عدد المشاهدات:
الحقيقة التي يجب أن يعيها المؤمن أنه لا تعليم إلا بعد تزكية النفس - قال تعالى { كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم ءاياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } (البقرة:151) ، لأن كل علم يحصله الإنسان قبل تزكية النفس يسمى فَناً. ومعنى ذلك أن تزكية النفوس مقدمة على تلقي الدروس، فهي لا تنفع صاحبها إلا إذا نزلت في ماعون طاهر نقي سليم، ولا يسلم الماعون (وهو القلب) من العيوب وأدران الذنوب والغفلة إلا إذا فتحت له أبواب المعرفة التي يفتحها الفتاح سبحانه بنور فضله وبسر رحمته {..أم على قلوب أقفالها } (محمد:24) ولا بد للأقفال من مفاتيح، والمفاتيح عنده سبحانه {..وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو }(الأنعام:59). وإذا فتح من القلب ولو قدر سمّ الخياط ( ثقب الإبرة ) تنزلت على أرض هذه القلوب أنهار المعارف الإلهية بل ومحيطات الحكم الربانية لأن الله تعالى يقول { أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدَرها فاحتمل السيل زبدًا رابيا } (الرعد:17)، فالماء ينزل من السماء، والماء أيضا ماء العلم والحكمة والمعرفة يتنزل من سماء الفضل الإلهي فتسيل الأودية وهى أودية القلوب بقدرها، ولكل قلب سعة .. نسأل الله تبارك وتعالى وسعة قلوبنا حتى نكرم بالقلب المحيط، ومن منطلق هذا المعنى يصلي إمامنا أبو العزائم على سيدنا رسول الله r صلاة إظهار المقام فيقول [ اللهم صل وسلم على محيطالجمال والكمال، المتفرع من بحار معارفه أنهار الهدايات الربانية ].
قلنا إن تزكية النفوس مقدمة على تلقى الدروس. والدروس تستنبط من كلام الله وكلام الله طهور، ومن سنة سيدنا رسول الله وسنته r نور، ومن سير السلف الصالح وسيرهم نور من نور رسول الله ، والطهور والنور لا يدخلان إلا المواعين الطاهرة السليمة، فالعلم ماء، وماء السماء طهور، ولكن الحكم يتغير بتغير المكان الذي ينزل عليه، وعلى حسب المكان الذي ينزل فيه الماء يكون الحكم بطهارته .. وعلى قدر صفاء القلب وسلامته يكن حسن السماع. وإذا أحسن العبد السماع بسر تزكية النفس ميز بين الحسن والأحسن، فترك الحسن مع حسنه واتبع الأحسن ممثلا في صاحب القول الأحسن ليدخل في البشرى التي أعدها الله لنا في قوله سبحانه { فبشر عباد ~ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }(الزمر:17،18). وتزكية النفوس لا تتيسر إلا بالسير على منهاج وأخلاق رسول الله r وبحرارة الشوق إليه r . والشوق حرارة تسرى في أرجائك ظاهرا وفى حقيقتك باطنا، وهو نور تنزلٍ وفيه أسرار. وإذا اشتقتَ إلى ما فيك من أنوار وأسرار باريك سبحانه فكن على يقين بسر هذا الشوق، فالشوق لما فيك منه - أي لرؤية ما فيك من صورة جمالية كمالية - شوق على طريق السير والسلوك إلى الله ورسوله. وإذا اشتقتَ لما فيك منه عكفت على معرفة نفسك وتلمستَ الطرق إليها، قال r [ من عرف نفسه فقد عرف ربه ] (رواه السيوطي في الدرر المنثورة)، وتدبر فإنك إذا شكرتَ فشكرك لنفسك، وإذا اهتديتَ فهدايتك لنفسك، ونهاية الوصول وصولك لمعرفة نفسك - قال تعالى {من شكر فإنما يشكر لنفسه } (النمل:40) { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه }(يونس:108)، وقال تعالى لحبيبه ومصطفاه r { وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } (النساء:63).
قلنا إن تزكية النفوس مقدمة على تلقى الدروس. والدروس تستنبط من كلام الله وكلام الله طهور، ومن سنة سيدنا رسول الله وسنته r نور، ومن سير السلف الصالح وسيرهم نور من نور رسول الله ، والطهور والنور لا يدخلان إلا المواعين الطاهرة السليمة، فالعلم ماء، وماء السماء طهور، ولكن الحكم يتغير بتغير المكان الذي ينزل عليه، وعلى حسب المكان الذي ينزل فيه الماء يكون الحكم بطهارته .. وعلى قدر صفاء القلب وسلامته يكن حسن السماع. وإذا أحسن العبد السماع بسر تزكية النفس ميز بين الحسن والأحسن، فترك الحسن مع حسنه واتبع الأحسن ممثلا في صاحب القول الأحسن ليدخل في البشرى التي أعدها الله لنا في قوله سبحانه { فبشر عباد ~ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }(الزمر:17،18). وتزكية النفوس لا تتيسر إلا بالسير على منهاج وأخلاق رسول الله r وبحرارة الشوق إليه r . والشوق حرارة تسرى في أرجائك ظاهرا وفى حقيقتك باطنا، وهو نور تنزلٍ وفيه أسرار. وإذا اشتقتَ إلى ما فيك من أنوار وأسرار باريك سبحانه فكن على يقين بسر هذا الشوق، فالشوق لما فيك منه - أي لرؤية ما فيك من صورة جمالية كمالية - شوق على طريق السير والسلوك إلى الله ورسوله. وإذا اشتقتَ لما فيك منه عكفت على معرفة نفسك وتلمستَ الطرق إليها، قال r [ من عرف نفسه فقد عرف ربه ] (رواه السيوطي في الدرر المنثورة)، وتدبر فإنك إذا شكرتَ فشكرك لنفسك، وإذا اهتديتَ فهدايتك لنفسك، ونهاية الوصول وصولك لمعرفة نفسك - قال تعالى {من شكر فإنما يشكر لنفسه } (النمل:40) { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه }(يونس:108)، وقال تعالى لحبيبه ومصطفاه r { وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } (النساء:63).