عدد المشاهدات:
دائماً العيد يكون فيه نفحات، وفيه هبات، وفيه عطاءات، فأكرم الله المؤمنين أجمعين في شهر القرآن بأن جعل لهذا الشهر خصوصية في الثواب الذي يتفضل به علينا حضرة الرحمن عز وجل. حتى أن الرجل منا لا يستطيع الأولون ولا الآخرون حتى ملائكة الله أن يحسِبُوا ما له من ثواب في شهر رمضان واحدٍ يصومه لله. رُوي عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ:🌹أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، فَقَالَ
: ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ “، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً “، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ” وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ “، قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ🌹{1}، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم:🌹إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ🌹{2}، ولكن لأنه صام بعده شهر رمضان ارتفع فوقه هذه المنزلة العالية في الجنان، لأن شهر رمضان يجعل الله المؤمنين فيه في ضيافة الله، والأجور الإضافية الربانية هي التي تعمل في هذا الشهر، فالكل يأخذ أجراً إضافياً. وكما ذكرنا من قبل أن الصلاة في غير رمضان بعشر، والفريضة في رمضان بسبعين فريضة فيما سواه، يعني بسبعمائة، والنافلة بفريضة فيما سواه، فكلنا نأكل ولكن الله جعل الضيافة في هذا الشهر على نفقة رب العزِّة عز وجل مع أنه يُنفق علينا سبحانه على الدوام، فقد ورد في الأثر:🌹نفقة الصائم على أهله كالمجاهد في سبيل الله الدرهم بسبعمائة ألف درهم🌹، فالفطور الذي تشتريه لهم، والسحور الذي تُحضره لأولادك يحاسبك عليه الدرهم بسبعمائة ألف، بشرط أن لا يكون هناك إسرافٌ ولا مباهاة، فلو وُجد الإسراف تُمنع، ولو وجدت مباهاة ورياء فليس لك أجراً في هذا العمل، قال صلى الله عليه وسلم:🌹كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ🌹{3}، فتكون النفقة على الأولاد كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة ألف درهم. إذا نمت في نهار رمضان لتستعين على قيام الليل أو على السحور، فـنومك عبادة، وإذا جلستَ ولم تتحدَّث مع أحد لكن كففت لسانك عن الإساءة إلى أحد، فصمتك تسبيح،قال صلى الله عليه وسلم:🌹نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَسُكُوتُهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَعَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ🌹{4}، في كل ليلة يصطفي الله ما يشاء من خلقه، تُحرِّر بهم الملائكة كشوفٌ وتُعرض في الصحف المطهرة، وكل واحدٍ منهم قرين إسمه: عتيقٌ من النار، قال صلى الله عليه وسلم:🌹لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ أَعْتَقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ الْعَذَابَ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِقَدْرِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ🌹{6}، فإذا وُفِّق المرء في العشر الأواخر من رمضان، وصلَّى العشاء في جماعة، والصبح في جماعة فقد أحيا ليلة القدر، وحُرِّر له شيكاً عند الله من الأجر بأنه عَبَدَ الله عبادة خيرٌ من ألف شهر، ونال عبادة ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر. فلو داوم على ذلك مثلاً خمسين سنة ولقي الله، وذهبنا لمكتب الصحة لنُخرج له شهادة الوفاة، فيقول مكتب الصحة عنده مثلاً سبعين سنة، فيقول مكتب الصحة الإلهي: عنده أربعة آلاف وسبعين سنة، لماذا؟ لأن ليلة القدر الخير فيها خيرٌ من ألف شهر. ما لايُعد ولا يُحصى ولا يُحد من الأسرار والأنوار في رمضان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:🌹لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا رَمَضَانُ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ السَّنَةَ كُلَّهَا🌹{7}
☀{1} سنن ابن ماجة ومسند أحمد☀
🌹{2} معجم الطبراني عن أبي مالك الأشعري🌹
🌹{3} الحاكم في المستدرك ومسند أحمد عن عبد الله بن عمرو🌹
☀{4} شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى☀
🌹{5} أخبار مكة للفاكهي، وفضائل الأوقات للبيهقي عن ابن عباس🌹
☀{6} معجم الطبراني والبيهقي عن نافع بن مسعود☀
☀🌹☀من كتاب صيام الأتقياء للشيخ فوزي محمد أبوزيد
: ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ “، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً “، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ” وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَصَامَ وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ “، قَالُوا: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ🌹{1}، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم:🌹إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ🌹{2}، ولكن لأنه صام بعده شهر رمضان ارتفع فوقه هذه المنزلة العالية في الجنان، لأن شهر رمضان يجعل الله المؤمنين فيه في ضيافة الله، والأجور الإضافية الربانية هي التي تعمل في هذا الشهر، فالكل يأخذ أجراً إضافياً. وكما ذكرنا من قبل أن الصلاة في غير رمضان بعشر، والفريضة في رمضان بسبعين فريضة فيما سواه، يعني بسبعمائة، والنافلة بفريضة فيما سواه، فكلنا نأكل ولكن الله جعل الضيافة في هذا الشهر على نفقة رب العزِّة عز وجل مع أنه يُنفق علينا سبحانه على الدوام، فقد ورد في الأثر:🌹نفقة الصائم على أهله كالمجاهد في سبيل الله الدرهم بسبعمائة ألف درهم🌹، فالفطور الذي تشتريه لهم، والسحور الذي تُحضره لأولادك يحاسبك عليه الدرهم بسبعمائة ألف، بشرط أن لا يكون هناك إسرافٌ ولا مباهاة، فلو وُجد الإسراف تُمنع، ولو وجدت مباهاة ورياء فليس لك أجراً في هذا العمل، قال صلى الله عليه وسلم:🌹كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ🌹{3}، فتكون النفقة على الأولاد كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة ألف درهم. إذا نمت في نهار رمضان لتستعين على قيام الليل أو على السحور، فـنومك عبادة، وإذا جلستَ ولم تتحدَّث مع أحد لكن كففت لسانك عن الإساءة إلى أحد، فصمتك تسبيح،قال صلى الله عليه وسلم:🌹نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَسُكُوتُهُ تَسْبِيحٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَعَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ🌹{4}، في كل ليلة يصطفي الله ما يشاء من خلقه، تُحرِّر بهم الملائكة كشوفٌ وتُعرض في الصحف المطهرة، وكل واحدٍ منهم قرين إسمه: عتيقٌ من النار، قال صلى الله عليه وسلم:🌹لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الإِفْطَارِ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ أَعْتَقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ الْعَذَابَ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِقَدْرِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ🌹{6}، فإذا وُفِّق المرء في العشر الأواخر من رمضان، وصلَّى العشاء في جماعة، والصبح في جماعة فقد أحيا ليلة القدر، وحُرِّر له شيكاً عند الله من الأجر بأنه عَبَدَ الله عبادة خيرٌ من ألف شهر، ونال عبادة ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر. فلو داوم على ذلك مثلاً خمسين سنة ولقي الله، وذهبنا لمكتب الصحة لنُخرج له شهادة الوفاة، فيقول مكتب الصحة عنده مثلاً سبعين سنة، فيقول مكتب الصحة الإلهي: عنده أربعة آلاف وسبعين سنة، لماذا؟ لأن ليلة القدر الخير فيها خيرٌ من ألف شهر. ما لايُعد ولا يُحصى ولا يُحد من الأسرار والأنوار في رمضان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:🌹لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا رَمَضَانُ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ السَّنَةَ كُلَّهَا🌹{7}
☀{1} سنن ابن ماجة ومسند أحمد☀
🌹{2} معجم الطبراني عن أبي مالك الأشعري🌹
🌹{3} الحاكم في المستدرك ومسند أحمد عن عبد الله بن عمرو🌹
☀{4} شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى☀
🌹{5} أخبار مكة للفاكهي، وفضائل الأوقات للبيهقي عن ابن عباس🌹
☀{6} معجم الطبراني والبيهقي عن نافع بن مسعود☀
☀🌹☀من كتاب صيام الأتقياء للشيخ فوزي محمد أبوزيد