آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 31 يوليو 2016

- ما منازل عباد الرَّحمن؟

عدد المشاهدات:

من يريد أن يكون مع رسول الله؟ يدخل من هذا الباب ... وهو الباب الأكرم والأعظم الذي يستلزم جهاد شديد وعتيد، هذا الباب يقول فيه الإمام علي رضى الله عنه وكرم الله وجهه:
{ ليست الكرامة أن تطير فى الهواء فإن الطيور تفعل ذلك، ولا أن تمشي على الماء فإن الأسماك تفعل ذلك وليست الكرامة أن تقطع ما بين المشرق والمغرب فى لحظة لأن الشيطان يفعل ذلك ولكن الكرامة أن تُغير خلقاً سيئاً فيك بخلق حسن }
وهذا هو جهاد الأبطال وجهاد الرجال وجهاد الكمل .. جهاد العارفين ... جهاد المقربين ... جهاد الصالحين .. جهادهم أن ينظر الواحد منهم فى مرآة نفسه! ويزن نفسه بأخلاق أصحاب رسول الله ويرى أين يكون منهم؟
أو يزن نفسه فى مرحلة أرقى بعد أن ينتهى من الأولى بكتاب الله ويرى الأخلاق التى مدح بها الله الأصفياء ... والأتقياء ... والأنقياء ... من عباد الله وأين يكون منها؟ ....!!
فيجد على سبيل المثال: "عباد الرحمن" والترتيب فى القرآن لسرٍّ يعلمه الرحمن ويكون بحسب الأولوية،
(قال تعالى :(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا (63الفرقان)

أول صفة من صفاتهم هى التواضع لكل الخلق،
ولذلك فإن أول شيء يعالجوه منه أن ادخل المصحة النبوية وعالج مرض الكبر!!؛
لأنه لو بقى ذرة واحدة من مرض الكبر فلا وصول! ولا اتحاد بأصل الأصول! وأيضاً ليست هناك له جنة !
.. لماذا؟ ... لأنه صلى الله عليه وسلم قال:{ نظرت إلى باب الجنة فوجدت مكتوباً لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ }
ليس ذرة وحسب ولكن بعض ذرة أى أقل من الذرة:
ألا من يكن فى قلبه بعض ذرة ****من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
فهولا يتذوَّق أى شيء لأنه مريض! إذا أعطوه العسل يجده مرَّاً! فهل المرارة فى العسل أم عنده؟ عنده! ولكن لأنه مريضٌ بمرض الكبر يرى أنه الوحيد الكامل وبقية الناس لا تعرف شيئاً !! والمفروض أن يكونوا مثله ويتبعوه ويسمعوا توجيهاته
ونصائحه !!!! ... وهذا يا إخوانى هو أكبر مرض يتعرض له الإنسان فيحرمه من عطاء الرحمن عزوجل.
(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً )

والمرتبة الثانية:
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) [63:الفرقان]
أي أمسك قوة الغضب لديه وهذبها ورِبَّاها وأصبح حليماً):
إن إبراهيم لأواه حليم [التوبة] - الآية 114
، درَّب نفسه وأدخلها فصل(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) [134:آل عمران]،.
كلما سمعت شيئاً يغضبها! تكظم الغيظ؛ وقد قال حضرة النبي:
{مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى إِنْفَاذِهِ مَلأَهُ اللَّهُ أَمْناً وإِيماناً، وَمَنْ تَرَكَ لُبْسَ ثَوْبِ جَمَالٍ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعاً كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَمَنْ زَوَّجَ لِلَّهِ تَوَّجَهُ اللَّهُ تَاجَ الْمُلْكِ }
والكلام لنا جميعاً ... فى نفع الخلق.. كظم الغيظ ... والتواضع والتراحم ... والتكافل ... حتى بتزويج الضعفاء والفقراء ! فإذا ذكرنا كظم الغيظ !! فالرجل منَّا الذي يمسك زوجته ويضربها كيف يكون رجلاً ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول :
{ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، مَا أَكْرَمَ النَّسَاءَ إِلاَّ كَرِيمٌ، وَلاَ أَهَانَهُنَّ إِلاَّ لَئِيمٌ }
(فهل تُنَصِّبْ نفسك خالد بن الوليد على المسكينة زوجتك التى لا تملك إلا لسان! ماذا تفعل معها إذاً؟ (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وإذا اجتزت هذا الفصل عليك أن تدخل من باب: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)[134:آل عمران]، لأن الذي كظم غيظه فقد كظمه فى نفسه وفقط !! ... لكن الأعلى من ذلك أن تعفو عمن أساء إليك وتسامحه !! وإذا نجحت النفس فى هذا الباب نرقيها للمرحلة الأعلى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران].
هذا لكى تعلموا أن كلام ربنا بميزان!! لأنها رتبة .. بعد رتبة .. بعد رتبة ... من هؤلاء؟ الذين قال فيهم حضرة النبي:
{ وَأَحْسِنْ إِلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ تَكُنْ مُسْلِمَاً } .
للمذيد اضغط الرابط :مكتبة الشيخ فوزي محمد أبوزيد على الفيس بوك

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير