عدد المشاهدات:
السؤال التاسع عشر: ما هي طريقة زواجهم ومعاملتهم وقضائهم وهل للمرأة عندهم عدة طلاق وعدة وفاة وهل بينهم ظهار أو شغار وهل تقام حدود الله فيما بينهم؟.
الجواب :
إن المؤمنين من الجن يلتزمون بجميع قضايا الإيمان والإسلام في العقيدة والعبادة والمعاملة والقضاء والأخلاق، كما هو الشأن في المؤمنين من بني الإنسان، وإن من الجن المؤمن من ينفذ أحكام الله وآدابه، وأن منهم من يتهاون فيها، كما أن منهم الكافر والمنافق كما قررنا سابقًا وإن عالم الجن طوائف وقبائل وشعوب وأمم، ولكل منهم وطن وأرض يقيم بها، وأن لهم دولاً وحكامًا وملوكاً ونظمًا يتعايشون بها، وإن كانت هذه الامور كلها حسب طبيعة عالمهم، الذي لا يظهر ولا يتراءى للإنسان ولكنه مرئي لهم ومعروف لديهم، فإن المعاني في المعاني مباني، وإن المعاني في المباني معاني، فإن الملائكة والجن أعيان ظاهرة بالنسبة لبعضهم، وإن الجن والملائكة بالنسبة للانسان معانى لا تظهر لنا، وإن كنا نرى آثارهما وندركها بالعلم والحواس.
السؤال العشرون: هل للجن وظائف وأعمال يكتسبون منها رزقهم وحاجتهم؟
الجواب:
نعم لأن كل مخلوقات الله لهم أعمال يتكسبون بها أرزاقهم وأقواتهم، فإننا نرى أمم الحيوان والطير والوحوش والأسماك والحشرات والنمل والنحل، لكل منها عمل يسعى به لاقتناص رزقه ولو كان هذا العمل فى ظاهره غدر واعتداء، كعمل السباع والوحوش والتماسيح والحيتان ونحوها. هذا وإن الجن عالم عاقل ياكل ويشرب وقد رأيناه كيف يعمل لحساب الإنسان الذي يسخره ويستخدمه، ويفعل الأعاجيب، وإن هذا العمل لا أعتقد أنه بدون مقابل، اللهم إلا إن كان هذا الإنسان له قدرة خارقة، وهبها الله له، لاستخدام عالم الجن كسيدنا سليمان عليه السلام. أو من كان وارثًا لحاله من هذه الأمة، والدليل على أن الجن يأكل ويشرب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه: {إن الله يكسو العظم لحمًا كما كان ليطعمه الجن ويجعل العلف والغلة فى روث البهائم كما كانت من قبل ليطعمها الجن وإنه يحرم على المسلم الاستنجاء بالروث وبالعظم لأنهما طعام الجن}. [ورد في الصحيحين عن أبي هريرة].
ولا ريب في خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله على كل شىء قدير.
لكن هذا لا يغني أن يكون للجن أطعمة وأشربة أخرى فقد ورد أن الشيطان يأكل ويشرب مع الإنسان الذي لم يسم الله فى طعامه ولا شرابه، والشيطان هو جن كافر، وقد قال الله تعالى لإبليس لعنه الله وهو أصل المردة من الجن والشياطين : ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾. [64،الإسراء]. يعنى يشارك أولياءه وأتباعه من الكافرين والمنافقين والفاسقين من الإنس في أكلهم وشربهم ونكاحهم وسكنهم ولبسهم وفى جميع أعمالهم، حتى لا يكون فيها خير ولا بركة، أعاذنا الله من شر ذلك.
السؤال الحادى والعشرون: ما هو القرين وهل لكل واحد من بني آدم قرين وما كيفية التحصن منه؟
الجواب:
القرين هو شيطان تقترن حياته بحياة الانسان من ساعة ان يولد إلى أن يموت، وذلك ليجاهد الإنسان هذا القرين من بداية حياته، فيبدأ الأبوان في تحصين طفلهما ضده، وذلك بالآذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، وببعض آيات القرآن كسورتي الفلق والناس وبالحديث الشريف فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حصن الحسن والحسين عليهما السلام بقوله:
{اللهم إني أعيذهما بك من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة}. [رواه البخاري ومسلم]. إلى أن يكبر هذا الطفل فيتحصن من قرينه بالمجاهدة، وبطاعة الله وبالعلم، واتباع سبيل المؤمنين وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما من مولود إلا ويولد معه قرينه من الجن قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم}. [رواه مسلم من حديث ابن مسعود]. وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش}. [رواه البخاري ومسلم عن أنس].
وهذا الحديث الشريف يبين أن الشيطان ليس قرينًا ومصاحبًا للإنسان فحسب، ولكنه يتخلل أعضاءه وشرايينه وأوردته، وإن واجب المؤمن أن يضيق عليه المسالك، وأن يسد في وجهه هذه المجارى بطاعة الله وعبادته، وخاصة عبادة الصوم والذكر، فإن المؤمن إذا ذكر الله، ولى الشيطان هاربًا. وكذلك قراءة القرآن فإن الشيطان إذا سمعها أدبر مسرعًا.
السؤال الثاني والعشرون: هل الجن أعلم من بني آدم في الفنون والعلوم الكونية؟.
الجواب:
إن العلم كله ينحصر فى العلم كله، لكل نوع من انواع الكائنات علمهم، الذي به قوام حياتهم، وإن الاختراع وليد الحاجة، فإذا احتاج الكائن الحي لشيء، أخذ يفكر في كيفية الحصول على هذا الشيء، والجن قد يعلم بحاجات كثيرة، لا علم للإنسان بها، لأن الإنسان لا حاجة له فى العلم بها، حتى يبحث عنها، ولكن الإنسان هو أكمل الأنواع العاقلة علما، ودليل ذلك ان آدم عليه السلام أمره الله سبحانه وتعالى أن يعلم الملائكة وهم أفضل من الجن وأرقى منه فقال جل شأنه: ﴿ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ﴾. [33،البقرة]. وذلك بعد أن عجز الملائكة عن معرفة أسماء ما عرض عليهم من أشياء، وبناءً على ذلك فالإنسان أعلم من الجن بالفنون والعلوم المادية لأن الإنسان هو الذي أمره الله بعمارة الدنيا لشدة حاجته إليها، من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والانتقال والتعامل مع غيره من بنى جنسه والكائنات من حوله، والدفاع عن نفسه والتعلم والزواج وغير ذلك بخلاف الجن، فإنه يعيش عالة على الإنسان في كثير من حاجاته، كما مرت الاشارة الية فى هذا السفر ولأن الجن بسيط فى تكوينه، والإنسان مكون من جميع عناصر الوجود من الماء والهواء والتراب والنار ومن الروح، وإن كبر المبنى يدل على عظم المعنى، ولما وصف الله عمل الجن المسخرين لسيدنا سليمان عليه السلام بين الله ذلك بقوله : ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾. [13،سبأ]. فكان سيدنا سليمان يأمرهم بعمل أشياء يرسمها لهم ويحددها لهم، هذا هو العلم الذى تميز به الإنسان عن الجن، والجن لم يزد كونه عمالاً ينفذون المخطط الذى وضعه لهم عليه السلام، وقد ظهر من ذلك أن علمهم وفنهم يقصر عن الإنسان بكثير جدًا هذا وإن كبار العارفين رضى الله عنهم، كان لهم حكم على من يعتدى على الجن، وكان الجن يطيع أمرهم وقد رأيت منهم رجالاً لا يستطيع الجن مخالفتهم، لأن الله جعل لهم سلطاناً يقهرون به المعتدين من الجن على بني الإنسان. هذا النوع من الرجال اصبح نادرًا في هذا الوقت لأن صلتهم بالله عزَّ وجلَّ أخافت منهم السباع الكاسرة، والشياطين المتمردة، والظُّلام والجبابرة، مصدقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء}. [رواه أبو الشيخ عن أبي أمامة].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
السؤال الثالث والعشرون: هل درجة علم الجن بالشريعة الاسلامية مثل درجة علم الانسان بها؟
الجواب:
إن الإنسان أسبق إلى العلوم الدينية باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة لهم أولاً قبل الجن، وبقدر هذا السبق فى الزمن بقدر ما بينهم من تفاوت فى درجات العلم بالدين.
وإن الجن المؤمن قد أخذ من الشريعة الاسلامية الأمور المتعلقة بعباداته ومعاملاته التى تتلاءم مع ظروفه وفطرته وحياته، وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وذلك لأن معاملاته مع بني جنسه غير معاملات الانسان مع بقية اخوانه.
وإن الإنسان الذي جعله الله شيخًا أو أستاذًا للملائكة هو كذلك بالنسبة إلى الجن وأزيد.
فإن الجن يتعلم من مشايخ المسلمين وائمتهم الكثير والكثير من أمور دينه.
وقد أخبرني بعض العارفين أنهم كانوا يشاهدون عالم الجن وهم يصلون خلفهم الصلوات المكتوبة وخاصة فى خلوتهم ومساجدهم الخاصة، فالإمام دائما أعلم بدين الله من المأموم وأفضل منه.
ولم نسمع أن إنسانا صلى خلف أحد من رجال الجن.
مع ملاحظة أن الجن تلقى الإيمان والإسلام وفرائض الدين عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشرف بصحبته، كما ورد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. إلى آخر الآيات التي تدل على تشرف الجن بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لحظة فى عمر الكائن العاقل إنْسِيًّا كان م جنيًّا أم ملكًا مقربًا نعمةٌ لا تَعْدِلهَا أي نعمة أخرى من نعم الدنيا كلها لأن لحظة واحدة بين يديه صلى الله عليه وسلم خير من عبادة سبعين سنة، وهذا المعنى قد ورد فى بعض الآثار فإن نظرة منه صلى الله عليه وسلم للمُؤْمِن ترفعه إلى الدرجات العالية، وتجعله في مصاف المقربين، اللهم عطف علينا قلبه الرحيم إنك يا مولانا مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
الجواب :
إن المؤمنين من الجن يلتزمون بجميع قضايا الإيمان والإسلام في العقيدة والعبادة والمعاملة والقضاء والأخلاق، كما هو الشأن في المؤمنين من بني الإنسان، وإن من الجن المؤمن من ينفذ أحكام الله وآدابه، وأن منهم من يتهاون فيها، كما أن منهم الكافر والمنافق كما قررنا سابقًا وإن عالم الجن طوائف وقبائل وشعوب وأمم، ولكل منهم وطن وأرض يقيم بها، وأن لهم دولاً وحكامًا وملوكاً ونظمًا يتعايشون بها، وإن كانت هذه الامور كلها حسب طبيعة عالمهم، الذي لا يظهر ولا يتراءى للإنسان ولكنه مرئي لهم ومعروف لديهم، فإن المعاني في المعاني مباني، وإن المعاني في المباني معاني، فإن الملائكة والجن أعيان ظاهرة بالنسبة لبعضهم، وإن الجن والملائكة بالنسبة للانسان معانى لا تظهر لنا، وإن كنا نرى آثارهما وندركها بالعلم والحواس.
السؤال العشرون: هل للجن وظائف وأعمال يكتسبون منها رزقهم وحاجتهم؟
الجواب:
نعم لأن كل مخلوقات الله لهم أعمال يتكسبون بها أرزاقهم وأقواتهم، فإننا نرى أمم الحيوان والطير والوحوش والأسماك والحشرات والنمل والنحل، لكل منها عمل يسعى به لاقتناص رزقه ولو كان هذا العمل فى ظاهره غدر واعتداء، كعمل السباع والوحوش والتماسيح والحيتان ونحوها. هذا وإن الجن عالم عاقل ياكل ويشرب وقد رأيناه كيف يعمل لحساب الإنسان الذي يسخره ويستخدمه، ويفعل الأعاجيب، وإن هذا العمل لا أعتقد أنه بدون مقابل، اللهم إلا إن كان هذا الإنسان له قدرة خارقة، وهبها الله له، لاستخدام عالم الجن كسيدنا سليمان عليه السلام. أو من كان وارثًا لحاله من هذه الأمة، والدليل على أن الجن يأكل ويشرب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه: {إن الله يكسو العظم لحمًا كما كان ليطعمه الجن ويجعل العلف والغلة فى روث البهائم كما كانت من قبل ليطعمها الجن وإنه يحرم على المسلم الاستنجاء بالروث وبالعظم لأنهما طعام الجن}. [ورد في الصحيحين عن أبي هريرة].
ولا ريب في خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله على كل شىء قدير.
لكن هذا لا يغني أن يكون للجن أطعمة وأشربة أخرى فقد ورد أن الشيطان يأكل ويشرب مع الإنسان الذي لم يسم الله فى طعامه ولا شرابه، والشيطان هو جن كافر، وقد قال الله تعالى لإبليس لعنه الله وهو أصل المردة من الجن والشياطين : ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾. [64،الإسراء]. يعنى يشارك أولياءه وأتباعه من الكافرين والمنافقين والفاسقين من الإنس في أكلهم وشربهم ونكاحهم وسكنهم ولبسهم وفى جميع أعمالهم، حتى لا يكون فيها خير ولا بركة، أعاذنا الله من شر ذلك.
السؤال الحادى والعشرون: ما هو القرين وهل لكل واحد من بني آدم قرين وما كيفية التحصن منه؟
الجواب:
القرين هو شيطان تقترن حياته بحياة الانسان من ساعة ان يولد إلى أن يموت، وذلك ليجاهد الإنسان هذا القرين من بداية حياته، فيبدأ الأبوان في تحصين طفلهما ضده، وذلك بالآذان في أذنه اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى، وببعض آيات القرآن كسورتي الفلق والناس وبالحديث الشريف فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حصن الحسن والحسين عليهما السلام بقوله:
{اللهم إني أعيذهما بك من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة}. [رواه البخاري ومسلم]. إلى أن يكبر هذا الطفل فيتحصن من قرينه بالمجاهدة، وبطاعة الله وبالعلم، واتباع سبيل المؤمنين وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما من مولود إلا ويولد معه قرينه من الجن قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم}. [رواه مسلم من حديث ابن مسعود]. وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش}. [رواه البخاري ومسلم عن أنس].
وهذا الحديث الشريف يبين أن الشيطان ليس قرينًا ومصاحبًا للإنسان فحسب، ولكنه يتخلل أعضاءه وشرايينه وأوردته، وإن واجب المؤمن أن يضيق عليه المسالك، وأن يسد في وجهه هذه المجارى بطاعة الله وعبادته، وخاصة عبادة الصوم والذكر، فإن المؤمن إذا ذكر الله، ولى الشيطان هاربًا. وكذلك قراءة القرآن فإن الشيطان إذا سمعها أدبر مسرعًا.
السؤال الثاني والعشرون: هل الجن أعلم من بني آدم في الفنون والعلوم الكونية؟.
الجواب:
إن العلم كله ينحصر فى العلم كله، لكل نوع من انواع الكائنات علمهم، الذي به قوام حياتهم، وإن الاختراع وليد الحاجة، فإذا احتاج الكائن الحي لشيء، أخذ يفكر في كيفية الحصول على هذا الشيء، والجن قد يعلم بحاجات كثيرة، لا علم للإنسان بها، لأن الإنسان لا حاجة له فى العلم بها، حتى يبحث عنها، ولكن الإنسان هو أكمل الأنواع العاقلة علما، ودليل ذلك ان آدم عليه السلام أمره الله سبحانه وتعالى أن يعلم الملائكة وهم أفضل من الجن وأرقى منه فقال جل شأنه: ﴿ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ﴾. [33،البقرة]. وذلك بعد أن عجز الملائكة عن معرفة أسماء ما عرض عليهم من أشياء، وبناءً على ذلك فالإنسان أعلم من الجن بالفنون والعلوم المادية لأن الإنسان هو الذي أمره الله بعمارة الدنيا لشدة حاجته إليها، من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والانتقال والتعامل مع غيره من بنى جنسه والكائنات من حوله، والدفاع عن نفسه والتعلم والزواج وغير ذلك بخلاف الجن، فإنه يعيش عالة على الإنسان في كثير من حاجاته، كما مرت الاشارة الية فى هذا السفر ولأن الجن بسيط فى تكوينه، والإنسان مكون من جميع عناصر الوجود من الماء والهواء والتراب والنار ومن الروح، وإن كبر المبنى يدل على عظم المعنى، ولما وصف الله عمل الجن المسخرين لسيدنا سليمان عليه السلام بين الله ذلك بقوله : ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾. [13،سبأ]. فكان سيدنا سليمان يأمرهم بعمل أشياء يرسمها لهم ويحددها لهم، هذا هو العلم الذى تميز به الإنسان عن الجن، والجن لم يزد كونه عمالاً ينفذون المخطط الذى وضعه لهم عليه السلام، وقد ظهر من ذلك أن علمهم وفنهم يقصر عن الإنسان بكثير جدًا هذا وإن كبار العارفين رضى الله عنهم، كان لهم حكم على من يعتدى على الجن، وكان الجن يطيع أمرهم وقد رأيت منهم رجالاً لا يستطيع الجن مخالفتهم، لأن الله جعل لهم سلطاناً يقهرون به المعتدين من الجن على بني الإنسان. هذا النوع من الرجال اصبح نادرًا في هذا الوقت لأن صلتهم بالله عزَّ وجلَّ أخافت منهم السباع الكاسرة، والشياطين المتمردة، والظُّلام والجبابرة، مصدقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء}. [رواه أبو الشيخ عن أبي أمامة].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
السؤال الثالث والعشرون: هل درجة علم الجن بالشريعة الاسلامية مثل درجة علم الانسان بها؟
الجواب:
إن الإنسان أسبق إلى العلوم الدينية باعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة لهم أولاً قبل الجن، وبقدر هذا السبق فى الزمن بقدر ما بينهم من تفاوت فى درجات العلم بالدين.
وإن الجن المؤمن قد أخذ من الشريعة الاسلامية الأمور المتعلقة بعباداته ومعاملاته التى تتلاءم مع ظروفه وفطرته وحياته، وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وذلك لأن معاملاته مع بني جنسه غير معاملات الانسان مع بقية اخوانه.
وإن الإنسان الذي جعله الله شيخًا أو أستاذًا للملائكة هو كذلك بالنسبة إلى الجن وأزيد.
فإن الجن يتعلم من مشايخ المسلمين وائمتهم الكثير والكثير من أمور دينه.
وقد أخبرني بعض العارفين أنهم كانوا يشاهدون عالم الجن وهم يصلون خلفهم الصلوات المكتوبة وخاصة فى خلوتهم ومساجدهم الخاصة، فالإمام دائما أعلم بدين الله من المأموم وأفضل منه.
ولم نسمع أن إنسانا صلى خلف أحد من رجال الجن.
مع ملاحظة أن الجن تلقى الإيمان والإسلام وفرائض الدين عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشرف بصحبته، كما ورد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. إلى آخر الآيات التي تدل على تشرف الجن بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لحظة فى عمر الكائن العاقل إنْسِيًّا كان م جنيًّا أم ملكًا مقربًا نعمةٌ لا تَعْدِلهَا أي نعمة أخرى من نعم الدنيا كلها لأن لحظة واحدة بين يديه صلى الله عليه وسلم خير من عبادة سبعين سنة، وهذا المعنى قد ورد فى بعض الآثار فإن نظرة منه صلى الله عليه وسلم للمُؤْمِن ترفعه إلى الدرجات العالية، وتجعله في مصاف المقربين، اللهم عطف علينا قلبه الرحيم إنك يا مولانا مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
منقول من كتابه حوار حول غوامض الجن
لفضيلة الشيخ محمد على سلامة