آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 6 يونيو 2016

- ما هي الصلة بين الجن والملائكة

عدد المشاهدات:
السؤال الرابع والعشرون: ما هي الصلة بين الجن والملائكة؟.
الجواب:
إن الملائكة عالم نوراني خلقه الله من صفاء النور وبهائه، وإن الجن خلقهم الله من النار، وليس بينهما أي صلة من ناحية الخلق والتكوين، لأن جسم الجن أصل تكوينه مادة ملتهبة ومشتعلة وأن النور المادي أثر من آثار النار التي تلطفت وتصفت من عناصرها الكثيفة، ولكن النور الذى خلق الله منه الملائكة هو نور معنوى خلقه الله من غير نار ومن غير لهب ولا اشعة حسية.
فهم اذن يمتازون فى نوعهم عن الجن، ولكن المناسبة التى بينهم وبين الجن هو أن الجن عاقل، والملائكة كذلك، وأن الجن مكلف بأمور الدين، وقد يطيع وقد يعصى، وقد يؤمن وقد يكفر، ولكن الملائكة مؤمنون بفطرتهم ولذلك لما كلفوا بالأوامر من الله عزَّ وجلَّ أسرعوا بالتنفيذ، فهم: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. [6،التحريم].
وإن حادثة السجود لآدم أكبر دليل على ذلك.
هذا وقد يكرم الله بعض المؤمنين من الجن، فيجاهدون أنفسهم في التخلص من فطرها وعناصرها الفاسدة، ويسارعون في طاعة الله ورسوله، حتى يترقوا الى صفوف الملائكة، كما حصل مع ابليس لعنه الله – قبل الحكم عليه بالطرد والحرمان والشقاوة الابدية.
فإن عنصر الجن وعناصر الإنسان قابلان للترقي والقرب من الله ورسوله، والقابلية عند الإنسان أكثر منها عند الجن، لأن عناصر الجن غالبًا ما تدعو للشطط والتهور، والتعالي والتكبر بخلاف الإنسان فإن عناصره تدعو للاعتدال والتوسط في غالب الأحيان، وذلك هو ما وقع بالفعل عندما أمر الله إبليس بالسجود لآدم فافتخر وتكبر بعنصره وقال: ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾. [12،الأعراف]. فالمؤمنون المخلصون من الجن لا يحرمون من الإتصال بالملائكة لكن مع حفظ المراتب والمقامات ومع التزام الجن بآداب الله ورسوله، وإن هذه الصلة جاءت من قدرة الجن على التشكيل فقد يصير فى كثير من حالاته كالهواء الذى لا جرم له ولا كثافة، وجاءت أيضا من خفة حركته وسرعته الخاطفة ، لكن الكافر – الشيطان – حرم من الإتصال بالملائكة وإذا أراد ذلك أتبعه شهاب ثاقب فاحترق لأنه تعدى حدوده.
السؤال الخامس والعشرون: ما هو السر فى قدرة الجن على التشكل؟
الجواب:
خلق الله الجن من مارج من نار، والمارج هو الشعلة الزرقاء التي تتولد في المادة المتلهبة بعد أن تتأجج بقوة الاشتعال، ثم تطور هذا الخلق إلى أن أصبح جسما أثيريا غير منظور كما تطور سيدنا آدم من مادة الطين اللازج والحما المسنون، إلى أن صار لحمًا ودمًا وعظمًا.
والمادة الأثيرية تملأ الكون، وهى أخف من الهواء بدرجة كبيرة جداً، وتتخلل المواد الكثيفة ولا تمنعها الحواجز والأبعاد المتناهية.
فالجن من مادة الاثير ولهم السيطرة على نفس الأثير في الحركة والجولان والسرعة والتشكيل، لأنهم أرواح عاقلة، كما أن الإنسان له القدرة على الحركة، وإن كانت ببطء لثقله، وحركات الجن بسرعة لقربهم من الحالة الروحانية، لأنه جسم شفاف لا تحجبه المادة.
وعلى ذلك فالجن فى أصل خلقه له القدرة على التشكل كما يشاء بأي شيء يروقه، وهذه القدرة ابتلاه الله بها، حتى يرى ما هو فاعل فيها، وذلك كما ابتلى الله الانسان بالعناصر والأخلاط التي كونه الله منها، لينظر كيف يجاهدها، وماذا يصنع بها؟
وقد قال بعض المحققين: ليس جميع الجن يمكنهم التشكل، بل الذي يمكنه التشكل منهم هم (الغيلان) فقط أى سحرة الجن، فإنهم يتعلمون كلمات وأفعال، إذا تكلموا بها وفعلوها، نقلهم الله تعالى من صورة الى اخرى.
والسحر هو تغيير الحقائق من صورة الى أخرى قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾.[102،البقرة] فقد أفادت هذه الآية علم الشياطين بالسحر، فإذا كانوا هم الذين يُعَلِّمُونه للناس فإنهم قبل ذلك يعرفون كيفية عمل السحر من أقوال وأفعال، فإذا قاموا بها تشكلوا إلى أي صورة يريدونها فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ووهب لكل حي طاقته وهو الحكيم العليم.
كتبه
 فضيلة الشيخ محمد على سلامة
من كتابه حوار حول غوامض الجن
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير