عدد المشاهدات:
الجواب:
إن الغيب الكوني المحيط بحياة الإنسان، يجوز أن يعلمه الجن والإنس على حد سواء وذلك مثل أن يفقد شيء من أحد من الناس، فيجوز أن يعرف الجن هذا الشىء المفقود، في أي مكان هو، ومن الذي أخذه، وذلك لأن هذا الشيء المفقود هو غيب بالنسبة لمن افتقده، ومعروف تمامًا لمن أخذه، وتصرف فيه، ومن هنا كانت مهمة الجن البحث عن هذا الشيء بحركته السريعة الخاطفة، وأن يستعين بإخوانه من الجن الموجودين فى أماكن هذه الحادثة، ثم يخبر صاحبه من الإنس الذي استخدمه في تلك المهمة، ويمكن للجن أيضا أن يأتي بهذا الشيء مادام موجودا فى مكان ما، قال الله تعالى : ﴿قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾.[39،النمل]. لكن الجن لا يستطيع أن يعلم غيب القدر، أو غيب ما فى النفس او الضمير، إلا إذا كان من صالحي المؤمنين الذين أطلعهم الله على أسرار القدر الإلهي، وسر تصريف القدر العجيب.
وهذا الغيب يستوى فيه الإنسان الصالح مع الجن الصالح، وهذا النوع من الجن لا يقدر أحد أن يستخدمه في كشف هذه الأسرار الإلهية، لأن العهد قد اخذه الله عليهم بكتمانها كالإنسان تمامًا فلا يبيحونها إلا لأمثالهم من صالحي المؤمنين، الذين يحفظون أسرار الربوبية.
وكذلك يمكن للجن أن يعرف ما فى البيت من مال أو متاع أو مصوغات أو طعام، لأن ذلك كله يمكن أن يأتي الجن بخبره فى الحال، وكذلك يمكن أن يخبر الجن بالأحداث التي وقعت في بلاد بعيدة بمجرد وقوعها، وذلك لسرعة حركته الغريبة وهى طاقة وقدرة اعطاها الله له، فسبحان ذي القوة والقدرة الذى بيده الملك والملكوت.
وهذه الأمور التي أخبر بها الجن لم تكن غيبا بالنسبة له إذ أنه رآها وعرفها ولكنها غيب عن الإنسان الذي أخبره بها كما لو أخبرك أحد بشيء لم تعرفه من قبل فيظن الجاهل أن الجن يعلم الغيب وهو لا يعلم من أمره شيئاً.
كتبه
فضيلة الشيخ محمد على سلامة
من كتابه حوار حول غوامض الجن
إن الغيب الكوني المحيط بحياة الإنسان، يجوز أن يعلمه الجن والإنس على حد سواء وذلك مثل أن يفقد شيء من أحد من الناس، فيجوز أن يعرف الجن هذا الشىء المفقود، في أي مكان هو، ومن الذي أخذه، وذلك لأن هذا الشيء المفقود هو غيب بالنسبة لمن افتقده، ومعروف تمامًا لمن أخذه، وتصرف فيه، ومن هنا كانت مهمة الجن البحث عن هذا الشيء بحركته السريعة الخاطفة، وأن يستعين بإخوانه من الجن الموجودين فى أماكن هذه الحادثة، ثم يخبر صاحبه من الإنس الذي استخدمه في تلك المهمة، ويمكن للجن أيضا أن يأتي بهذا الشيء مادام موجودا فى مكان ما، قال الله تعالى : ﴿قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾.[39،النمل]. لكن الجن لا يستطيع أن يعلم غيب القدر، أو غيب ما فى النفس او الضمير، إلا إذا كان من صالحي المؤمنين الذين أطلعهم الله على أسرار القدر الإلهي، وسر تصريف القدر العجيب.
وهذا الغيب يستوى فيه الإنسان الصالح مع الجن الصالح، وهذا النوع من الجن لا يقدر أحد أن يستخدمه في كشف هذه الأسرار الإلهية، لأن العهد قد اخذه الله عليهم بكتمانها كالإنسان تمامًا فلا يبيحونها إلا لأمثالهم من صالحي المؤمنين، الذين يحفظون أسرار الربوبية.
وكذلك يمكن للجن أن يعرف ما فى البيت من مال أو متاع أو مصوغات أو طعام، لأن ذلك كله يمكن أن يأتي الجن بخبره فى الحال، وكذلك يمكن أن يخبر الجن بالأحداث التي وقعت في بلاد بعيدة بمجرد وقوعها، وذلك لسرعة حركته الغريبة وهى طاقة وقدرة اعطاها الله له، فسبحان ذي القوة والقدرة الذى بيده الملك والملكوت.
وهذه الأمور التي أخبر بها الجن لم تكن غيبا بالنسبة له إذ أنه رآها وعرفها ولكنها غيب عن الإنسان الذي أخبره بها كما لو أخبرك أحد بشيء لم تعرفه من قبل فيظن الجاهل أن الجن يعلم الغيب وهو لا يعلم من أمره شيئاً.
كتبه
فضيلة الشيخ محمد على سلامة
من كتابه حوار حول غوامض الجن