
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ
بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدْرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلْوِهِ وَمُرِّهِ }
القضاء باختصار شديد هو ما
قضاه الله تعالى لخلقه قبل إيجادهم،
فإن الله قضى لكل عبد ما
يحدث له إلى أن يخرج من هذه الحياة الدنيا.
والقدر هو الوقت الذي يتحقق
فيه هذا القضاء أثناء حياته الدنيا، إن كان اليوم أو الساعة أو الشهر
الذي سيحدث فيه هذا الأمر.
قضى الله عزوجل أن يوجد فلان
في يوم كذا في ساعة كذا، وهذا قضاء أزلي،
والقدر تحقيق هذا القضاء
لحظة الولادة لهذا الرجل، وزمنها في الترتيب الإلهي الذي رتَّبه
الله تعالى: { قَضَىٰ
أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ } (2الأنعام).
لماذا جعل الله عزوجل القضاء
وجعل القدر؟
لأن الله عنده محو واثبات،
فقد يقضي بأمر ويفعل العبد شيئًا يجعل الله عزوجل يمحو هذا القضاء،
وهذا موجود في الكون على الدوام في الأعمال
الصالحة التي يتوجه بها العبد إلى الله، أو في الأعمال الطالحة التي يخالف العبد
فيها مولاه. ..
قضى للعبد برزق ثم خالف العبد مولاه، وخالف في
هذا العمل شرع الله،
قال ﷺ: {
إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ }
الرزق مقدر له، ولكنه عند
عمل الذنب حرم نفسه من هذا الرزق،
وأضرب لذلك مثلاً: أنت متفق
مع جهة العمل التي تخصك على راتب تأخذه في آخر الشهر،
ولكنك قمت بعمل مخالفة وتحولت للشئون القانونية،
فحكمت الشئون القانونية عليك بخصم يومين من راتبك، لماذا هذا الخصم؟ لعدم التزامك
بواجبات العمل،
لكنك لو التزمت بالعمل فإنه
سيتم المراد وستأخذ الأجر الوافي الكافي ومعه وافر الشكر والتقدير والاحترام ...
إذًا القضاء هو ما سبق للعبد
في لوح الأقدار مما خطَّه الواحد القهار،
والقدر هو ما يحل على العبد من الأقدار في ليل
أو نهار مما سبقت به قدرة القادر القهار عزوجل ،
وهذه قابلة للتبديل والتغيير والمحو والاثبات
بحسب ما يعين الله هذا العبد على عمله
وعلى التزامه بأوامر ربه عزوجل.
.................................................
🍁 -
أشفية ربانية (من كتاب بينات الصدور)
🍁 -
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد