آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 27 يونيو 2018

- الحياء بين القلب والجوارح

عدد المشاهدات:
الحياء:
وهو عمل قلبي، وقد صح تسميته إيماناً في حديث الشعب وغيره، ومع ذلك فلا يمكن تصور وجوده في القلب إلا بظهور أثره على اللسان والجوارح وبمقدار حياة الجوارح يقاس حياة القلب.
وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة منها في الأفعال: قصة الثلاثة الذين دخلوا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الحلقة، فدخل أحدهم فيها، وأعرض الثالث وأما الأوسط فتردد ثم جلس خلفهم، فقال عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه} أي: إنما منعه من الذهاب حياؤه، فشهد له الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحياء بناءً على فعله، فلو أنه ذهب لقال فيه ما قال فيمن ذهب.
وأما الحياء في القول، فمنه قول علي رضي الله عنه: { كنت رجلاً مذاء، فاستحييت أن أسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله ...} فما في قلب علي رضي الله عنه من الحياء منعه من السؤال بنفسه، وهذا مما يعلمه كل إنسان في نفسه؛ أي: متى يستحي وممن يستحي بحسب ما في قلبه.
ثم يأتي بعد هذا مسألة التفاوت في الصلاة والتفاوت في الحياء؛ فصلاة يقترن بها الخشوع وحضور القلب وحسن الأداء، لا تكون كأخرى منقورة نقر الغراب، وكذلك حياء مقرون به زيادة التقوى وحسن السمت وورع اللسان لا يكون كحياء رجل ليس لديه إلا ما يمسكه عما يفعله أو يقوله من لا حياء له. 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير