آخر الأخبار
موضوعات

السبت، 9 أغسطس 2014

- اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

عدد المشاهدات:
قول الله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، [35، النور]. هل هذا النور مثل نور المصباح؟. أم مثل نور الشمس جلَّ جلال الله، هل مثل نور القمر؟. حاشا لله هذه الأنوار الكونية مخلوقة بقدرة الله مثل سائر الأنوار المادية، والله خلق هذا النور للحياة الكونية ولمصلحة الإنسان والنبات والجماد والحيوان، ولولا هذا النور لهلك الإنسان، لأن نور الشمس وهو النور الأصلي لأنوار الكواكب والأقمار والنجوم وغيرها هو النور الذي ينضج الزرع والثمار والمعادن في قلب الأرض ويضيء الحياة ويمدها بالدفء والحرارة، وهو الذي يبخر الماء من البحار المالحة فينزل إلينا ماءً عذبًا سلسبيلاً فنروي زروعنا ونستقي منه، حتى إن حرارة الشمس المسلطة على البحار تجعلها تغلي وتفور ويتبخر ماءها ولكنه من لطف الله أن أرسل الرياح عليها لتلطف من حرارة سطح البحار حتى تبحر السفن وتجري وسط لججها من غير خوف ولا انزعاج.
ونعود إلى شرح الآية الكريمة فنقول وبالله التوفيق:
إن معناها أن الله نَوَّرَ السموات والأرض بهذه الأنوار التي خلقها من الشموس والكواكب والأقمار، وكذلك نَوَّرَ الله أهل السموات والأرض بالأنوار المعنوية من الهداية والرشاد والعلم والإيمان والإسلام.
وكذلك نّوَّرَ الله السموات والأرض برسله وأنبيائه وورثتهم من العلماء العاملين ومن الهداة المرشدين والأولياء الصالحين وكذلك نّوَّرَ الله العالمين بكتبه ورسالاته التي بعث بها الرسل والأنبياء. والنور كله مرده إلى الله سبحانه وتعالى لأنه عزَّ وجلَّ هو الذي خلقه وأمد به العالمين.
وقد يكون النور معاني الأسماء والصفات الإلهية التي أحيا الله بها العوالم كلها من العدم وأمدهم بها، فإن كل اسم من أسماء الله وكل صفة من صفات الله لهما متعلقاتهما الروحانية والمادية، وإن كل شيء في هذا الوجود أصله النور بقسميه المادي والمعنوي، وإن الظلمة والجهل طارئان على هذا النور قال الله تعالى: ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء﴾، [35، النور].
وقال الله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾، [40، النور]. وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا﴾، [5، يونس]. وقد جعل الله المؤمنين نورًا لبعضهم. قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه: (يا بني كن كالشمس في المنفعة).

وذلك لإخوانك المسلمين وغيرهم من بني الإنسان بحيث تكون كلك منافع من جميع نواحيك، حتى إن من ينظر إليك يجدك فاعلاً للخير مسارعًا للصالحات والقربات متجملاً بمكارم الأخلاق ونورًا يهتدي بك الناس.

منقول من كتاب بريد الى القلوب 
لفضيلة الشخ محمد على سلامة 
وكيل وزارة الاوقاف ببورسعيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير