عدد المشاهدات:
أنواع الذنوب
-----------------------------
أنواعها والذنوب أنواع فهناك ذنوب
إبليسية وهناك ذنوب حيوانية وهناك ذنوب جبروتية وهناك ذنوب سبعية والذنوب
الحيوانية هي التي يتشبه فيها الإنسان بالحيوان وهي والعياذ بـالله الزنا وعمل قوم
لوط وما شابه ذلك من هذه الذنوب والذنوب الإبليسية كالمكر والخديعة والإيقاع بين
خلق الله والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة وما شابه ذلك والذنوب السبعية هي
كالإختيال
بالقوة والفخر بالأحساب والأنساب
والتطاول على خلق الله تارة بلسانه وأحياناً بيده وأحياناً بماله وأشدها وألعنها
وأقواها
الذنوب الجبروتية وهي التي يشارك
فيها الإنسان الذات العلية في الأسماء التي لها خصوصية كأن يتكبر على خلق الله
أو أن يتعالى على كل ما سواه ولا
يكون عنده تواضع للفقراء والمساكين من عباد الله لأن الله يقول في حديثه القدسي
(الكِبْرِيَاءُ رِدَائي، والعظَمَةُ
إزارِي، فَمَنْ نَازَعَني واحِداً منهما، قَذَفْتُهُ في النَّارِ)[1] ويقول أحد
الصالحين : ألا من يكن في قلبه بعض ذرة من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
فيلزم للإنسان أن يتطهر من كل هذه
الصفات وكل هذه الفعال فيطهر القلب ثم يطهر السر من جميع الأغيار
حتى لا يكون فيه إلا العزيز الغفار
ما يطهر الإنسان
-----------------------------
قال أحد الحكماء: إن ما يطهر الإنسان
أن يتذكر أصله ما أصله؟ ماء مهين أو سلالة من طين فعندما يتذكر أصله ويرجع له
يتبين له أنه تراب وهل التراب يسمع أو يبصر أو يتكلم ؟ أبداً فأنت من ماء مهين أو
من تراب وطين وكل ما زاد عن الماء المهين وعن التراب والطين فهو جمال رب العالمين
فلماذا تنسبه لنفسك ؟ إنه من الله فلا تقول صوتي ولا علمي ولا نظري ولاعقلي ولا
فكري فكل ذلك يجب أن تكون نسبته لله جل في علاه إذاً الطهارة ليست طهارة الجوارح
بالماء
ولكن طهارة القلب بالكلية من جميع
الأمراض التى نعى الله على أهلها في الآيات القرآنية وقال في شأنهم
[فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ
اللّهُ مَرَضاً]هناك طهارة للصلة بالله وطهارة الصلة بـالله هي طهارة القلب من كل
ما سواه فيطهر القلب من الأحقاد والأحساد والغل والكره والأثرة والأنانية وكل
الذنوب والصفات على إختلاف أنواعها
أحوال التائبين
-----------------------------
التوبة مقام عظيم يجب على كل مؤمن
كريم أن يجعل له نصيباً فيه طالما كان في العمر بقية ولا يوجد واحد من المقربين أو
من الواصلين أو من العارفين يترك مقام التوبة طرفة عين ولا اقل بل إن التوبة تلازم
جميع المقامات لكن كما قلت بحسب المقام الذي أنا فيه تكون التوبة وحتى ينال
الإنسان بالتوبة حب الله شرطها أن تتغير أحوال التائب من الأحوال التي كان عليها
إلى الأحوال التي يحبها الله ولكن يقول إني تبت وهو على ما هو عليه لا ينفع
لكن عليه أن يقلع فوراً عن الذنب
ويعزم عزماً أكيداً أن لا يرجع إلى هذا الذنب مرة أخرى إذا كان هذا الذنب بينه
وبين مولاه أما إذا كان هذا الذنب حقاً من حقوق العباد فلا بد أن يرده إلى صاحبه
إن كان مالاً وصاحبه حي أو له ورثة فعليه أن يرده له أو لورثته وإن كان لا يعرف
أين ذهب ولا يعرف له ورثة فيتصدق عنه وإن كان اغتابه في مجلس فلا بد أن يمدحه
ويثني عليه في نفس المجلس حتى تُذهب الحسنات السيئات مصداقاً لقول الله [إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ]
جمال
التوابين
-----------------------------
لكي أتجمل بأحوال الصالحين لا بد على
الفور أن أترك أحوال الجاهلين والبطالين والعصاة والمذنبين والغافلين جملة واحدة
واقبل على الله بالكلية فالعبد الذي يريد أن يحبه الله عزَّ وجلَّ عليه أن يحاسب
نفسه أولاً ويتوب من الذنوب ثم يطهر نفسه من العيوب ويجمل نفسه بجمال الحبيب
المحبوب ومن ينظر لعيوبه فلن ينظر لعيوب غيره "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب
الناس" ويقيس نفسه بالحبيب ولذلك فلن يجلس في أي مجلس ويفتش في عيوب إخوانه
ويقول أحد الصالحين في ذلك: "تبصرك فيما فيك يكفيك" فإذا تاب من العيوب
وتجمل بجمال الحبيب المحبوب يحاسب نفسه على الغفلات واللحظة التي تمر عليه وهو في
غفلة يحاسب نفسه عليها حساباً شديداً ثم يحاسب نفسه على الخطرات والخاطر الذي يمر
بغير ذكر الله يقول فيه أحد الحكماء:
وإن خطرت لي في سواك إرادة **على خاطري
نفساً حكمت بردتي
-----------------------------------
🌹 الموقع الرسمي
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/