آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

- دعاء للزواج

الزواج إنّ الزواج هو الطريق الفطري والسليم للحفاظ على الجنس البشري، وأيضاً في الزواج تكون السترة وتبدأ المسؤولية في سبيل البقاء والتكاثر، كما أنّه يبعد الإنسان عن الانجراف نحو فعل ما هو محرّم من إشباع شهواته وحبّه للجنس الآخر، ففي الزّواج يُحافظ المرء على عفّته وطهارته يبتعد - بإذن الله - عن كلّ ما هو محرم، ونذكر هنا دعاء يُعجّل من الزواج، ويمكن تكراره. أدعية الزواج اللهمّ إنّي أسالك بأنّي أشهد أنك أنت الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أقضي حاجتي.. آنس وحدتي.. فرّج كربتي.. اجعل لي رفيقاً صالحاً كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً فأنت بي بصير.. يا مجيب المضطر إذا دعاك.. أحلل عقدتي.. آمن روعتي.. يا إلهي من لي ألجأ إليه.. إذا لم ألجأ إلى الركن الشديد الذي إذا دعا أجاب.. هب لي من لدنك زوجاً صالحاً.. اجعل بيننا المودّة والرحمة والسكن.. فأنت على كل شي قدير.. يا من قلت لشيء كن فيكون.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.. وقنا عذاب النار وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم يا مطّلعاً على جميع حالاتنا اقض عنّا جميع حاجتنا وتجاوز عن جميع سيئاتنا وزلاتنا وتقبل جميع حسناتنا وسامحنا، ونسألك ربنا سبيل نجاتنا في حياتنا ومعادنا، اللهم يا مجيب الدعاء يا مغيث المستغيثين يا راحم الضعفاء أجب دعوتنا وعجل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الراحمين. اللهم ارزقني بزوج صالح.. تقي.. هني.. عاشقٍ لله ورسوله.. ناجح في حياته.. أكون قرة عينه وقلبه ويكون قرّة عيني وقلبي. اللهم إنّي أسألك زوجاً صالحاً ممن ترضاه من الرجال عندك، وممن تقر به عيناي وعيناه تقربي.. اللهمّ اشرح صدور أولاد آدم وبنات حواء اللهم ارزقني الزوج الصالح الذي تحبّه وترضاه. اللهم إنّي أشكو إليك ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني عن الناس أنت ارحم الرّاحمين ورب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى قريب يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل عليّ غضبك أو يحلّ بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.


الخميس، 8 فبراير 2018

- أبطال الثجديد

أبطال الثجديد هؤلاء، الذين نذروا أنفسهم لإحياء الإنسانية كافة، ستجدهم قد عقدوا العزمَ على توظيف ما منحهم الله من قابليات وطاقات حتى آخر قطرة لإقامة صروح “هدفهم الأسمى”، وحلّقوا بأبهى مشاعر البذل والتضحية والعطاء، وتحققوا بأنبل خصائص المسؤولية في حفظ ورعاية الأمانة التي حملوها على عواتقهم، وترقّبوا بأعمق مشاعر الاستسلام و”الصبر الفعال” ما سيجود به الحق تعالى من ألوان التقدير والتكريم.. وتلك -والله- سجايا روح بطولية نذرت نفسها للحق جل وعلا.

وبينما يقوم هؤلاء الأبطال بما يجب من مسؤوليات ليجتمع الشملُ ويستوي العُود ويحصل التمكينُ، يعلمون يقينًا أنه (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)(الرعد:38)، فلا يضطربون ولا يرتبكون، بل يجيدون الترقب والانتظار سنين عديدة.

أجل، أحيانًا رغم أداء الواجبات والمسؤوليات كافة قد لا يتحقق الاستواء والنهوض، ولا يُمَكَّن فارسُ البعث من التعبير عن ذاته والقيام بمهمته وتنفيذ مشاريعه في المدى القريب، ولا تؤتي جهودُه ثمارَها المرتقبة في حينها. ويرجع ذلك أحيانًا إلى قصور الفارس -الذي ينشد بعثًا- في بلوغ المستوى المطلوب من النضج، وبالتالي إلى عجزه في توظيف طاقته كلها لإقامة صرح روحه.. ويرجع في أحيان أخرى إلى انشغاله بقضايا لا تعنيه مباشرة، ومن ثمة تعرّضِه للتشتت وضياع البوصلة، وانسياقه في سياق آخر من وتيرة الأحداث.

أبطال البعث هؤلاء، الذين نذروا أنفسهم لإحياء الإنسانية كافة، ستجدهم قد عقدوا العزمَ على توظيف ما منحهم الله من قابليات وطاقات حتى آخر قطرة لإقامة صروح “هدفهم الأسمى”، وحلّقوا بأبهى مشاعر البذل والتضحية والعطاء، وتحققوا بأنبل خصائص المسؤولية في حفظ ورعاية الأمانة التي حملوها على عواتقهم، وترقّبوا بأعمق مشاعر الاستسلام و”الصبر الفعال” ما سيجود به الحق تعالى من ألوان التقدير والتكريم..

والحقّ أنه إذا كان انبعاثنا من جديد وعودتُنا إلى ذاتنا هبة ربانية -وهو كذلك بلا شك- فإنَّنا لن نقدرها قدرها لو جاءت قبل أن ننضج نضجًا يؤهّلنا لحملها، وستذهب أدراج الرياح دفعة واحدة، فنعرّض أنفسنا بذلك لألوان جديدة من الشقاء والحرمان يصعبُ تغييرها وتلافيها. زد على هذا أنّ المولى -عز وجل- قد أناطَ مِنحَه المادية والمعنوية بأن يوفِّي الناسُ إرادتَهم حقَّها؛ ومن ثم فالتوجه الإلهي سوف يتأخر إلى أن تأتي اللحظة التي يستثمرون فيها كلّ الفرص والإمكانات التي يملكونها.

وفي هذا الباب مخاطر أخرى، منها أن روّاد هذا الطريق قد يتوهمون أحيانًا أن قدراتهم وطاقاتهم ومواهبهم الذاتية هي كل شيء، فيقعون في شِباك غفلة الثقة بها والركون إليها، أو يوشك أن يقعوا في مثل هذا المهوى. لذا لا يعطيهم الله كلّ ما يسألون، ولا يحقق لهم فورًا كل ما يرغبون، صونًا لهم من الانزلاق في مهاوي الشرك، فكأنه بهذا يكون قد حَوّل وجوهَهم من الشرك إلى التوحيد باقتيادٍ “جبريّ لطفيّ”.

وحريّ بالذكر أن المؤمنين الذين لا يحملون في صدورهم غاية سامية أو هدفًا نبيلاً، ومن شحبت عواطفُهم وخمدت جذوةُ حماستهم.. لا يمكن أن يَبعثوا الحياة في أحد أبدًا بعد أن أخفقوا في تحقيق الانبعاث التامِّ في ذواتهم.

وأحيانًا تجد أن كل شيء قد وُضع في موضعه الصحيح، لكن أبطال الانبعاث لمّا يبلغوا بعدُ المستوى المطلوبَ في التوجه التام إلى الله، فيتركهم الحق -عز وجل- عُرضةً لألوان من الشدة والعدوان والتضييق، ولا يستجيب لجهودهم الانبعاثية، ولا يلبي رغباتهم كما يطلبون، ليتوجهوا إليه وقد اصطبغوا بحالة الاضطرار، شاكِين إليه مكابداتهم بإخلاص المضطرين. وأحيانًا أخرى، قد تزِلّ أعين هؤلاء الأبطال بشكل مّا إلى تطلعات دنيوية، ولا يستطيعون تصفية قلوبهم من أن تَشُوبها خواطر نيل المقام والمنصب والجاه والشهرة، ومن ثم لا يمكنهم استيفاء معايير التجرد الكامل و”الحسبيّة” الخالصة لوجه الله. فإلى أن تأتي اللحظة التي ينسلخ فيها هؤلاء جَذريًّا عن التفكير بـغير ما يرضي الله، ويُخلِصوا التوجّه إليه سبحانه، لا يمكنهم حيازةُ نفخة البعث.

أضف إلى كل ما سبق نقطةً في غاية الأهمية، وهي ضرورة تمييز الجيّد من الرديء، وتمحيص الخبيث من الطيب في نظر الناس عامة، وضرورةُ انكشافِ الظَّالمين والمستبدين لشرائح المجتمع كافة.. وذلك أن فئات من المجتمع، لديها قابلية للانخداع والاستفزاز، لذلك قد يُلمَح عندها انحيازٌ إلى جبهة أهل الإلحاد، وأفعالٌ مسيئة إلى أبطال الانبعاث ومواقفُ سلبية ضدهم؛ ومردّ ذلك غالبًا إلى غموض في الصورة وخفاء في الحقيقة. ولهذا يمنح الله الناس جميعًا فرصة للتأمل ومهلة للتفكّر حتى يأتي يوم يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويتضح فيه أين وقف أو سيقف الناس أجمعون خواصهم وعوامهم؛ وهذا يؤدي إلى تأخّر النتيجة المرتقبة بعض الشيء.

وأيًّا كان السبب، فالذي يقع على عاتقنا هو أن نقوم بمهمتنا وفق ما تقتضيه من أسس وواجبات، ووفق ما تقتضيه الحكمةُ، ثم نَكِل الباقي إلى الله.

ولْيعلم “فرسان البعث” جميعًا أنهم إذا استجابوا لدعوة الله ونداء رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لن يُسلِمهم لعَثَرات الطريق يسقطون في حُفَرها أو يتيهون في مجاهيلها، بل سيهديهم سبل الانبعاث سبحانه.

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

- طهارة القلب أساس كل خيرٍ

طهارة القلب أساس كل خيرٍ، وكل برّ، وكل معروفٍ، وكل فتحٍ ينزل على المرء من الله، لأن الله عندما يطلع علينا أثناء الأعمال لا يطلع على الظاهر فقط، ولكن يطلع على ما فى البواطن، قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، - لأنه هو الذى صورها ـ ولا إلى أَمْوَالِكُمْ ، - لأنه هو الذى أعطاها - وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ}{1}

ومن هنا اهتم السادة الصالحون والعارفون والصوفية الصادقون بجلاء القلب وتطهيره، فإذا تمَّ جلاء القلب وتطهيره أصبح صاحبه متعرضاً لنفحات الله وفتح الله، وهذا مقام الإحسان؛ أحسن العمل، وجزاؤه أن يتنزل الله له في قلبه، إما بعلومٍ يقول فيها: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} البقرة282
أو بنورٍ يضعه في القلب ينظر به المرء إلى غيره فيكشف الله له عما في حنايا صدورهم، كمن يقول فيه الله: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} الأنعام122

أو يجعل الله قلبه موضعاً لتنزل الحكمة: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} البقرة269
فيصبح حكيماً فيما يصدر عنه من أقوال، وحكيماً فيما يفعله من أفعال، لأن الله أيده بحكمته وجعل قلبه خزانة لأنوار حكمته عز وجل، أو يكاشفه الله من نور ملكوته الأعلى، قال صلى الله عليه وسلم لرجلٍ من أصحابه يُدعى حارثة رضي الله عنه: {كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ؟، فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، فَقَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟، قَالَ: قَدْ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذَلِكَ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ: يَا حَارِثُ، قَدْ عَرَفْتَ فَالْزَمْ. ثم قال لمن حوله: عبدٌ نوَّر الله بالإيمان قلبه}2}

إذاً التصوف يصل إلى تصفية القلوب وجلاؤها لكي تكون صالحة لمواهب حضرة علام الغيوب عز وجل، وهذا يقتضى أمرين: علمٌ وعملٌ، لابد وأن يتعلم أولاً الأحكام الشرعية التي بها يُحسن العبادة لربِّ البرية، ويتعلم الأحكام الشرعية التي يتعامل بها مع الخلق، ويلتزم بها طلباً لمرضاة الحق، فإذا عمل بما علم دخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}{3}

فمن ادَّعى التصوف ولم يطلب العلم أو يتعلم، فهذه دعوى زائفة، ومن ادَّعى التصوف ولم يقم عاملاً بكل ما جاء عن الله من شرع الله فهذه دعوى كاذبة يطلب بها الظهور بين خلق الله. لكن التصوف علمٌ وعمل، وصفاءٌ ونقاء، وحُسن خلقٍ مع جميع الخلق، يجعل المرء يتعرض لما لا نستطيع عدَّه من فتح الله وكمالات الله، وأنوار الله وفيوضات الله، التي يفيضها على قلوب الصالحين من عباد الله.


{1} أخرجه مسلم وابن ماجه وأحمد وأبو نعيم في (الحلية) والبيهقي في (الأسماء و الصفات)
{2} رواه البزار والبيهقي عن أنس رضي الله عنه، وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه
{3} أخرجه أبو نعيم في الحلية وذكره أحمد عن أنس رضي الله عنه

- الجَنَّة في إتباع السنَّة

🌴 اخواني وأحبابي بارك الله  فيكم أجمعين
🌴نسمع كل يوم من يتكلم عن متابعة رسول الله صل الله عليه وسلم ويقول ينبغي أن نتابعه في كيف كان يأكل؟ كيف كان يشرب؟ كيف كان ينام؟ وهذه هي العبارات التي نسمعها ليل نهار !!! .. زهذا ما أريد أن أبدأ به حديثى لكم إن شاء الله ...أبدأ وأقول وبالله التوفيق إن هناك سنة عملية وسنة قولية لخير البرية صل الله عليه وسلم فلو عملنا بما سمعناه واقتدينا بما في الحبيب رأينا لانحلت جميع مشاكلنا الأسرية والعائلية والعملية والدنيوية:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب
🌴كل المسلمين وأغلب المؤمنين يتركز اهتمامهم علي اتباع الحبيب  إما في السنن الشكلية وإما في السنن العبادية، فما أكثر المصلين بالليل وما أكثر المصلين الضحي وما أكثر التالين لكتاب الله وما أكثر المتابعين للحبيب  في عباداته ناهيك عن الشكليات فهناك من يتبعه في لحيته وهناك من يتبعه في ثيابه وهناك من يتبعه في طريقة جلوسه وهناك من يتبعه في طريقة نومه، وكل ذلك مطلوب ومرغوب لكن هناك أولويات في اتباع سنة الحبيب المحبوب ، وإياكم أن يظن أحدكم أنني لا أنادي بهذه السنن فأنا أنادي بها وأشجع عليها لكن هناك أولويات، فهناك سنن نتوجه بها إلي الله وهناك سنن يظهر أثرها في خلق الله فبأيهما نبدأ؟ علينا أن نبدأ بالسنن التي توجه إلي خلق الله لأن الله كريم وعفو وتواب ويسامح لكن الخلق أحياناً تتوغر منهم الصدور وأحياناً تستاء القلوب فيتحول ذلك إلي إحن أو إلي شحناء وبغضاء، ولذلك فإن السنة التي وجه لها الحبيب في وصاياه إلي من كان يقوم الليل كله ويصوم الدهر إلا أقله وهو سيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حيث قال:
{ يا بُني ! إنْ قدَرْتَ أن تصبحَ وتمسي وليس في قلبِك غشٌّ لأحدٍ فافعلْ ، يابُنيَّ ! وذلك من سُنَّتي، ومنْ أحَبَّ سُنتي فقد أحَبَّني، ومن أحَبَّني كان معي في الجنَّة}
فأيهما السنة الأولي هل طهارة القلب والعمل علي تخليص ما فيه من أوضار ومن أغيار ومن أشياء تحرك الشحناء نحو المؤمنين الأخيار والأطهار أم الصلاة طوال الليل والقلب مملوء ببغض نحو هذا وكره لهذا ورغبة في ضر هذا؟! وضح ذلك الحبيب بذاته – قالوا أن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار – وهي بذلك قائمة بالسنة العبادية – ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها – ماذا قال صلوات ربي وتسليماته عليه؟ - قال لا خير فيها هي في النار.
عن أنس رواه الترمذي

🌹🌹مع ميزان من (موازين الصادقين)لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابو زيد🌹🌹

- ما يجب على المسلم في هذا الزمان

يجب علينا في هذه الأيام العصيبة أن نسعى جهدنا إلى جمع شمل المسلمين ولنجعل:
- الخطاب بين أى مسلم ومسلم بما أمر رب العالمين: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) (24الحج)،.
- وأن يكون الخطاب بيننا وبين سائر الناس الذين لا يؤمنون برب الناس كما قال الله لنا في القرآن:
( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (83البقرة)،.
- وأن يكون التعامل فيما بيننا بما علَّم الله به نبينا فقال له ولنا:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (159آل عمران)
علينا أن نظهر للعالم كله جمال هذا الدين وهو ليس في الشكليات ولكن في الأخلاق والقيم الباقيات، علينا أن نظهر لهم عملياً قوله صلى الله عليه وسلم: { تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَه سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى } .
نُظهر المودة بين المسلمين والتراحم بين الأغنياء والفقراء والمساكين، وصلة الأرحام والمودة بين جموع المؤمنين، احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وغيرها من الاخلاق الإلهية الإسلامية التى كان عليها سلفنا الصالح رضى الله عنهم.
فإذا تجملنا بهذه الصفات فإن جمال الإسلام سيدعوا إليه كل من على هذه البسيطة ولن يبقى على ظهر الأرض رجل إلا ويدخل في دين الله الحق، لأنهم يريدون أن يروا أخلاق الإسلام وقيم الإسلام بين المسلمين، لكنهم عندما يرون جموع المسلمين - إن كانوا علماء أو أتباع العلماء- والعصبية التى بينهم والشراسة في طبعهم والحدة في كلامهم والغلظة في أفعالهم وتجاوز الحدَّ في تسفيه بعضهم وسبِّ بعضهم وشتم بعضهم!!! كيف ينظر العالم الآن إلى الإسلام والمسلمين؟!!
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

الاثنين، 27 فبراير 2017

- فضل ترك حبِّ الشهرة

فضل ترك حبِّ الشهرة
وهذه البشرى يا إخوانى من البشريات التى نحتاج لها بشدة هذه الأيام لماذا؟ لأن كل واحد يعمل صالحاً أو طيباً فى نفسه أو لغيره تقوم عليه نفسه وتأخذ تزين له الأسباب والأعذار ليعلم الناس بما خفى من حاله أو بما قام به نحو أحبابه أو مجتمعه وخلانه والأعذار كثيرة والمجتمع يحتاج للكثير من العمل وهذه الخصلة السيئة تفتح على الأمة والأفراد أبواباً من الشرور لا عدَّ لها ولا حصر لأنها تفتح باب الأنانية وحب مصلحة النفس وحب مدح الناس وإنشغال أهل قضاء المصالح بحبِّ ذكر الناس لهم وتقديمهم ثم انتفاعهم فى مقابل قضاء مصالحهم هذه الخصلة الذميمة تفتح باب الرشوة والنفاق والمجاملات الكاذبة والفارغة ولذلك بشَّر الحبيب المصطفى كلَّ من يعمل مراقباً مولاه لا يبغى سوى رضاه ومصلحة أهله وإخوانه ومجتمعه بشرهم بحب الله وما أعلاه فقال{إِنَّ اللّهِ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ}[1]ألا يكفى أحدكم أن يحبَّه الله فيطلب حب الشهرة والذكر بين الناس ألا يكفى أحدكم بشرى الذكر فى الملأ الأعلى على لسان مولاه فينادى الله جبريل أنه يحب فلاناً ويأمره بحبِّه فينادى جبريل ويأمر أهل السماء بحبه ثم يوضع له القبول فى الأرض بسرِّ الله وقدرته فيحبه أهل الأرض لماذا؟ لأنه طلب حبِّ الله وذكر مولاه أما من أحبَّ أن يذكر الناس أعماله أو يتحدثون بخصاله وفعاله أو تقواه وأحواله فهو على خطر عظيم إسمعوا إلى الحبيب يحذِّر من ذلك بشدة ويقول{إنَّ الاْتِّقَاءَ عَلَى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيُكْتَبُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِي السِّرِّ يُضَعّفُ أَجْرُهُ سَبْعِينَ ضِعْفاً فَلاَ يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذْكُرَهُ لِلنَّاسِ وَيُعْلِنَهُ فَيُكْتَبَ عَلاَنِيَةً وَيُمْحَى تَضْعِيفُ أَجْرِهِ كُلِّهِ ثُمَّ لاَ يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذْكُرَهُ لِلنَّاسِ الثَّانِيَةَ، وَيُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ بِهِ، وَيُحْمَدَ عَلَيْهِ فَيُمْحَى مِنَ الْعَلاَنِيَةِ، وَيُكْتَبَ رِيَاءً، فَاتَّقَى اللَّهَ امْرُؤٌ صَانَ دِينَهُ وَإنَّ الرِّيَاءَ شِرْكٌ}[2] وأخطر من إعلان العمل وكشفه أن يعمل الواحد العمل فى منفعة نفسه أو أهله أو مجتمعه بغرض أن يتحدث الناس عنه بذلك فهذا أشدُّ و أنكى لماذا؟ لأنه يعمل رياءاً وهذا ما حذَّر منه الحبيب لأنه عمل سراً فأخذ أجراً مضاعفاً ثم أعلنه فخسر مضاعفة الأجر وصار علانية ثم استحب مدح الناس فتكلم وذكر ما عمل ليمدحوه فصار والعياذ بالله رياءاً وسمعة وشهرة أويس القرنى كم مجلساً حضرها مع النبى؟لم يحضر معه أى مجلس إذاً كيف أوصى النبى الصحابة أن يذهبوا إليه ويطلبوا منه أن يستغفر لهم؟وظلا عمر وعلى يبحثان عنه فى كل عام فى الحج إلى أن التقياه بعد جهد جهيد لأنه غير معروف فى قومه فطلبا منه أن يستغفر لهما وهما المبشَّران بالجنة لكن سيدنا رسول الله يعلِّمنا أقدار الرجال من الأتقياء الأخفياء المخلصين الذين لا يهمهم معرفة الناس بهم وإنما كل نظرهم إلى مولاهم وكل محل إهتمامهم أن يقوموا لله مخلصين صادقين بما أوجبه الله عليهم نحو أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم ولذا قال{إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍ مِنَ الصَّلاَةِ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطَاعَهُ فِي السِّرِّ وَكَانَ غَامِضاً فِي النَّاسِ لا يُشَارُ إِلَيْهِ بالاصَابِعِ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافاً فَصَبرَ عَلَى ذَلِكَ ثم نَقَرَ بإصْبَعَيْهِ فَقَالَ: عُجِّلْتْ مَنِيَّتُهُ قَلَّتْ بَوَاكِيهِ قَلَّ تُرَاثُهُ}[3] ويضيف الصالحون لذلك من آداب السلوك كلَّ من رأى نفسه أولى من أخيه بفضيلة أو مزية فيجب عليه التوبة وسد منفذ الغرور والاعتذار لإخوانه قولاً وفعلاً فيرى نفسه أنه ليس أهلاً لمكانته وينزل إلى خدمتهم أو يترك التكلم عليهم والتقدم عليهم حتى يقيمه إخوانه برضاء منهم وصفاء بعد أن يترك بيقين حبًّ الشهرة بين إخوانه المؤمنين ولذا قالوا{الخمولُ نِعْمَةٌ والكلُّ يأباها والشهرةُ نِقْمَةٌ والكلُّ يتمنَّاها} ولأبى الحسن الاحنف العكبري:
من أراد العزَّ والراحة من هم طويل فليكن فردا من الناس ويرضى بالقليل
ويرى أن قليلا نافعا غير قليل ويرى بالحزم أن الحزم في ترك الفضول
ويداوى مرض الوحدة بالصبر الجميل لا يمارى أحدا ما عاش في قال وقيل
يلزم الصمت فإن الصمت تهذيب العقول يذر الكبر لاهليه ويرضى بالخمول
أي عيش لإمرى يصبح في حال ذليل بين قصد من عدو ومداراة جهول
واعتلال من صديق وتجنٍّ من ملول واحتراس من عدو السوء أو عذل عذول
ومماشاة بغيض ومقاساة ثقيل إن من معرفة الناس على كل سبيل
وتمام الامر لايعرف سمحا من بخيل فإذا أكمل هذا كان في ظلٍّ ظليل



شارك فى نشر الخير