عدد المشاهدات:
اعمال القلوب واعمال الجوارح
عندما نذكر السلوك الإنساني نعلم أنه يمر بمراحل، فقد وصف بعضهم هذه المراحل كالآتي:
إن المؤمن إذا آمن بالله واستحكم إيمانه، خاف الله تعالى، فإذا خاف الله تعالى، تولد من الخوف الهيبة.
فإذا سكنت غلبة الهيبة، دامت طاعته لربه، فإذا أطاع ربه، تولد من الطاعة الرجاء.
فإذا سكنت درجة الرجاء في القلب، تولد من الرجاء المحبة.
فإذا استحكمت المحبة في قلب العبد، سكن بعدها مقام الشوق، فإذا اشتاق أداه الشوق إلى الأنس بالله، فإذا أنس بالله اطمأن إلى الله، فإذا اطمأن إلى الله، كان ليله في نعيم، ونهاره في نعيم، وسره في نعيم، وعلانيته في نعيم.
نحن نعلم أن التربية الإسلامية تولي الاهتمام الأكبر في تقويم السلوك إلى إصلاح القلب وتثبيت الإيمان فيه، فإذا استقام السلوك القلبى، استقام تبعًا له الخارجي لا محالة، بخلاف العناية بتقويم السلوك الظاهر فقط؛ فإنه يعتبر بناء على غير أساس، وكل بناء على غير أساس عرضة للانهيار.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "فأفضل الناس من سلك طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- وخواص أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية، والاجتهاد في الأحوال القلبية؛ فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان".
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "والدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالًا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميَّزت بينهما؟ وهل يمكن أحد الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم؛ فهي واجبة في كل وقت".
أشارت السنة النبوية لهذين الجانبين الهامين في الإنسان، باعتبارهما أساس السلوك السوي والسلوك اللاسوى، فعلى الجانب الوجداني الذي دائمًا نعبر عنه بالقلب يقول -صلى الله عليه وسلم-: ) ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ( أخرجه البخاري ومسلم.
وقد أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجانب العقلي والوجداني في وقت واحد في قوله للأشج (أشج عبد القيس): ) إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والاناه
عندما نذكر السلوك الإنساني نعلم أنه يمر بمراحل، فقد وصف بعضهم هذه المراحل كالآتي:
إن المؤمن إذا آمن بالله واستحكم إيمانه، خاف الله تعالى، فإذا خاف الله تعالى، تولد من الخوف الهيبة.
فإذا سكنت غلبة الهيبة، دامت طاعته لربه، فإذا أطاع ربه، تولد من الطاعة الرجاء.
فإذا سكنت درجة الرجاء في القلب، تولد من الرجاء المحبة.
فإذا استحكمت المحبة في قلب العبد، سكن بعدها مقام الشوق، فإذا اشتاق أداه الشوق إلى الأنس بالله، فإذا أنس بالله اطمأن إلى الله، فإذا اطمأن إلى الله، كان ليله في نعيم، ونهاره في نعيم، وسره في نعيم، وعلانيته في نعيم.
نحن نعلم أن التربية الإسلامية تولي الاهتمام الأكبر في تقويم السلوك إلى إصلاح القلب وتثبيت الإيمان فيه، فإذا استقام السلوك القلبى، استقام تبعًا له الخارجي لا محالة، بخلاف العناية بتقويم السلوك الظاهر فقط؛ فإنه يعتبر بناء على غير أساس، وكل بناء على غير أساس عرضة للانهيار.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "فأفضل الناس من سلك طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- وخواص أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية، والاجتهاد في الأحوال القلبية؛ فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان".
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "والدين القائم بالقلب من الإيمان علمًا وحالًا هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميَّزت بينهما؟ وهل يمكن أحد الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم؛ فهي واجبة في كل وقت".
أشارت السنة النبوية لهذين الجانبين الهامين في الإنسان، باعتبارهما أساس السلوك السوي والسلوك اللاسوى، فعلى الجانب الوجداني الذي دائمًا نعبر عنه بالقلب يقول -صلى الله عليه وسلم-: ) ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ( أخرجه البخاري ومسلم.
وقد أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجانب العقلي والوجداني في وقت واحد في قوله للأشج (أشج عبد القيس): ) إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والاناه