عدد المشاهدات:
السؤال الخامس عشر: هل يرتقى الجن فى المقامات؟.
الجواب :
نعم إن الجن مخلوق عاقل مكلف بالعبادة، وبجميع أحكام الدين المتعلقة بفعل الخير واجتناب الشر، كالإنسان تماماً.
وأن المؤمنين من الجن يتنافسون فيما بينهم فى عمل الصالحات والقربات، ويجاهدون أنفسهم وعناصرهم وأهواءهم وحظوظهم في طاعة الله ورسوله، وكل منهم يرتقى على حسب قوة اعتقاده، وحركة جهاده ولقد كان إبليس لعنه الله من الجن المؤمن، وأخذ يرتقي في المنازل والدرجات حتى صار مع الملائكة فى الملكوت الأعلى، وتلطفت ناريته وتهذبت عناصره إلى أن كان يدعى بطاووس الملائكة.
ومعنى ذلك أنه تحلى بالحلل والرياش الفاخرة من المعانى والمباهج والآداب الراقية من العلم والمعرفة والطاعة والعبادة والذكر والفكر والشكر والتسبيح والتحمد والتقديس والتهليل والتكبير وغير ذلك من العبادات، وفي آخر لحظة غره حاله، وحكم عليه طبعه، وارتد والعياذ بالله عن الايمان وكفر بالله العظيم، وقد كان فى أرقى المقامات، وغلبت عليه شقوته، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، نعوذ بالله من السلب بعد العطاء، ومن الشقاء بعد الهناء، انه سميع عليم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
السؤال السادس عشر : كيف آمن الجن بالإسلام؟
الجواب : إن الجن لما منعوا من استماع أخبار السماء كما كانوا من قبل، ورجموا بالشهب أخذوا يبحثون عن علة ذلك، فعرفوا أن النبي الخاتم قد بعثه الله، فانصرفوا إليه وتوجهوا إلى رسول الله يطلبون منه أن يبلغهم ما أرسل به، وفى هذا المعنى يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. وكان هذا النفر من الجن هم من أكابرهم ورؤساءهم، فآمنوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء به من عند الله، ثم ذهبوا بعد ذلك إلى أقوامهم، يبلغونهم دين الله الحق. وبطبيعة الحال كان من الجن من قَبِلَ الدعوة وآمن. وكان منهم من أعرض وكفر، ولما توجه رسول الله إليهم ليبلغهم رسالة الله قال لأصحابه وهو بمكة: {من أحب منكم أن يحضر أمر الجن الليلة فليفعل}. فلم يذهب معه أحد غير عبد الله بن مسعود قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي رسول الله برجله خطاً ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق، فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر فانطلق فتبرز ، ثم أتاني فقال: {ما فعل الرهط؟} قلت هم أولئك يا رسول الله فأعطاهم عظمًا وروثًا زادًا ثم نهى أن يستطيب أحد بروث أو عظم، وهذا الحديث رواه ابن جرير بسنده عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، وإن هذا الحديث الشريف يبين كيفية دعوتهم ودخولهم في الإسلام، ويبين أيضا من هم حيث جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا لابن مسعود لا يتعداه ولو تخطاه لأذوه.
السؤال السابع عشر : هل بلغتهم جميع أحكام الإسلام وآدابه بهذه الكيفية التى مرت فى الاجابة السابقة؟
الجواب:
يجوز أن يكون الأمر كذلك، ويجوز أن يكون قد سمح لهم رسول الله بالحضور مع إخوانهم الإنس مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليتلقوا عنه القران والسنة، وجميع أحكام الإسلام وآدابه ولكن بشرط أن لا يؤذوا أحدًا من المسلمين، ولا من غيرهم فى سبيل ذلك.
وإن الذي يهمنا هو اليقين بأن الدعوة قد بلغتهم، وأن الحجة قد قامت عليهم، وأنهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشياء كثيرة من أمور الدين المتعلقة بهم، وأن رسول الله كان يجيبهم وأنهم آمنوا وأسلموا وأخبر القران عنهم بذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾. [14،الجن].
السؤال الثامن عشر: هل آمن الجن بالرسل السابقين وكان منهم يهود ونصارى ومجوس وغيرهم؟
الجواب:
نعم لأن الجن مكلف تمامًا مثل الإنس، بتوحيد الله وبطاعته وذلك مصداق قول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. [56،الذاريات]. وأن ذلك مقرر فى جميع الشرائع والديانات السابقة على الاسلام ، وهذا علاوة على أن الله عزَّ وجلَّ أرسل إليهم رسلاً من جنسهم، ليبلغوا رسالات الله ويدل على ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا﴾. [130،الأنعام]. فقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية الشريفة أن الله قد أرسل رسلاً كثيرين من الإنس ورسلاً قليلين من الجن. جاء ذلك فى تفسير ابن كثير ويدل على ذلك أيضا المدة الطويلة التي مضت على الجن قبل خلق الإنسان، فإن الله أمر الجن أن يؤمن به وأن يعبده بفرائض وواجبات ألزمه بها، وقد كان ذلك عن طريق الرسل الذين أرسلهم الله إلى الجن من جنسهم وأيضا يدل على ذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾. [4،إبراهيم]. وأن الجن قد تختلف لهجته كثيرًا عن بني الإنسان، فكان لهم رسل من جنسهم ويدل على ذلك أيضاً قول الله تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾. [24،فاطر]. وأن الجن أمم كالإنس تماما، ولذلك كان لهم منذرون ومبشرون من جنسهم، حتى لا يحتجوا بأن الرسل الذين بعثهم الله إليهم لم يكونوا من جنسهم ولم يتمكنوا من الأخذ عنهم والانتفاع بهم، وهذا لا يمنع أن الله أرسل إليهم رسلاً من الإنس كما أرسل إليهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الله ختم به جميع الرسالات من الإنس والجن والملائكة، ومنحه الله خواص كل نوع من الأنواع العاقلة حتى يخاطبهم على قدرهم، وعلى حسب خصوصياتهم، ويعطي لكل منهم حقه من دين الله ورسالاته فإنه صلى الله عليه وسلم النبى الوحيد والرسول الفريد الذى جعله الله رحمة لجميع العالمين. وأن الرحمة حقيقتها هى إغاثة الكائن الحي من الشقاء والعناء والعذاب الأليم، وإدخاله في حصون الهداية والأمن والسلامة، فما أعظمها من رحمة، وما أجَلَّ سعادة العالمين بها.
الجواب :
نعم إن الجن مخلوق عاقل مكلف بالعبادة، وبجميع أحكام الدين المتعلقة بفعل الخير واجتناب الشر، كالإنسان تماماً.
وأن المؤمنين من الجن يتنافسون فيما بينهم فى عمل الصالحات والقربات، ويجاهدون أنفسهم وعناصرهم وأهواءهم وحظوظهم في طاعة الله ورسوله، وكل منهم يرتقى على حسب قوة اعتقاده، وحركة جهاده ولقد كان إبليس لعنه الله من الجن المؤمن، وأخذ يرتقي في المنازل والدرجات حتى صار مع الملائكة فى الملكوت الأعلى، وتلطفت ناريته وتهذبت عناصره إلى أن كان يدعى بطاووس الملائكة.
ومعنى ذلك أنه تحلى بالحلل والرياش الفاخرة من المعانى والمباهج والآداب الراقية من العلم والمعرفة والطاعة والعبادة والذكر والفكر والشكر والتسبيح والتحمد والتقديس والتهليل والتكبير وغير ذلك من العبادات، وفي آخر لحظة غره حاله، وحكم عليه طبعه، وارتد والعياذ بالله عن الايمان وكفر بالله العظيم، وقد كان فى أرقى المقامات، وغلبت عليه شقوته، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، نعوذ بالله من السلب بعد العطاء، ومن الشقاء بعد الهناء، انه سميع عليم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
السؤال السادس عشر : كيف آمن الجن بالإسلام؟
الجواب : إن الجن لما منعوا من استماع أخبار السماء كما كانوا من قبل، ورجموا بالشهب أخذوا يبحثون عن علة ذلك، فعرفوا أن النبي الخاتم قد بعثه الله، فانصرفوا إليه وتوجهوا إلى رسول الله يطلبون منه أن يبلغهم ما أرسل به، وفى هذا المعنى يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾. [29،الأحقاف]. وكان هذا النفر من الجن هم من أكابرهم ورؤساءهم، فآمنوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبكل ما جاء به من عند الله، ثم ذهبوا بعد ذلك إلى أقوامهم، يبلغونهم دين الله الحق. وبطبيعة الحال كان من الجن من قَبِلَ الدعوة وآمن. وكان منهم من أعرض وكفر، ولما توجه رسول الله إليهم ليبلغهم رسالة الله قال لأصحابه وهو بمكة: {من أحب منكم أن يحضر أمر الجن الليلة فليفعل}. فلم يذهب معه أحد غير عبد الله بن مسعود قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي رسول الله برجله خطاً ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق، فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر فانطلق فتبرز ، ثم أتاني فقال: {ما فعل الرهط؟} قلت هم أولئك يا رسول الله فأعطاهم عظمًا وروثًا زادًا ثم نهى أن يستطيب أحد بروث أو عظم، وهذا الحديث رواه ابن جرير بسنده عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، وإن هذا الحديث الشريف يبين كيفية دعوتهم ودخولهم في الإسلام، ويبين أيضا من هم حيث جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا لابن مسعود لا يتعداه ولو تخطاه لأذوه.
السؤال السابع عشر : هل بلغتهم جميع أحكام الإسلام وآدابه بهذه الكيفية التى مرت فى الاجابة السابقة؟
الجواب:
يجوز أن يكون الأمر كذلك، ويجوز أن يكون قد سمح لهم رسول الله بالحضور مع إخوانهم الإنس مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليتلقوا عنه القران والسنة، وجميع أحكام الإسلام وآدابه ولكن بشرط أن لا يؤذوا أحدًا من المسلمين، ولا من غيرهم فى سبيل ذلك.
وإن الذي يهمنا هو اليقين بأن الدعوة قد بلغتهم، وأن الحجة قد قامت عليهم، وأنهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشياء كثيرة من أمور الدين المتعلقة بهم، وأن رسول الله كان يجيبهم وأنهم آمنوا وأسلموا وأخبر القران عنهم بذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾. [14،الجن].
السؤال الثامن عشر: هل آمن الجن بالرسل السابقين وكان منهم يهود ونصارى ومجوس وغيرهم؟
الجواب:
نعم لأن الجن مكلف تمامًا مثل الإنس، بتوحيد الله وبطاعته وذلك مصداق قول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. [56،الذاريات]. وأن ذلك مقرر فى جميع الشرائع والديانات السابقة على الاسلام ، وهذا علاوة على أن الله عزَّ وجلَّ أرسل إليهم رسلاً من جنسهم، ليبلغوا رسالات الله ويدل على ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا﴾. [130،الأنعام]. فقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية الشريفة أن الله قد أرسل رسلاً كثيرين من الإنس ورسلاً قليلين من الجن. جاء ذلك فى تفسير ابن كثير ويدل على ذلك أيضا المدة الطويلة التي مضت على الجن قبل خلق الإنسان، فإن الله أمر الجن أن يؤمن به وأن يعبده بفرائض وواجبات ألزمه بها، وقد كان ذلك عن طريق الرسل الذين أرسلهم الله إلى الجن من جنسهم وأيضا يدل على ذلك قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾. [4،إبراهيم]. وأن الجن قد تختلف لهجته كثيرًا عن بني الإنسان، فكان لهم رسل من جنسهم ويدل على ذلك أيضاً قول الله تعالى: ﴿وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾. [24،فاطر]. وأن الجن أمم كالإنس تماما، ولذلك كان لهم منذرون ومبشرون من جنسهم، حتى لا يحتجوا بأن الرسل الذين بعثهم الله إليهم لم يكونوا من جنسهم ولم يتمكنوا من الأخذ عنهم والانتفاع بهم، وهذا لا يمنع أن الله أرسل إليهم رسلاً من الإنس كما أرسل إليهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الله ختم به جميع الرسالات من الإنس والجن والملائكة، ومنحه الله خواص كل نوع من الأنواع العاقلة حتى يخاطبهم على قدرهم، وعلى حسب خصوصياتهم، ويعطي لكل منهم حقه من دين الله ورسالاته فإنه صلى الله عليه وسلم النبى الوحيد والرسول الفريد الذى جعله الله رحمة لجميع العالمين. وأن الرحمة حقيقتها هى إغاثة الكائن الحي من الشقاء والعناء والعذاب الأليم، وإدخاله في حصون الهداية والأمن والسلامة، فما أعظمها من رحمة، وما أجَلَّ سعادة العالمين بها.