عدد المشاهدات:
عندما يرى خليفة الأمة أن القائد العام يترك منصبه ويتحوّل إلى جندي،
ولا يتأثر القائد ولا يتغير ولا يفتر ولا يترك الجهاد ويذهب إلى منزله معترضاً على هذا التصرف،
بل إن خالد بن الوليد رضى الله عنه عندما كان في رتبة تعد أعلى من قائد الجيش-
باعتبار علو الرتبة العسكرية العليا تكون بعدد المعارك التى خاضها،
ولايوجد في التاريخ قائدٌ خاض أكثر من مائة معركة وانتصر فيها كلها،
وكل معركة لها تكتيكٌ جديد يحتاج إلى مدارسة كلية الأركان في أنحاء العالم كخالد بن الوليد –
ومع ذلك جاءه خطاب العزل وهو في معمعة القتال!
والعزل يعني أن يصير جندياً ولا يُعفي من الخدمة! فرضي وأطاع الأمر!
وجاءه أحد المنافقين وقال: كيف تُعزل وأنت من أنت؟!
إن معي مائة ألف سيف أوقفتها معك! فلا تنفذ الأمر وكلنا معك!
قال: بئسما ما تطلبه مني يا أخي!، أنا مجاهدٌ في سبيل الله ولا يهمني في ذلك أن أكون قائداً أو جنديا!!
نحن في أمسِّ الحاجة إلى نفوس تربت هذه التربية،
لأن خالداً لم يكن مقتنعاً بقرار عمر لأنه لم يخطىء حتى يعاقب،
ولكنه يعلم أن عمر عزله خوفاً على المسلمين أن يفتنوا بخالد في الحرب،
وعمر يربي الأمة على كمال اليقين بالله،
فانحاز خالد لمصلحة الجماعة بلا جدال ولا نقاش، لأنه تربَّى التربية الإيمانية على المائدة المحمديَّة؛
وهذا بالضبط ما يحتاج إليها المجتمع المسلم لينهض من كبوته وليعيد مجد الأمة مرة أخرى!
فكيف نتوصَّل لذلك؟
هل بالكتب والقراءة والإطلاع كما يقول البعض؟
هل بالخطب والمواعظ والفضائيات؟
لا .... بل باستعادة النهج النبوى للتربية كما قال عزَّ وجلَّ:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)
(151- البقرة)
................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد