عدد المشاهدات:
السؤال: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزوجل فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا " ما هذه النفحات؟ وكيف نتعرض لها؟
التعرض لنفحات الله هو التعرض لعطاءات الله، وعطاءات الله غير خيرات الله، فخيرات الله نأخذها بالحواس ويستفيد بها الجسم كالطعام والشراب، لكن عطاءات الله تنزل على القلب الذي صلح وانصلح وأصبح جاهزاً لنزول العطاءات من الله جل في علاه.
ففي هذه الليالي تنزل عطاءات من الله، ومن هذه العطاءات أن يتنزل الله في قلب المؤمن بالسكينة:
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (4الفتح)
أن يُنزل الله في قلبه الطمأنينة:
أن يجعل الله عزوجل في قلبه نوراً يمشي به في الناس:
) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) (122الأنعام).
أن يجعل الله له ميزاناً في قلبه يكشف به الطيب من الخبيث، والحسن من السيء والحق من الباطل:
( إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) (29الأنفال)
أو أن يأخذه الله عزوجل ويرفع عنه حجاب الران ويجعله ينظر بعين قلبه في ملكوت حضرة الرحمن،
( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (75الأنعام)
أن يكرمه الله عزوجل فيجعله من أهل مقام الإحسان فيعبد الله عبادة فيها لذة وفيها خشية، يعبد الله كأنه يراه، وهذه عبادات الخاشين الخاشعين لله عزوجل.
أو يُكرمه الله عزوجل فيفتح له في قلبه عين يتلقى منها الإلهام المباشر من الله، فتجده مسدداً في القول، لا يقول قولاً إلا وهذا القول تجده صحيحاً فيما يحكيه ويرويه وفيما يتحدث فيه لأن الله عزوجل يلهمه بهذا الحديث من عنده:
( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) (65الكهف).
أو يكرمه الله عزوجل فيقربه قرب قرابة من حبيب الله ومصطفاه، ويجعل سره متصلاً بأصله فيرى السر سر الوصول وهو حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، وقد يكرمه الله عزوجل فيفتح له آذان فؤاده فيسمع تسبيح الكائنات:( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (44الإسراء).
فعطايا الله عزوجل لا تُعد ولا تُحد أشرنا إلى ذرة من هذه العطايا الإلهية التي يتعرض لها الصالحون، وذكر هذه العطايا لا يسعه وقت ولا تتحمله العقول، وإنما ينزل من المحبوب الأعظم عزوجل إلى قلوب الأحبة مباشرة بدون واسطة، نسأل الله عزوجل أن نكون من أهل هذه العطاءات أجمعين.
ونتعرض لهذه العطاءات بتجهيز القلب:)( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89الشعراء) ، لا بد أن يكون القلب سليماً من الحظوظ والأهواء، ومن الميل إلى الفاني وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات والمستحسنات، ويكون له ميل واحد في الله ولله عزوجل،
-----------------------------------
🌹 اشراقة من كتاب شرف شهر شعبان
🌹 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعرض لنفحات الله هو التعرض لعطاءات الله، وعطاءات الله غير خيرات الله، فخيرات الله نأخذها بالحواس ويستفيد بها الجسم كالطعام والشراب، لكن عطاءات الله تنزل على القلب الذي صلح وانصلح وأصبح جاهزاً لنزول العطاءات من الله جل في علاه.
ففي هذه الليالي تنزل عطاءات من الله، ومن هذه العطاءات أن يتنزل الله في قلب المؤمن بالسكينة:
( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (4الفتح)
أن يُنزل الله في قلبه الطمأنينة:
أن يجعل الله عزوجل في قلبه نوراً يمشي به في الناس:
) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) (122الأنعام).
أن يجعل الله له ميزاناً في قلبه يكشف به الطيب من الخبيث، والحسن من السيء والحق من الباطل:
( إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) (29الأنفال)
أو أن يأخذه الله عزوجل ويرفع عنه حجاب الران ويجعله ينظر بعين قلبه في ملكوت حضرة الرحمن،
( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (75الأنعام)
أن يكرمه الله عزوجل فيجعله من أهل مقام الإحسان فيعبد الله عبادة فيها لذة وفيها خشية، يعبد الله كأنه يراه، وهذه عبادات الخاشين الخاشعين لله عزوجل.
أو يُكرمه الله عزوجل فيفتح له في قلبه عين يتلقى منها الإلهام المباشر من الله، فتجده مسدداً في القول، لا يقول قولاً إلا وهذا القول تجده صحيحاً فيما يحكيه ويرويه وفيما يتحدث فيه لأن الله عزوجل يلهمه بهذا الحديث من عنده:
( وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) (65الكهف).
أو يكرمه الله عزوجل فيقربه قرب قرابة من حبيب الله ومصطفاه، ويجعل سره متصلاً بأصله فيرى السر سر الوصول وهو حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، وقد يكرمه الله عزوجل فيفتح له آذان فؤاده فيسمع تسبيح الكائنات:( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (44الإسراء).
فعطايا الله عزوجل لا تُعد ولا تُحد أشرنا إلى ذرة من هذه العطايا الإلهية التي يتعرض لها الصالحون، وذكر هذه العطايا لا يسعه وقت ولا تتحمله العقول، وإنما ينزل من المحبوب الأعظم عزوجل إلى قلوب الأحبة مباشرة بدون واسطة، نسأل الله عزوجل أن نكون من أهل هذه العطاءات أجمعين.
ونتعرض لهذه العطاءات بتجهيز القلب:)( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89الشعراء) ، لا بد أن يكون القلب سليماً من الحظوظ والأهواء، ومن الميل إلى الفاني وإلى الشهوات وإلى كل المستلذات والمستحسنات، ويكون له ميل واحد في الله ولله عزوجل،
-----------------------------------
🌹 اشراقة من كتاب شرف شهر شعبان
🌹 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد