عدد المشاهدات:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء " أخرجه مسلم (1)
إنه هو الله الرحيم سبحانه ، ما إن يرى من عبده الصدق والإخلاص في التقرب إليه سبحانه ، والتواضع والذلة إليه عز وجل ، إلا ويقبله بين عباده الصالحين ، ويستجيب له دعاءه ، ويبارك له في سعيه ، ويجعله من الفائزين ..
وكلما ذل الإنسان لربه وتقرب كلما رفعه الله سبحانه بين خلقه ، وزاده عزا ورفعة وعلما وخيرا .
تلكم التي أسميها اللحظات الغالية ، لحظات السجود المخلص الصادق ، فلا يكاد المؤمن يسجد إلا وينقطع عن دنياه ، ويرجو أن لو صارت الحياة كلها سجدة بلا انقطاع .
إنها خير لحظات الحياة , وأروع الدقائق التي يمكن أن تمر على المؤمن , بينما ياتي ربه محملا بالهموم والآلام , ضعيفا كسيرا , وجلا مشفقا , راجيا خائفا , فيسجد بين يديه راغبا , ويرفع إليه شكواه , ويمد يديه للسماء مناجيا ربه الرحيم , أن : يا من تسمع شكواي وتعرف همومي , ولايخفى عليك شىء من أمري , فرج كربتي وارزقني السعادة والهدى ..
إنه باب لايغلق , وخزائن لاتنضب , ورحمة حوت الدنيا والآخرة , وفضل لاينقطع , ليس بيننا وبينه إلا أن نتدثر بدثار الإخلاص لله سبحانه , ونملأ قلوبنا ثقة به سبحانه , وتوكلا عليه سبحانه .
تلك اللحظات الرائعات , تحتاج القلب السليم , المخبت إلى ربه سبحانه , العائد إليه إنابة وتوبة ورغبة .
وأنت إذا سألت مناجيا عن صفة المناجاة , لاحتار في الإجابة عليك , إذ إنها لحظات إيمانية تجل عن الوصف , وتسمو عن التعبير , إذ يختلي العبد بربه , يعلوه الخشوع , وتملؤه المحبة , فيبث شكواه , ويدعوه ويرجوه باسمائه الحسنى وصفاته العلى , وهو يعلم أن ربه سبحانه يراه ويسمع نجواه , وأنه سبحانه يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات ويفرج الكربات
وفيمن يكون الأمل إن لم يكن في الله؟ وممن نطلب الرجاء إن لم نطلبه من الله؟ وهو صاحب الأنعم المتتالية الكثيرة, وصاحب الجود الذي لا يفنى, وصاحب الكرم الذي لا ينقطع, فهو الأمل إذا انقطعت الآمال, بل لا أمل أبدًا إلا فيه سبحانه, فهو الأمل الأوحد الذي يُرتجى, فتصلح معه الدنيا والآخرة ويصلح معه الظاهر والباطن, ويصلح معه البعيد والقريب.
تلك مشاعر يستشعرها في سجدته الصادقة المخلصة لربه , شعورا لايمكن وصفه , فيشعر لقلبه كسرة خاصة لا يمكن أن يشبهها شيء أبدًا, بحيث لا يرى لنفسه قيمة ولا مقامًا ولا ذكرًا أبدًا, كيف لا وهو العبد المذنب ذو الصحيفة السوداء! فيشعر بأنه - إن لم يصلحه ربه - لا مُصلح له, وأنه مكسور ولا جابر لكسره إلا الله سبحانه.
فعندئذ يرى نعم الله عليه كثيرة متتابعة, تحيطه من كل جانب, ويرى أنه لا يستحق من هذه النعم شيئًا أبدًا, ثم يعلم رحمة ربه سبحانه التي أنعمت عليه رغم إجرامه في حقه سبحانه.
ولكنه هو الرحيم لا إله إلا هو, ما إن يرى من عبده هذه الذلة ويعلم من ذلك القلب هذه الكسرة, حتى يمن عليه برحماته وينعم عليه بلطفه وكرمه.
وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب تمكنت منه هذه الذلة وهذه الكسرة, فهو ناكس الرأس بين يدي ربه, لا يرفع رأسه إليه حياءً وخجلاً من الله. وإذا بذلك القلب الكسير يسجد لربه سبحانه سجدة المخلصين التائبين الخاضعين, سجدة تجمع معاني تقصيره وكسره, سجدة ينيب فيها إلى ربه, سجدة يناجيه فيها: أن لا ملجأ ولا منجى منك يارب إلا إليك, أطمع في مغفرتك, وأتكل على عفوك, وأحسن الظن بك, وأرجو كرمك, وأطمع في سعة حلمك ورحمتك, غرّني الغرور ونفسي الأمارة بالسوء, وسترك المرخي علي وأعانني جهلي, ولا طريق لي إلا الاعتصام بك.
يقول ابن القيم "وقيل لبعض العارفين: أيسجد القلب بين يدى ربِّه؟!، قال: أي والله، بسجدة لا يرفع رأْسه منها إلى يوم القيامة" (2)
إنه هو الله الرحيم سبحانه ، ما إن يرى من عبده الصدق والإخلاص في التقرب إليه سبحانه ، والتواضع والذلة إليه عز وجل ، إلا ويقبله بين عباده الصالحين ، ويستجيب له دعاءه ، ويبارك له في سعيه ، ويجعله من الفائزين ..
وكلما ذل الإنسان لربه وتقرب كلما رفعه الله سبحانه بين خلقه ، وزاده عزا ورفعة وعلما وخيرا .
تلكم التي أسميها اللحظات الغالية ، لحظات السجود المخلص الصادق ، فلا يكاد المؤمن يسجد إلا وينقطع عن دنياه ، ويرجو أن لو صارت الحياة كلها سجدة بلا انقطاع .
إنها خير لحظات الحياة , وأروع الدقائق التي يمكن أن تمر على المؤمن , بينما ياتي ربه محملا بالهموم والآلام , ضعيفا كسيرا , وجلا مشفقا , راجيا خائفا , فيسجد بين يديه راغبا , ويرفع إليه شكواه , ويمد يديه للسماء مناجيا ربه الرحيم , أن : يا من تسمع شكواي وتعرف همومي , ولايخفى عليك شىء من أمري , فرج كربتي وارزقني السعادة والهدى ..
إنه باب لايغلق , وخزائن لاتنضب , ورحمة حوت الدنيا والآخرة , وفضل لاينقطع , ليس بيننا وبينه إلا أن نتدثر بدثار الإخلاص لله سبحانه , ونملأ قلوبنا ثقة به سبحانه , وتوكلا عليه سبحانه .
تلك اللحظات الرائعات , تحتاج القلب السليم , المخبت إلى ربه سبحانه , العائد إليه إنابة وتوبة ورغبة .
وأنت إذا سألت مناجيا عن صفة المناجاة , لاحتار في الإجابة عليك , إذ إنها لحظات إيمانية تجل عن الوصف , وتسمو عن التعبير , إذ يختلي العبد بربه , يعلوه الخشوع , وتملؤه المحبة , فيبث شكواه , ويدعوه ويرجوه باسمائه الحسنى وصفاته العلى , وهو يعلم أن ربه سبحانه يراه ويسمع نجواه , وأنه سبحانه يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات ويفرج الكربات
وفيمن يكون الأمل إن لم يكن في الله؟ وممن نطلب الرجاء إن لم نطلبه من الله؟ وهو صاحب الأنعم المتتالية الكثيرة, وصاحب الجود الذي لا يفنى, وصاحب الكرم الذي لا ينقطع, فهو الأمل إذا انقطعت الآمال, بل لا أمل أبدًا إلا فيه سبحانه, فهو الأمل الأوحد الذي يُرتجى, فتصلح معه الدنيا والآخرة ويصلح معه الظاهر والباطن, ويصلح معه البعيد والقريب.
تلك مشاعر يستشعرها في سجدته الصادقة المخلصة لربه , شعورا لايمكن وصفه , فيشعر لقلبه كسرة خاصة لا يمكن أن يشبهها شيء أبدًا, بحيث لا يرى لنفسه قيمة ولا مقامًا ولا ذكرًا أبدًا, كيف لا وهو العبد المذنب ذو الصحيفة السوداء! فيشعر بأنه - إن لم يصلحه ربه - لا مُصلح له, وأنه مكسور ولا جابر لكسره إلا الله سبحانه.
فعندئذ يرى نعم الله عليه كثيرة متتابعة, تحيطه من كل جانب, ويرى أنه لا يستحق من هذه النعم شيئًا أبدًا, ثم يعلم رحمة ربه سبحانه التي أنعمت عليه رغم إجرامه في حقه سبحانه.
ولكنه هو الرحيم لا إله إلا هو, ما إن يرى من عبده هذه الذلة ويعلم من ذلك القلب هذه الكسرة, حتى يمن عليه برحماته وينعم عليه بلطفه وكرمه.
وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب تمكنت منه هذه الذلة وهذه الكسرة, فهو ناكس الرأس بين يدي ربه, لا يرفع رأسه إليه حياءً وخجلاً من الله. وإذا بذلك القلب الكسير يسجد لربه سبحانه سجدة المخلصين التائبين الخاضعين, سجدة تجمع معاني تقصيره وكسره, سجدة ينيب فيها إلى ربه, سجدة يناجيه فيها: أن لا ملجأ ولا منجى منك يارب إلا إليك, أطمع في مغفرتك, وأتكل على عفوك, وأحسن الظن بك, وأرجو كرمك, وأطمع في سعة حلمك ورحمتك, غرّني الغرور ونفسي الأمارة بالسوء, وسترك المرخي علي وأعانني جهلي, ولا طريق لي إلا الاعتصام بك.
يقول ابن القيم "وقيل لبعض العارفين: أيسجد القلب بين يدى ربِّه؟!، قال: أي والله، بسجدة لا يرفع رأْسه منها إلى يوم القيامة" (2)