عدد المشاهدات:
قوله تعالى: ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)i
المرض هو الآفة التى تحل بالعضو لضعفه أو لفساد مزاج من الأمزجة . والطبيب النطاسى هو من يعالج الأمزجة لا من يعالج مركز المرض . وتلك المعالجة هى ما كان عليها أطباء المسلمين .. وقد رجع إليها الطب الحديث – وإن أطباء هذا العصر يجهلون كثيرا من وظائف الأعضاء . وما علموا منها إلا ما دوّنه أطباء المسلمين فى كتبهم .. وأما ما كان يعلمه كبار الأطباء من المسلمين بطول التجارب .
وبتزكية النفس بالتقوى وبما أودعه الله فى قلوبهم من الرحمة بالخلق فذلك لا يدركه علماء عصرنا هذا لفقدهم أسباب الوصول إليه , قال سبحانه :]وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ [والمرض لا يرى , ولكن تُرى أعراضه من ألم العضو وصفرة اللون وذبول الجسم أو بواسطة ( كشف الأشعة ) و وكم من مريض لا يحس بألم ولا بذبول جسم فلا يشعر كالمرضى بالديدان فى أمعائهم أو بالحصى فى المثانة أو الكليتين أو الزائدة المعوية ( القولنج ) بأن تلك الأمراض توجد فى الجسم زمناً طويلا من غير أن يحس بها المريض , فإذا حصل مرض آخر أهاج تلك الأمراض كلها . وقد تقدم أن الألم يسمى مرضاً . وهؤلاء المنافقون فى قلوبهم شك وريب جعلهم فى أشد الآلام حسداً وغيظاً . ولم يقل سبحانه وقلوبهم مريضة لأن القلوب المريضة لا يؤاخذ صاحبها كالممرورين . وكم أفسدوا قواهم العقلية بتناول المسكرات والمخدرات. وهؤلاء يُعَجٌلُ الله لهم العذاب فى الدنيا لأنهم خالفوا الشريعة وأضروا أنفسهم فيعيشون فى الدنيا فى ذل ومهانة من الجوع والعرى والألم , لأنهم لم يرحموا أنفسهم ويعذبون يوم القيامة على ارتكابهم ما أضاعوا به جوهرة العقل الذى يعيشون به فى هناءة وعلم وعبادة .
وفى هذه الآية إشارة لطيفة وهى أن الصحة الروحانية لا تتحقق إلا بعلم التوحيد والعمل بها أمر الله به واجتناب ما نهى عنه , وبذلك يكون كل مخالف للشريعة مريضا بما فى قلبه من الريب والشك , أم من العقائد الباطلة والآراء المضلة والمذاهب الفاسدة , ولو أنه كان متمتعاً بالصحة الروحانية لظهرت أعراضها عليه من الاستقامة والهداية والمسارعة إلى محاب الله ومراضية سبحانه , وما ظن عقل من يعتقد عقيدة باطلة بإنكار أخبار القرآن أو بإهانة أحكام الله تعالى إلا كذبته الحقائق . وكيف لا والنفوس خمسة أنواع : نباتية , حيوانية , وإبليسية , وملكوتية , وقدسية . فكل نفس تسلطت على الإنسان قهرته على القيام بما تقتضيه , فكم من شيطان فى صورة إنسان بل ومن سبع كاسر وثعلب خاتل . وخنزير نجس . وثعبان لاذع فى صورة إنسان . قال تعالى : ]شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنّ[ وقال جل جلاله ]إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[. وإنما تتميز تلك النفوس بآثارها فى الإنسان . قوله تعالى :]فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً[.
أى فزادهم الله بما يظهر من نصرة نبيه وتأييده ورفع شأن أصحابه . ومن التمكين فى الأرض بإذلال أعدائنا , ]مَرَضاً[يعنى ألماً فى القلوب فانتقلوا من شك وريب إلى جحود وعناد . ولولا سيف الإسلام المسلول على رءوسهم لكانوا شرا من الكفار المجاهرين .
من اسرار القرآن للامام محمد ماضى ابو العزائم
المرض هو الآفة التى تحل بالعضو لضعفه أو لفساد مزاج من الأمزجة . والطبيب النطاسى هو من يعالج الأمزجة لا من يعالج مركز المرض . وتلك المعالجة هى ما كان عليها أطباء المسلمين .. وقد رجع إليها الطب الحديث – وإن أطباء هذا العصر يجهلون كثيرا من وظائف الأعضاء . وما علموا منها إلا ما دوّنه أطباء المسلمين فى كتبهم .. وأما ما كان يعلمه كبار الأطباء من المسلمين بطول التجارب .
وبتزكية النفس بالتقوى وبما أودعه الله فى قلوبهم من الرحمة بالخلق فذلك لا يدركه علماء عصرنا هذا لفقدهم أسباب الوصول إليه , قال سبحانه :]وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ [والمرض لا يرى , ولكن تُرى أعراضه من ألم العضو وصفرة اللون وذبول الجسم أو بواسطة ( كشف الأشعة ) و وكم من مريض لا يحس بألم ولا بذبول جسم فلا يشعر كالمرضى بالديدان فى أمعائهم أو بالحصى فى المثانة أو الكليتين أو الزائدة المعوية ( القولنج ) بأن تلك الأمراض توجد فى الجسم زمناً طويلا من غير أن يحس بها المريض , فإذا حصل مرض آخر أهاج تلك الأمراض كلها . وقد تقدم أن الألم يسمى مرضاً . وهؤلاء المنافقون فى قلوبهم شك وريب جعلهم فى أشد الآلام حسداً وغيظاً . ولم يقل سبحانه وقلوبهم مريضة لأن القلوب المريضة لا يؤاخذ صاحبها كالممرورين . وكم أفسدوا قواهم العقلية بتناول المسكرات والمخدرات. وهؤلاء يُعَجٌلُ الله لهم العذاب فى الدنيا لأنهم خالفوا الشريعة وأضروا أنفسهم فيعيشون فى الدنيا فى ذل ومهانة من الجوع والعرى والألم , لأنهم لم يرحموا أنفسهم ويعذبون يوم القيامة على ارتكابهم ما أضاعوا به جوهرة العقل الذى يعيشون به فى هناءة وعلم وعبادة .
وفى هذه الآية إشارة لطيفة وهى أن الصحة الروحانية لا تتحقق إلا بعلم التوحيد والعمل بها أمر الله به واجتناب ما نهى عنه , وبذلك يكون كل مخالف للشريعة مريضا بما فى قلبه من الريب والشك , أم من العقائد الباطلة والآراء المضلة والمذاهب الفاسدة , ولو أنه كان متمتعاً بالصحة الروحانية لظهرت أعراضها عليه من الاستقامة والهداية والمسارعة إلى محاب الله ومراضية سبحانه , وما ظن عقل من يعتقد عقيدة باطلة بإنكار أخبار القرآن أو بإهانة أحكام الله تعالى إلا كذبته الحقائق . وكيف لا والنفوس خمسة أنواع : نباتية , حيوانية , وإبليسية , وملكوتية , وقدسية . فكل نفس تسلطت على الإنسان قهرته على القيام بما تقتضيه , فكم من شيطان فى صورة إنسان بل ومن سبع كاسر وثعلب خاتل . وخنزير نجس . وثعبان لاذع فى صورة إنسان . قال تعالى : ]شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنّ[ وقال جل جلاله ]إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[. وإنما تتميز تلك النفوس بآثارها فى الإنسان . قوله تعالى :]فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً[.
أى فزادهم الله بما يظهر من نصرة نبيه وتأييده ورفع شأن أصحابه . ومن التمكين فى الأرض بإذلال أعدائنا , ]مَرَضاً[يعنى ألماً فى القلوب فانتقلوا من شك وريب إلى جحود وعناد . ولولا سيف الإسلام المسلول على رءوسهم لكانوا شرا من الكفار المجاهرين .
من اسرار القرآن للامام محمد ماضى ابو العزائم