آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 7 سبتمبر 2025

لواء الشفاعة

عدد المشاهدات:
لواء الشفاعة
           ❣️========❣️=========❣️

( وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ ):
ما الفرق بين الشافع والمشفع؟
هو أول شافع يشفع في الأمم كلها لخروجهم من أهوال يوم القيامة، اختصه الله عزوجل بذلك، ولذلك عندما تنزل الأهوال بأهل الموقف وتكون الشمس فوق الرؤوس والناس غارقون إلى أذقانهم من شدة العرق، وجهنم ترمي بشرر كالقصر، والناس في حيرة، يذهبون إلى الأنبياء نبيَّا تلو نبي، وكل نبي يعتذر ويقول: لستُ لها، فيذهبون في الختام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: { أَنَا لَهَا }١ . فيكون هو صلى الله عليه وسلم السبب في إزاحة كل أنواع الأهوال من القيامة وبدء الحساب وبدء اللوم أو العتاب من الله عزوجل إلى الأمم جميعًا، ومنهم أمته صلوات ربي وتسليماته عليه،
 هذه اسمها الشفاعة العُظمى في أهل الموقف أجمعين .. وهناك غيرها شفاعات كثيرة، فهو أول مُشفع، يشفع صلى الله عليه وسلم في أقوام عند الحساب، على سبيل المثال يقول صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَضَى لأَخِيهِ حَاجَةً كُنْتُ وَاقِفًا عِنْدَ مِيزَانِهِ،
فَإِنْ رَجَحَ وَإِلا شَفَعْتُ لَهُ }٢
 
فبفضل شفاعته يكون من الناجين في هذا الموقف والبلاء العظيم، فيشفع في الحساب، والشفاعة في الحساب أحداثها كثيرة، نسأل الله عزوجل أن لا يجعلنا من أهلها، وأن يجعلنا من الذي يدخلون الجنة بغير سابقة سؤال ولا حساب، لأن من يُسأل الحساب فقد عُذِّب كما قال صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ } ٣

إن من يذهب للمحكة للشهادة، فيذهب وهو يرتجف، فما بالك إذا كان مطلوبًا لجريمة محددة، فماذا يكون وضعه؟! فمن سُئل الحساب عُذِّب، ولذلك نحن نرجو من الله أن نكون من الذين قال فيهم الله:[ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ] (١٠ الزمر)، ونقوم من القبور إلى القصور في الجنة إن شاء الله رب العالمين.

ويشفع صلى الله عليه وسلم في أقوام دخلوا النار، وحكمت عليهم المحكمة الإلهية بمُدد يقضونها في سجن من سجون النار، فيخفف عنهم الأحكام، ويجعلهم في مأمن من العذاب حتى وهم في النار، فلا يشعرون بألم ولا بعذاب وهم فيها، قال صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا دَخَلَ الْمُوَحِّدُونَ النَّارَ أَمَاتَهُمْ فِيهَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْهَا أَمَسَّهُمْ أَلَمَ الْعَذَابِ تِلْكَ السَّاعَةَ }٤
عذاب بسيط لمدة لحظة واحدة فقط، لكن يموتون حتى لا يشعرون بألم العذاب، وهؤلاء يشفع الحبيب صلى الله عليه وسلم فيهم ويخرجهم من النار جماعة وراء جماعة بشفاعته عند الله، فيسجد بين يدي من يقول للشيء كن فيكون بهيئة لا يعلمها الخلق، ولكن بينه وبين الحق فيقول له:
{ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ }٥

=================================
(١) البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه 
(٢) حلية الأولياء لأبي نعيم عن ابن عمر رضي الله عنه 
(٣) البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها
(٤) بحر الفوائد للكلاباذي عن أبي هريرة رضي الله عنه 
(٥) البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه 
=================================

        *******************************
       من كتاب( الرسول كما تحدث عن نفسه)
         💚  فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد 💚
         ******************************
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير