عدد المشاهدات:
السالك هو إنسان انكشفت له حقيقة هذه الحياة الدنيا فأيقن بزوالها وانه راجع إلى الله كادحا في العودة إليه فأنه يقطع أنفاسه مرور الزمن فى الإسراع إلى لقائه جل شأنه
التحلى بالصفات الكريمة
فاشتدت رغبه هذا الإنسان بل وألحت عليه ضرورة الرجوع إلى الله فى أن يتعرف على الله وان يطلب الله وان يجاهد نفسه فى معرفه أخلاق الله وآداب الله وصفات الله وأسماء الله وبعد معرفته لله سبحانه
وتحققه بكمال رأفته وشفقته وعظيم حنانه ورحمته جل جلاله بألانسان
فعند ذلك يحصل له وجدان وشوق وإحساس قوي يبعث فى نفسه الوله والاحتراق والعشق الشديد إلى التخلق لمعاني أخلاق الله وصفاته الكريمة وأسمائه الحميدة
لأن الله سبحانه وتعالى يحب فى العبد المؤمن أخلاقه وصفاته كألاحسان والكرم والشفقة والرحمة والعطف والمودة والحنان والنصح والإرشاد والصبر والرضا.
والسالك يسير على الصراط المستقيم يقطع المسافات والمراحل الى معرفه الله وحب الله ومزج كل مافى الوسع فى ترك صفات البهائم وأخلاق الشياطين حتي يتحقق الإنسان بإنسانيته وان له مركزا خاصا بين العوالم ومكانه رفيعة فوق كل المخلوقات وهو مقام الإنسان الذي خلقه الله فى أحسن تقويم
التخلى عن اوصاف البهائم
وكذلك يعتقد الإنسان أن الله قد ابتلاه بأخلاق البهائم وأوصاف الشياطين ليحرز شرف الجهاد الدائم فى ذات الله ويقول له بجهاده مقام لايصل إليه ملك مقرب وأخلاق البهائم هي شهوه الأكل والشرب والنكاح والراحة وغيرها من صفات البهائم الخاصة العجماوات كالجور والتعدي وهذه الصفات وان كان يشترك الإنسان فيها مع البهائم
التوسط والاعتدال
لكن الانسان المؤمن جاهد نفسه فى تهذيبها وتذكيتها والتوسط والاعتدال فيها فأخذ من هذه الصفات ماهو ضروري لحياته ولبقاء نوعه الإنساني فيكون أكله ضرورة وشربه ضروره ونومه ضرورة ونكاحه ضرورة فلا تكون هذه الأشياء مقصوده لذاتها ولا مطلوبة لملاءتها للميول والأهواء وموافقتها لطبيعة النفس ولأكن يأخذ المؤمن منها بقدر حاجته بحيث يتفرغ لمهمته العظمي ورسالته الكبرى التي جاء من اجلها وهي معرفه الله وعبادته وحبه سبحانه والتقرب إليه جل جلاله والمصارعة فيما يحبه ويرضاه والبعد عما يبغضه الله ويكرهه والقيام بعماره هذه الحياة بالخير و العدل والتسامح والصفاء والحب والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها
البعد عن أخلاق الشياطين
والسالك لابد أن يتخلى عن الفطر التي فطر الإنسان عليها ويبتعد عن اخلاق الشياطين كالبعد عن الكبر والحسد والظلم والفساد والعداوة والشحناء والبغضاء والكراهية والأحقاد والإضغان والبغي والتفريق بين الناس وغير ذلك من صفات الشياطين التي ابتلى بها الإنسان
أوقات السالك
والسالك قسم أوقاته وقتا للعبادة ووقت للعمل ووقت للراحة واكله وشربه وشهوته فى الحلال ووقت لطلب العلم النافع الذى تذكو به نفسه ووقت يتفكر فيه فى كل مخلوقات الله والسالك أعطي كل ذي حق حقه فيعطي للجسم حقه وللأهل والصديق حقه وللمسلم والكافر حقه ومع ذلك كله اخلص النية لله وصدق العزيمة فى نول رضوان الله وجدد التوبة فى كل مرحله من المراحل حتي ينتهي به الحال الى تغيير أحواله فيحصل له الشوق والوله والحنين الى الله وذلك لايكون الا بصحبه مرشد وعالم عامل وذلك هو نهايه السالكين .وبدايه الواصلين
من كتاب انور التحقيق
لفضيلة الشيخ محمد على سلامة
وكيل وزارة الاوقاف ببور سعيد
جزاه الله عنا خير الجزاء