آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 16 أبريل 2017

- الفرق بين نظرة السالك ونظرة الهالك.

عدد المشاهدات:


جِلاءُ الْقُــلُوب . 
كيف نصل إلى اليقين ؟
هذا كما وضَّحه لنا ربُّنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ عندما يستيقظ المرء من الغفلة ، ويتنبه من الجهالة ، فيسارع إلى مرآة قلبه يصفِّيها ، ويجلوها بذكر الله .. ، والتوبة النصوح لحضرة الله .. ، ولا يزال بها ....... حتى تصير مرآة ناصعة !!! تظهر فيها الحقائق التي بثَّها الله في الأكوان ......!!!.....
سيدنا يعقوب عليه السلام ، رأى في مرآة قلبه قميص يوسف وهو خـارج من هنا- من مصر ،
وقال لأبنائه ... ومن حوله : ...
 (  إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ )  سورة يوسف
ومن عجيب صنع الله عزوجل أن التلسكوب الفلكي عبارة عن مرآة فيها الكائنات العلوية ، وكلما كبرت كلما يظهر فيها من عوالم الله أكثر ، وكلما تصفو كلما تبيّن مجرات ونجوم أكثر وأكثر.......
وهكذا الأمر يا أخواني بالنسبة للسالكين في طريق الله عزوجل . فالذي يطهِّر مرآة نفسه ، يكشف له الله سبحانه وتعالى اللبس ، فلا يرى شيئاً في عالم الدنيا إلاّ ويكشف الله له عن حقيقته ، كما كشف لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الأكوان ، فيرى الناس أهل الغفلة الدنيا في صورة إمرأة جميلة عليها من كل زينة خلقها الله ، ويراها صاحب البصيرة بعين بصيرته كامرأة عجوز شوهاء ... قد أوشكت على مفارقة الحياة
هذا هو الفرق بين نظرة السالك ونظرة الهالك.
فالهالك يرى بهجة الدنيا ، وزخارفها ، وزينتها ، ونضارتها، فتغرُّه وتضرُّه ، والسالك يراها بعد صفاء مرآة نفسه ، فيرى أنها دار زوال لا دار إقبال ، ودار فناء وعناء ، لا دار سعادة وهناء ، فينزع عن زخارفها وزينتها طمعاً في المباهج الباقية ، وأملاً في رحمة الله  ونعيمه الذي لا ينفد في دار رضوانه وجناته !
وهذا الذي يجعلهم لا يركنون إلى الدنيا ، ولا يميلون إليها ويزهدون فيها ، وإلا فكيف يزهد في الدنيا من غير أن يرى حقيقتها ؟ !! ، وكيف تنزع نفسه عن الركون إلى الدنيا ! ؟ ، وهو يرى زينتها ! ، وبهجتها ! ، وزخارفها .... هي الهمُّ الأعظم والشأن الأكبر عنده ؟ !!!!!
فلابد أن يجلو مرآة نفسه ، ويرى الدنيا بالعين التي رآها بها أنبياء الله ، ورسل الله ، والصالحون من عباد الله عزوجل ، لكن الذي يراها بعين الهالكين- فرعون وقارون
وهامان ومن على أثـرهم - والعياذ بالله- فإنه هو الذي يتيه ويضلُّ سعيه في هذه الحياة ، وفيهم يقول الله عزوجل :
[  `وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ] الإسراء
ما معنى أعمى ؟...عن الحقائق التي أوجدها الله عزوجل  في الكائنات ، والمصنوعات ، والتي لا يطَّلع عليها ولا يراها إلاّ من سار على درب الصالحين ، ونظر بالعين التي توهب من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ..... فمثل هذا فإنه يحتاج الحالة التي كان عليها الصالحون- ولا زالت إلى يوم الدين.

-----------------------------------

🌹 اشراقة من كتاب اشراقات الإسراء (الجزء الأول)
🌹 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير