عدد المشاهدات:
ما هي طريقة زواجهم ومعاملتهم وقضائهم وهل
للمرأة عندهم عدة طلاق وعدة وفاة وهل بينهم ظهار أو شغار وهل تقام حدود الله فيما
بينهم؟.
الجواب :
إن المؤمنين من الجن يلتزمون بجميع قضايا الإيمان والإسلام في
العقيدة والعبادة والمعاملة والقضاء والأخلاق، كما هو الشأن في المؤمنين من بني
الإنسان، وإن من الجن المؤمن من ينفذ أحكام الله وآدابه، وأن منهم من يتهاون فيها،
كما أن منهم الكافر والمنافق كما قررنا سابقًا وإن عالم الجن طوائف وقبائل وشعوب وأمم،
ولكل منهم وطن وأرض يقيم بها، وأن لهم دولاً وحكامًا وملوكاً ونظمًا يتعايشون بها،
وإن كانت هذه الامور كلها حسب طبيعة عالمهم، الذي لا يظهر ولا يتراءى للإنسان
ولكنه مرئي لهم ومعروف لديهم، فإن المعاني في المعاني مباني، وإن المعاني في
المباني معاني، فإن الملائكة والجن أعيان ظاهرة بالنسبة لبعضهم، وإن الجن
والملائكة بالنسبة للانسان معانى لا تظهر لنا، وإن كنا نرى آثارهما وندركها بالعلم
والحواس.
: هل للجن وظائف وأعمال يكتسبون
منها رزقهم وحاجتهم؟
الجواب:
نعم لأن كل مخلوقات الله لهم أعمال يتكسبون بها أرزاقهم وأقواتهم،
فإننا نرى أمم الحيوان والطير والوحوش والأسماك والحشرات والنمل والنحل، لكل منها
عمل يسعى به لاقتناص رزقه ولو كان هذا العمل فى ظاهره غدر واعتداء، كعمل السباع والوحوش
والتماسيح والحيتان ونحوها. هذا وإن الجن عالم عاقل ياكل ويشرب وقد رأيناه كيف يعمل
لحساب الإنسان الذي يسخره ويستخدمه، ويفعل الأعاجيب، وإن هذا العمل لا أعتقد أنه
بدون مقابل، اللهم إلا إن كان هذا الإنسان له قدرة خارقة، وهبها الله له، لاستخدام
عالم الجن كسيدنا سليمان عليه السلام. أو من كان وارثًا لحاله من هذه الأمة،
والدليل على أن الجن يأكل ويشرب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه: {إن الله
يكسو العظم لحمًا
كما كان ليطعمه الجن ويجعل العلف والغلة فى روث البهائم كما كانت من قبل ليطعمها
الجن وإنه يحرم على المسلم الاستنجاء بالروث وبالعظم لأنهما طعام الجن}. [ورد في الصحيحين عن أبي
هريرة].
ولا ريب في خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله
على كل شىء قدير.
لكن هذا لا يغني أن يكون للجن أطعمة وأشربة أخرى فقد ورد أن
الشيطان يأكل ويشرب مع الإنسان الذي لم يسم الله فى طعامه ولا شرابه، والشيطان هو
جن كافر، وقد قال الله تعالى لإبليس لعنه الله وهو أصل المردة من الجن والشياطين :
﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾. [64،الإسراء]. يعنى
يشارك أولياءه وأتباعه من الكافرين والمنافقين والفاسقين من الإنس في أكلهم وشربهم
ونكاحهم وسكنهم ولبسهم وفى جميع أعمالهم، حتى لا يكون فيها خير ولا بركة، أعاذنا
الله من شر ذلك.
منقول من كتاب حوار حول غوامض الجن
لفضيلة الشيخ محمد على سلامة
وكيل وزارة الاوقاف ببورسعيد سابقا